في مقابل هذا العدوان الإسرائيلي، والغطرسة الإسرائيلية، التي هي دائماً بشراكة أمريكية، وتعاون أمريكية، وفي مقابل التخاذل العربي الواسع، وفي معظم العالم الإسلامي، يبرز الصمود الفلسطيني، وما يقوم به الإخوة المجاهدون في فلسطين من عمليات جهادية فدائية، ونوعية، وبطولية، عمليات عظيمة جداً:
- كتائب القسَّام نفَّذت في قطاع غزة في هذا الأسبوع قرابة تسعة وعشرين عملية، وكانت عمليات مهمة، ومنكِّلة بالعدو، ومتنوعة، منها عمليات نوعية، مثل:
- العملية التي نفَّذها بعض المجاهدين، بطعن وقتل عدد من الجنود الصهاينة، كانوا في مهمة حماية لجنود صهاينة آخرين في مبنى، ثم قام أولئك المجاهدون باقتحام المبنى، وقاموا بالإجهاز على الجنود الصهاينة فيه، واغتنموا أسلحةً، وأخرجوا عدداً من المواطنين الفلسطينيين المختطفين، هذه عملية مميزة، وعملية هي في شمال قطاع غزة، تبيِّن مستوى الإقدام، والاستبسال، والتفاني للإخوة المجاهدين هناك، وهذه الجرأة المميزة.
- كذلك عملية أحد الاستشهاديين، الذي تمكَّن من قتل اثنين من الجنود الصهاينة، ثم تنكَّر بملابس أحد الجنود الصهاينة، واستطاع الوصول لقوة صهيونية، وفجَّر نفسه بحزامٍ ناسفٍ بين الجنود الصهاينة، وأوقعهم بين قتيل وجريح.
- سرايا القدس نفَّذت عشرين عملية، بينها عمليات بالقصف الصاروخي.
- وكذلك هناك عمليات لبقية الفصائل المجاهدة في قطاع غزة.
أما فيما يتعلَّق بعمليات الإسناد من يمن الإيمان والحكمة والجهاد، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس): فعمليات هذا الأسبوع متميزة في زخمها، وفي أنها عمليات مؤثَّرة على العدو الإسرائيلي؛ لأنها عمليات بالصواريخ الفرط صوتية، إلى يافا المحتلة، التي يسميها العدو بـ [تل أبيب]، كذلك هناك عمليات إلى يافا المحتلة وعسقلان بالطائرات المسيَّرة، وعمليات الصواريخ الفرط الصوتية، التي تخترق منظومة الحماية والدفاع الجوي للعدو الإسرائيلي.
وعندما نتأمل في مستوى هذا الإنجاز؛ نجده إنجازاً كبيراً ومهماً جداً، والعدو الإسرائيلي يدرك هذه الحقيقة، وكذلك هو الأمريكي، التأثير لهذه العمليات، وفي هذا التوقيت، الذي كان العدو الإسرائيلي يتباهى بأن الأجواء بشكلٍ عام أصبحت في صالحه، وأنَّه سينفرد بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنَّه بات مطمئناً تجاه جبهات الإسناد؛ نظراً للمتغيرات في سوريا، وبعدما حصل في لبنان... وهكذا في بقية الجبهات، لكنه تفاجأ بهذا الاستمرار من جبهة الإسناد في يمن الإيمان، بهذا الزخم، بهذه القوة، بهذا العزم، والإصرار، والتصميم، والثبات، بهذه الفاعلية المؤثِّرة على العدو الإسرائيلي؛ ولـذلك يتحدَّثون في وسائلهم الإعلامية، عن حالة الإحباط لدى القادة الإسرائيليين المجرمين في أجهزتهم العسكرية والأمنية، أنَّهم مصابون بالإحباط، يعني: بعد كل الذي قد عملوه، وفعلوه، وارتكبوه من الجرائم، بشراكة أمريكية، بعد كل الذي قد تحقق لهم من نتائج نتيجةً للتخاذل العربي، ومن معظم العالم الإسلامي، وفي الوقت الذي تصوَّروا أنَّهم سيتحدثون فقط عن الإنجازات، ويسوِّقون لأنفسهم إنجازات معينة، إذا بهم يتفاجؤون بهذا المستوى وهذا الزخم من العمليات المستمرة، بهذه الفاعلية والتأثير، حيث لم تغن عنهم وسائلهم الدفاعية، التي لا يمتلكها غيرهم في المنطقة، لم تغن عنهم شيئاً، ولم تتمكن من حمايتهم.
الصواريخ جعلتهم في يافا المحتلة، المسماة عندهم بـ [تل أبيب]، في حالةٍ من الذعر الكبير، ويتحدَّثون في وسائلهم الإعلامية عن أسبوعٍ بلا نوم، هذا المستوى من الإزعاج الشديد، من الإحباط الشديد، من الخوف الشديد؛ لأن الصواريخ (صواريخ الفرط الصوتية) تطلق عليهم في الليل، وفي أغلب الحالات بعد منتصف الليل، أو في آخر الليل، فهم منذ بداية الليل في سهر، وقلق، وأرق، متى يصل الصاروخ؟ يتوقعون ذلك، ثم عندما تدوِّي صفارات الإنذار؛ يهربون من قصورهم والبيوت التي يستوطنونها ويغتصبونها، ومن تلك المدن والبلدات- في كثيرٍ منها- بالملايين، بالملايين إلى الملاجئ، فيقومون من على كراسي النوم للهروب، مذعورين، مفجوعين، متدافعين، يهلك بعضهم أثناء التدافع، وهم هاربون إلى الملاجئ.
أمَّا البعض فعندما تدوي صفارات الإنذار، يصاب- كما يقولون هم- بسكتة قلبية؛ من شدة الخوف، ومن حجم الصدمة التي تصيبهم، هذا من غير الأضرار المباشرة للقصف الصاروخي، التي تطالهم في الدمار، والقتل، والجرح بشكلٍ مباشر، يهلك منهم من يهلك من الرعب والخوف بالسكتة القلبية، والبعض في حالات التدافع، وهم هاربون بالملايين، من على فراش النوم إلى الملاجئ، وهذه الحالة حالة- بالنسبة لهم- تغيظهم جداً، وتؤلمهم، وتُعكِّر عليهم ما كانوا يأمِّلونه من صفو حالهم وراحتهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 25 جمادى الآخرة 1446هـ 26 ديسمبر 2024م