حكى الله عمّن يتولى اليهود والنصارى أنهم يطلقون عناوين تشعر بأن المسألة إنما هي تدارك لخطورات معينة, والمسألة حفاظ على مصلحة الوطن , والمسألة هي كذا وكذا {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}.
هم لا يقولون لك: أصدقاءنا ولازم نوقف معهم, يقولون للناس: نخشى أن تصيبنا دائرة, نحن فقط من أجلكم, وحفاظاً على مصالحكم, والواقع ليس ذلك, والواقع ليس ذلك, ما يمكن أن يكون هذا الموقف صحيحاً إطلاقاً أن يتحول زعماء العرب إلى مدراء أقسام شرطة للحفاظ على مصالح أمريكا وإسرائيل وإسكات من يتكلم ضدها.
هل في هذا مصلحة للشعوب؟ لا يمكن, لا يمكن أن يكون فيها مصلحة للشعوب, المصلحة للشعوب الإسلامية هو التوجه القرآني في النظرة نحو هؤلاء اليهود والنصارى, نظرة العداء, نظرة إعداد القوة, نظرة الجهاد, نظرة الشعور بأنهم يسعون في الأرض فساداً, وأنهم لا يريدون لنا أي خير, وأنهم يودون أن نكون كفاراً, يودون لو يضلونا, يودون لو يسحقونا وينهونا من على الأرض بكلها.
{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} يعني يستجيبوا بسرعة, قالوا: أمريكا تتزعم الحلف العالمي لماذا؟ لمحاربة الإرهاب, بسرعة وافقوا دون قيد أو شرط!.ما هم سارعوا؟ يسارعون فيهم, فيهم, مثل ما تقول: حب في الله, بغض في الله من منطلق ولاء, يسارعون فيهم, يسارعون إلى ما فيه خدمتهم, إلى ما فيه مصالحهم, ليحظى بالولاء لديهم, ليحظى بالمكانة لديهم, يحظى بأي شيء.
المسارعة فيهم كما يقول: يحب في الله, يحبك في الله, يحبك لا لأي شيء آخر, مصلحة معينة, إنما من أجل الله, وأنت تحبه في الله, مثل يسارعون فيهم, يقولون للناس, وكلمة يقولون: أي شيء يتفوهون به, ما قال يسارعون فيهم يخشون فتكون المسألة حقيقة مشاعر داخلية لديهم أنهم يخشون حقيقة على الناس ومصالح الناس, يقولون: يتفوهون بما يغطي على تعاملهم الحقيقي مع هؤلاء, نخشى أن تصيبنا دائرة, {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
فهنا تتجلى الحقائق {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}(المائدة53) من أجل الحفاظ على مصالحكم من أجلكم {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} تتجلى المواقف أن الأشياء ما كانت لهذه, وفعلاً الزمن والأحداث من يراقب الأحداث كل حدث يكشف أحداثاً سابقة, ولو أحداث قبل عشر سنين أو نحوها.. ترى كيف يتجلى أشياء تبين لك نفسية هذا أو هذا من خلال الأحداث المتتابعة, لأنه كلما أضمر الإنسان كلما سيأتي بعد فترة أحداث تبينه, أحداث تشهد على واقعه.
فأن نصل إلى هذه الدرجة أحياناً تحصل أحداث في أي بلد إسلامي نحن قد نجمع بين حالتين: أرتاح لأنه ضرب هؤلاء؛ هم أعداء, حقيقة هم أعداء, وهم عملاء وهم من يشوهون صورة الإسلام لكن المسألة من حيث المبدأ خطيرة على الجميع, أليست خطيرة على الجميع؟
عندما اتجهت أمريكا تحت عنوان: متجهة لضرب طالبان, ألم يخش الناس على إيران, وخشيوا على حزب الله؟ صحيح؟ لأن هذا العنوان المفتوح عنوان مفتوح، يبيح لأمريكا تعمل ما تريد بشرعية دولية، وبمعونة دولية عالمية بحيث إذا أطلقوا صاروخاً يسجل على كل دول العالم, ما تخسر أمريكا, ما يلحقها إلا مثل ما يلحق غارم, كما تقول القبيلة: ريالهم واحد, ما يلحقها إلا مثلما يلحق غيرها من التكلفة!.
هكذا يريدون يحققون أهدافهم ولا يخسرون دولاراً واحداً إلا مثلما يخسر الآخرون, مثلما قال لنا واحد فلسطيني في الخرطوم قال: قال لهم في السجن يهودي في إسرائيل قال: عندكم أننا نخسر على أي سجين منكم؟ لو أننا نخسر على أي سجين منكم لما مسكنا أحد, لكننا نربح من وراكم, نربح أيضاً, لأن كل سجين يُعطى من منظمة الأمم المتحدة, من قسم فيها, أو هيئة مختصة مبالغ نصرف عليه منها ونوفر أيضاً.
هم أيضاً يستفيدون, وهذه هي فكرتهم الخطيرة, فكرتهم الخطيرة, هم أوعى بكثير, وأفهم بكثير في هذا الجانب مننا, لاحظوا نحن على مستوانا الشخصي إذا هناك واحد زعل من واحد وقد جمع له في الشمطة مائة وخمسين ألف أو أكثر يقول: [والله لَقَرِّح ما معي في رأسه لو أَوَفِّيْ بالجنبية] أليسوا يقولون هكذا؟ ودق أبوها, وعند الحاكم [با نتخابر من خمسين، أنا خمسين وأنت خمسين، با نتخابر من خمسين ألف, من عشرين ألف من..]!.
هذه العقلية غير موجودة, يريدون أن يضربوا بأقل تكلفة مادية, أو بشرية, حتى لاحظ عندما ذهبوا إلى أفغانستان هل كان واحد يتوقع بأنهم سينزلون آلاف الجنود مائة وخمسين, مائتين, أربع مائة؟ أعداد قليلة, معتمدين على آلياتهم الكثيرة, ويدهفوا بالمعارضة الشمالية, المعارضة الشمالية, أفغاني في أفغاني, وفي الأخير سيضربون يمني في يمني، وسعودي في سعودي، ومصري في مصري, وهكذا.
مخططاتهم رهيبة, وأصبحت الأشياء كلها تتهيأ لهم بشكل عجيب؛ لأنه فسدت النفوس, فسد زعماء وشعوب حقيقة, أصبحنا كلنا فاسدين, لا نحمل أي وعي, لا نحمل أي اهتمام بالقضية هذه, لا نفكر في أي حل فيها, وأصبحنا كلنا نتلقى في نفوسنا, في تهيئة نفسياتنا من الفساد الثقافي والإعلامي والأخلاقي ما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافاً أخرى أكثر مما وصلوا إليه, أكثر مما وصلوا إليه حقيقة.
.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
من ملزمة الموالاة والمعاداة
بتاريخ شهر شوال 1422هـ
اليمن - صعدة