فالله -سبحانه وتعالى- عندما يقرِّب هذا العالم العظيم والجميل جدًّا والواسع، والذي فيه كل أصناف النعيم والحياة الأبدية بسعادة، لا يوجد ما ينغصها أبداً، تبدأ عملية الانتقال من ساحة المحشر إلى الجنة، الانتقال إلى عالم الجنة ستكون لحظةً- بحد ذاتها- سعيدةً، لا يمكن أن نتصور مدى السعادة فيها، الإنسان عندما يطمئن إلى أنه سينتقل في تلك اللحظات من ساحة المحشر إلى الجنة، كيف ستكون فرحته؟ كيف ستكون سعادته، ارتياحه الكبير جدًّا وقد رأى الآخرين الذين ميِّزوا للذهاب بهم إلى النار وما هم عليه من الحسرات، وما هم فيه من الندم والبؤس والشقاء -والعياذ بالله-؟
عند الوصول- بعد الانتقال إلى عالم الجنة- عند الوصول إلى أبواب هذ الجنة، الله أعلم كيف هي شكل هذه الأبواب والمنافذ الموصلة إلى ذلك العالم! هناك من يستقبلهم، خزنة الجنة، المضيفون والمديرون لشؤون هذه الجنة هم في حالة استقبال يفتحون الأبواب ويرحبون بهؤلاء الضيوف والوافدين إلى جنة الله، إلى دار كرامته ومستقر رحمته، يرحبون بهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: من الآية73]، ترحيب من الملائكة بالابتهاج والتقدير والإكرام، ليس الحال كحال أهل النار عندما يصلون إلى الزبانية الذين يأخذونهم بالنواصي والأقدام، ويسحبونهم ويدفعون بهم للإلقاء بهم في نار جهنم بكل إهانة وعنف وقسوة. |لا| حال مختلف، ترحيب بتقدير وإكرام {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} ادخلوها للأبد، لتعيشوا فيها حياةً لا نهاية لها، ولا انقطاع لها.
راحة وسعادة وفرحة الوصول إلى عالم الجنة، كذلك هي فرحة لا يمكن أن نتخيلها أبداً، في بعض الآثار عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أن هذه الفرحة تصل إلى درجة أن لو بقي موت لماتوا من شدة الفرحة، عندما يصلون إلى عالم الجنة، في الآثار عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أنهم أول ما يصلون إلى الجنة يغتسلون في نهرٍ من أنهار الجنة، وبعد هذا الاغتسال يلبسون من ملابس الجنة، ومن كسوتها، من حريرها الذي تحدث عنه القرآن الكريم من السندس والإستبرق، ويحلون أساور الذهب وأساور الفضة، ومن حلية الجنة، وبعدها تبدأ مرحلة الاستضافة لهم في قصورهم في الجنة، فالأسر التي تدخل الجنة يلتئم شملها هناك في عالم الجنة بسرورٍ ونعيمٍ عظيم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة السابعة:
الطريق إلى الجنة ولمحة عن نعيمها
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السابعة
مايو 20, 2019م