مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

تبحث المراكز الاستخباراتية عادةً عن نقاط القوة في كل جماعة أو حركة مناوئة، لتتمكن من ضربها أو إضعافها وتقطيعها، وفي الحرب العدوانية على اليمن؛ اجتمعت مراكز استخبارات العالَم، وفي مقدمتها المراكز الصهيونية والأمريكية والفرنسية والبريطانية، لدراسة الوضع المُحيِّر في اليمن، والذي نما فجأة، واشتد عوده في سنوات، وبدلاً من أن تنهكه الحرب ويمزقه الحصار؛ أصبح يستجمعُ قوته من نقاط ضعفه، ويحدد خارطته من مسار خطواته.

ربما البعض يقول هذه مبالغات، وأوهام وخيالات، ولكنَّ الواقفَ عليها بعقل وتفكير وتحليل سيصلُ إلى ذات النتيجة، ونفس الغاية...

تأملوا أين هُم الخونة وأين جيوشهم ومرتزقتهم ومؤيدوهم..أليسوا في الحضيض..أليسوا في أسوأ حال، وأرذل مآل..
القابع في غرفة الفندق مُهان ذليل، والمتسكع في المراقص والبارات يعودُ محملاً بالذنوب والعار والخيبات، والمرتزق المستأجر للقتال دفاعًا عن المملكة، يجد نفسه بين رصاص رجال الوطن من أمامه أو رصاص السعاودة من خلفه، وإن نجا منهما فلن ينجو من الطيران...

جميع المرتزقة من عدن إلى مارب إلى حضرموت يجدون أنفسهم في مهانة وعبودية لا يتحملها إلا أرذل البشر على هذا الكوكب؛ من قبل ضباط أجانب صغار، كانوا منسيين في بلدانهم..
وإن يممت بصرك نحو تعز؛ فستجد مستنقع المجاري الغريبة والعجيبة تتلوى في شوارعهم وحاراتهم الثلاث، وستجد آيات الله تتجلى في أولئك الذين سحلوا آل الرميمة في أبهى صورها...
ها هم يقتتلون فيما بينهم في أحقر حرب، وأقذر مواجهات، ولا يفرقون بين طفل وامرأة، فيشعلون النيران في شوارع بأكملها، ويفجرون القنابل في الحوامل، ولأنهم من أحقر البشر، فحروبهم كذلك من أحقر الحروب.. 
وليست الحرب بين عبدو فارع والإصلاح كما يظن البعض؛ بل هي حرب بين العمالة والارتزاق، بين الحقارة والنذالة، بين العبيد والإماء، بين السحت والباطل..إنها نتيجة طبيعية لمن ارتضوا أن يكونوا أحفيةً للأحذية..

وستجد بكل وضوح أدوات العدوان المستأجرة في صراع لن ينتهي في منطقة إلا وينبت في أخرى..
وكما تدفن وتُخفي؛ عدن الكثير من القتلى من الخطباء والمتسوقين والعابرين، فإن مأرب على موعد جديد من صراع بين سلفية الدرهم، وإخوان الريال.

وهكذا تجد المراكز الاستخبارية العالمية؛ بأن المناطق (المحرحرة) في يدها وتستطيع إشعال النيران فيها بكل سهولة وسرعة؛ متى ما أرادت..
لكنها تقِفُ حائرة وخائرة وبائرة أمام جبال اليمن العاتية، وقبائله العربية الأصيلة، وتقفُ عاجزة متلبدة ومتبلدة أمام صمود هؤلاء القوم...

بالأمس احتارَت قوى العدوان كيف تبلعَ كلمة القائد، وفي كل جملة من جملها مسمارٌ لا ينكسر، وأصيبوا جميعًا بالتبلد حين سمعوا القائد يقول:
" نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات" ومن المؤكد أن أحدث ما أنتجته المصانع الأمريكية والصهيونية من سلاح قد تم بيعه لهاتين الدولتين العميلتين..
وكم تحسسوا رقابهم حين قال القائد:
"من يريد أن يسلب منا حقنا في الحرية والاستقلال سنسلب روحه"..

واليوم وقفَ العالم المعتدي في حالة أشبه بالشلل التام فكريًا وجسديًا وهو يرى الملايين الأبية تنطلق في أكثر من اثنتي عشر ساحة، وتتقدمهن صنعاء التاريخ والحضارة...
صنعاء التي أقفرت شوارعها، وامتلأ السبعين بتفرعاته بالرجال والأطفال والنساء.
امتلأ عزة وكرامةً وصمودًا وتحديًا وصبرًا وثقةً بالنصر..
امتلأ بالكبار والصغار من الأحرار والحرائر، وفي قلب كل منهم ثورة، وفي صدر كل منهم بركان، وفي دم كل منهم عهدٌ وولاء للوطن وللقائد..

أي شعبٍ هذا...
لقد صبوا فوق رأسه نصف مليون قذيفة وقنبلة.
ولم تتوقف الغارات عليه ليوم واحد منذ أربع سنوات ..
وقتلوا منه مئات الآلاف من الأطفال والنساء قصفًا وحرقًا ومرضا..
وحاصروه برًا وبحرًا وجوا..

ويخرجُ بهذا العنفوان والتحدي، ويعِدُ بالمزيد من المفاجآت، وتلتحم وحدته أكثر، ويلتف رجاله حول القائد بشكل أقوى، وتمتلئ قلوب الصغار والكبار بالوعي والعزيمة..

فإلى مراكز الاستخبارات العالمية:
لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عن مصادر القوة والضعف من مرتزقٍ أو باحثٍ هنا أو هناك، وستجدونها واضحة جلية في كل فردٍ من هذه الملايين التي خرجت، فأمعنوا النظر في الوجوه الكريمة، والقلوب الصلبة، والعقول الواعية، والقامات الأبيَّة، والأنفس الشامخة..
وارحلوا قبلَ أن تُرَحَّلوا..في البأس الخامس..على يد أولئك الذين لم تروهم هنَا ويرونَكم هناك في أكثر من أربعين جبهة...

واليمني الأصيل ولِدَ حُرًا وسيعيشُ حرًا، وسيُخرجُ العبيد من ذلِّ العبودية.

ـــــــــــــــــــــــــ

بقلم /  مصباح الهمداني


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر