إذاً هذا هو درسٌ مهم؛ لأن العدو الإسرائيلي هو مجرم، عدوٌ للأمة بكلها، وهو بهذا المستوى الذي يشاهده العالم عليه، في إجرامه، في عدوانيته، ومعه الأمريكي، بما هو عليه، وبما يشاهده العالم عليه، من إجرام، من دعم لكل أنواع الجرائم، القنابل الأمريكية تُقدَّم لقتل المدنيين، تُقدَّم لإحراق الأطفال والنساء، وتمزيق أجسادهم إلى أشلاء، تُقدَّم لتدمير المدن، لتدمير كل المنشآت الإنسانية، المنشآت الصحية، المنشآت الخدمية... وغيرها، تلك هي أمريكا، وتلك هي إسرائيل، هم أعداء يشكِّلون خطراً على المجتمعات البشرية؛ ولذلك فإنَّ من الدروس المهمة التي يمكن أن تستفيد منها شعوب العالم، وفي المقدِّمة شعوب بلداننا العربية والإسلامية، هو: ما ينبغي أن نسعى له بحيث نصل إلى مستوى مواجهة مثل تلك التحديات والأخطار، وأيضاً أن نستشعر مسؤوليتنا لدعم الشعب الفلسطيني، الذي هو في الخندق الأول، والمعركة التي يواجهها الشعب الفلسطيني هي معركةٌ لكل الأمة.
لو أنَّ الإسرائيل كان قد تخلص من قبل فترة من الشعب الفلسطيني؛ لكان العدوان بهذا المستوى على دول عربية أخرى، ولكان ما يحدث اليوم على الشعب الفلسطيني، يحدث على شعوب عربية أخرى؛ ولذلك هناك مسؤولية دينية، وإنسانية، وأخلاقية، وقومية... بكل الاعتبارات، على العرب في المقدمة، على المسلمين جميعاً، ثم على المجتمع البشري بشكلٍ عام للوقوف مع الشعب الفلسطيني.
والذي يتحرَّك اليوم لمواجهة العدو الإسرائيلي بما هو عليه من إجرام، وطغيان، وعدوان، وإبادة جماعية، وبدعمٍ مفتوحٍ من أمريكا والدول الغربية، في المقدِّمة: من يقف ويتحرك ضد ذلك الإجرام في مواقف عملية صحيحة، مواقف عظيمة، مواقف مشرِّفة، هم الإخوة المجاهدون الفلسطينيون في قطاع غزة، وأيضاً في الضفة.
المجاهدون الفلسطينيون في قطاع غزة من مختلف الفصائل، وفي المقدِّمة: كتائب القسام، وسرايا القدس... وبقية الفصائل، التي تصدى للعدو، هم في ثباتهم، واستبسالهم، وصمودهم، هم على مستوى عظيم، يخوضون معركة الأمة بكلها، معركة الإنسانية في مواجهة الإجرام والتوحش والطغيان، وصبرهم، وثباتهم، واستبسالهم، وصمودهم، هو تجسيدٌ للقيم الإنسانية والإيمانية، وهم يخوضون ملحمةً بطوليةً عظيمةً خالدة، وسيحقق الله بها النتائج المهمة لصالح الشعب الفلسطيني في المقدِّمة، ولصالح الأمة بكلها، ولصالح المجتمع البشري بأجمعه.
وعدد العمليات، وعدد الآليات العسكرية المستهدفة على العدو الإسرائيلي، وعدد القتلى والجرحى من جنود العدو الإسرائيلي، وعدد الكمائن والأسر لجنود صهاينة في عمليات جديدة، والقصف من جديد حتى بالصواريخ إلى تل أبيب، كل ذلك بقدر ما عبَّر عن الصمود، والثبات، والفاعلية، هو شاهدٌ على فشل العدو المجرم، وخيبة أمله، مهما كان إجرامه، مهما كانت وحشيته، هو بتلك الوحشية والإجرام لاستهداف الأطفال والنساء، ولكنه في ميدان المواجهة، بالرغم من الإمكانات المادية المتواضعة والبسيطة التي بأيدي الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، ولكن يظهر كم أنَّ ذلك العدو جبان، وفاشل، وخائب، وخاسر، وأنه لن يحقق آماله من عدوانه على قطاع غزة بإذن الله تعالى.
العدو في فشله يعترف بأن (إحدى وعشرين كتيبة) من أصل (ثلاثة وعشرين) من كتائب حماس، لا تزال تعمل بكفاءة متوسطة إلى عالية؛ بينما كان نتنياهو يتفاخر بأنه قد قضى على معظم كتائب القسام، ولم يبق إلَّا أربع كتائب، يعترفون في اجتماعاتهم بهذا الاعتراف: أنه لا يزال هناك هذا العدد الكبير من الكتائب، بل قد تكون الحقيقة أكبر من ذلك، في انطلاقة الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني للجهاد في سبيل الله تعالى، في صفوف مختلف الفصائل الفلسطينية المجاهدة.
صبر الشعب الفلسطيني أيضاً الذي لا مثيل له تجاه تلك الوحشية الأمريكية والإسرائيلية، مع التجويع والحصار الشديد، الذي يتزايد ويستمر، ومع معاناة النزوح، هناك معاناة كبيرة؛ لأنهم ينزحون من مناطق إلى أخرى، بدون أن يكون هناك أي مقومات، أي خدمات متوفرة، فتعظم المعاناة، وتستمر من هنا إلى هناك، وهم يتنقلون، إضافة إلى الاستهداف المستمر بالقتل، والغارات... ومختلف وسائل القتل، وأساليب القتل التي يمارسها العدو الإسرائيلي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
أخر تطورات الأحداث والمستجدات
الخميس 22 ذو القعدة 1445هـ 30 مايو 2024م