نتقدم أولاً إلى إخوتنا المجاهدين: كتائب الشهيد القسام، وحركة المقاومة الإسلامية حماس، والشعب الفلسطيني بكل فصائله ومكوناته، بأحرِّ التعازي، وخالص المواساة، باستشهاد المجاهد القائد الكبير/ محمد الضيف (أبو خالد)، ورفاقه القادة المجاهدين الشهداء، الذين ارتقوا شهداء في معركة (طوفان الأقصى)، متوِّجين بذلك مسيرة جهادهم الحافلة بالعطاء، نَسْألُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُم بِوَاسِعِ رَحْمَتِه، وَأَنْ يَرْفَعَ دَرَجَاتِهِم، وَأَنْ يُعَظِّمَ أَجْرَ ذَوِيهِم، وَكُلَّ المُجَاهِدِين وَالمُؤْمِنِين.
لقد كان الشهيد الكبير، قائد كتائب القسام/ محمد الضيف (أبو خالد) رَحِمَهُ الله، من القادة النموذجيين الكبار، بما حمله من قيمٍ إيمانية، وقوة إرادة، وعزمٍ وتصميم، وروحٍ جهاديةٍ عالية، ورشدٍ، وبصيرةٍ، وحكمة، ترجم كل ذلك في الدور الكبير، والإسهام العظيم، في البنية الجهادية الصُلبة الفولاذية، المتمثلة بـ (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، وبالنقلات الكبيرة في الأداء الجهادي، وصولاً إلى عملية (طوفان الأقصى)، ثم الصمود الأسطوري العظيم في مواجهة العدو الإسرائيلي في معركة (طوفان الأقصى)، في أشرس جولةٍ في المواجهة للعدو، منذ بداية الصراع معه وإلى هذه المعركة.
إنَّ عظمة هذا الدور تتجلى من خلال التأمل في الظروف الصعبة، التي عمل فيها هذا الشهيد الكبير، والمجاهد القائد، في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وما يمتلكه العدو من قدراتٍ وإمكانات، وسيطرةٍ تامةٍ على فلسطين، في مقابل الظروف الصعبة جداً للمجاهدين، من حيث انعدم الإمكانات، وبداية العمل من نقطة الصفر، ومع كل ذلك كان المسار الجهادي للشهيد القائد/ محمد الضيف مساراً تصاعدياً، من حيث البناء لكتائب القسام، كقوةٍ مجاهدةٍ فعَّالة، تتصدر الساحة الفلسطينية في فاعليتها، وفي حضورها، وفي حجم إنجازها ومستوى دورها، وفي الأداء العملياتي الناجح والهادف، الذي نَكَّل بالعدو الإسرائيلي، وألحق به الهزائم، وفرض المعادلات، وصنع الله به المتغيرات:
- منها: تحرير غزَّة.
- ومنها: إلحاق الهزائم الكبيرة بالعدو الإسرائيلي في عدَّة جولاتٍ من عدوانه الشامل.
- ومنها: إرغامه على تبادل الأسرى؛ نتيجةً لعمليات الأسر من جنوده في مراحل متعددة.
- وصولاً إلى الإنجاز العظيم في عملية (طوفان الأقصى)، التي كانت نقلةً أسست لتحولٍ كبير في مسار المواجهة والصراع مع العدو الإسرائيلي، وكانت ضربةً قوية، لم يستطع العدو الإسرائيلي التخلص من آثارها، وتأثيرها الذي كسر عظم كيان العدو، في بنيته وكيانه، كُسراً لن ينجبر بإذن الله تعالى.
- ثم تلى ذلك تماسك كتائب القسام، وصمودها العظيم في معركة (طوفان الأقصى)، الذي حافظ على هذا الإنجاز بتوفيق الله تعالى ونصره.
وإنَّ التماسك والثبات العظيم لكتائب القسام، بالرغم من استشهاد هذا القائد الكبير، ورفاقه القادة، وبالرغم من العدوان الإسرائيلي الأمريكي غير المسبوق، بكل وحشيته وجبروته، لثمرةٌ عظيمةٌ لجهده وجهاده، ونجاحٌ كبيرٌ لسعيه وعمله، هو ورفاقه الشهداء، في بناء بنيةٍ تبقى وتتنامى، وبنيانٍ مرصوصٍ متماسك، ففاز بالحسنيين: (النصر، ثم الشهادة)، فرحمه الله برحمته هو وكل رفاقه، وكل شهداء الأُمَّة، في فلسطين، وفي كل جبهات الجهاد.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
3 شعبان 1446هـ 2 فبراير 2025م