بتمام عام منذ العملية البطولية الجهادية الفلسطينية (عملية طوفان الأقصى)، التي نفذتها كتائب القسام، وبما تلاها على مدى العام من عدوانٍ صهيونيٍ إجراميٍ على قطاع غزة، وكذلك الاعتداءات الصهيونية الإجرامية في الضِّفَّة والقدس، وما تلا ذلك أيضاً من عدوانٍ صهيونيٍ إجراميٍ وحشيٍ على لبنان، المحصلة لعامٍ كامل، وما وصلت إليه الأحداث والتطورات في ظل ذلك، على مستوى جبهات الاسناد والواقع الدولي والإقليمي، نتحدث عنه في هذه الكلمة باختصارٍ إن شاء الله.
ونبدأ بالحديث عن المحصلة الإجرامية الوحشية للعدو الصهيوني، باستهدافه لقطاع غزة، وكذلك في جنوب لبنان، وفي لبنان بشكلٍ عام؛ أمَّا فيما يتعلق بأهمية العملية المباركة (عملية طوفان الأقصى)، نتحدث عنها عَقِب ذلك أيضاً، مع تعليقٍ عن أهميتها، ونتائجها، وما يترتب عليها، وعن مسؤولياتنا كأمة مسلمة في المرحلة الراهنة، وفي ظل هذه التطورات على مدى عامٍ كامل، وعن مستقبل هذه القضية على ضوء هذه الأحداث، وعلى ضوء الثوابت الإسلامية والقرآنية.
فيما يتعلق بحجم الإجرام للعدو الصهيوني، في عدوانه على قطاع غزة على مدى عامٍ كامل، فالعدو الإسرائيلي شن أكثر من (ربع مليون) غارة وقصفٍ مدفعي على قطاع غزة، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، وهناك ما يقارب (مائة وخمسين ألف شهيد، ومفقود، وجريح) في قطاع غزة، واستخدم العدو الإسرائيلي حوالي (مائة ألف طِن من المتفجرات)، من خلال القنابل والصواريخ والقذائف التي قدَّمها له الأمريكي، ليقتل بها الأهالي في قطاع غزة، ويسعى لإبادتهم جماعياً، وقتل الجميع (رجالاً ونساء، أطفالاً وكباراً وصغاراً)، من تلك الأطنان من المتفجرات: أكثر من (عشرة آلاف طِن) هي عبارة عن ألغام مؤقتة لم تنفجر بعد، وذلك بهدف تفخيخ قطاع غزة، وإلحاق الخسائر المستمرة بالأهالي والسكان.
عدد جثامين الشهداء التي لم تحظَ بالدفن، ولم تصل إلى المستشفيات، وتلاشت وبليت: (سبعة آلاف وثمانمائة وعشرين شهيداً)، لم تسجل بياناتهم في إطار تسجيل ما يصل إلى المستشفيات، وهذه كلها أعدادٌ تقديرية؛ نتيجة للظروف الصعبة جداً في قطاع غزة، واختفاء الكثير من الجثث سببه: استخدام العدو الإسرائيلي لأسلحةٍ وقنابل أمريكية محرمة، مما يعرف أنه محرمٌ استخدامه دولياً، وهي أسلحة محرمة، وذات تأثير للإبادة الجماعية والتدمير الشامل، واستهدف العدو الإسرائيلي بها تجمعاتٍ بشرية للأهالي بشكلٍ مباشر، أثناء تجمعاتهم، وفي مختلف المناطق في قطاع غزة.
حشد العدو الصهيوني كل مقدراته، ومن خلفه أمريكا، وبريطانيا، والغرب، الداعم له لمهاجمة غزة، المدينة الساحلية، التي هي من أصغر المدن، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، بحسب المساحة الجغرافية، وهي مكتظةٌ بالسكان، وهاجمها العدو الإسرائيلي بجيشٍ قوامه (ثلاثمائة وخمسين ألفاً) من الجنود النظاميين والاحتياط، بحسب بعض التقديرات، ودفع بعددٍ من الفرق العسكرية، ما يقارب خمس فرق عسكرية، وبغطاءٍ ناريٍ بحريٍ، وبريٍ، وجويٍ، وحربيٍ، وتجسسي، هو الأعنف والأكثر همجيةً في تاريخ الحروب، وعلى مدار الدقيقة بشكلٍ مكثفٍ جداً.
فيما يتعلق بحصاد المجازر الإجرامية الصهيونية في قطاع غزة، التي استهدف بها العدو الإسرائيلي الشعب الفلسطيني في غزة:
خلال عامٍ من الإجرام نفَّذ العدو الإسرائيلي ما يقارب الـ(ثلاثة آلاف وسبعمائة مجزرة) بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أبرز تلك المذابح المروِّعة، منها، على سبيل المثال لا الحصر، التي لن ينساها كل ذو ضمير، وتبقى صفحةً سوداء في ذاكرة التاريخ:
- لن تنسى الذاكرة البشرية مذبحة مستشفى المعمداني: ما يقارب (خمسمائة شهيد، وسبعمائة جريح) بضربةٍ واحدة.
- لن ينسى ذوو الضمير في العالم مذبحة مخيم جباليا: أكثر من (أربعمائة ما بين شهيدٍ وجريح).
- مذبحة مدرسة الفاخورة: (مائتين بين شهيد وجريح).
- ستلاحق لعنة مذبحة الطحين، التي كان شهداؤها ما يقارب ألف ما بين شهيد وكذلك جرحاها، (ألف ما بين شهيدٍ وجريح)، واستهدف العدو الإسرائيلي بها النازحين، وسفك دماؤهم على أكياس المساعدات، اللعنة لتلك الجريمة ستلاحق الصهاينة، ولن تسقط عنهم تبعاتها.
- لا ينبغي أن تنسى الإنسانية مذبحة مستشفى الشفاء: (أربعمائة شهيد وجريح)، وجرى فيها إعدام (ثلاثمائة فلسطيني) بدمٍ بارد، من المرضى، من الأطفال والنساء والمعاقين، الكثير منهم أعدموا وهم على أسِرَّة المستشفى.
- سبع مقابر جماعية في داخل المستشفيات.
- مذبحة الخيام في رفح: (ثلاثمائة بين شهيدٍ وجريح).
- مذبحة مخيم النصيرات: (سبعمائة بين شهيدٍ وجريح).
- مذبحة المواصي: (أربعمائة بين شهيدٍ وجريح).
- مذبحة مدرسة التابعين: أكثر من (مائة شهيد وجريح).
وكم هي الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني، وقتل بها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، من الأطفال والنساء، والكبار والصغار، على مستوى جرائم بالمجازر الجماعية، وعلى مستوى الإعدام للأطفال، للنساء، في الشوارع، في الطرقات، وكذلك للشيبان، للطاعنين في السن، للمرضى منهم، حتى وهم في منازلهم.
استخدم العدو كل وسيلة للقتل والإبادة، إضافةً إلى القتل بالسلاح، بالتدمير، السعي للإبادة بالتجويع، بما لا مثيل له في أي بلد في العالم، وعلى مرأى ومسمع من دول العالم، وفي مقدمتها الدول المسلمة في العالم العربي وغيره.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبــة تمــام عــام منــذ عمليــة طوفــان الأقصـى
الأحد 3 ربيع الثاني 1446هـ 6 أكتوبر 2024م