الدول التي نهضت اليوم وهي في المصاف الأولى في نهضتها الاقتصادية، ما هو اقتصادها؟ هل تجار مخدرات، أم مؤسسات عملاقة وشركات عملاقة؟ شركات تصنع كل الأغراض التي يحتاج إليها الناس: شركات تصنع طائرات، شركات تصنع سيارات… شركات تصنع مختلف الأغراض، بهذا نهضت تلك البلدان، هل نهضت الصين لأن الصينيين أصبحوا تجار مخدرات، وأصبح كلٌ منهم يبيع ويشتري في المخدرات، أم أنها نهضت بالشركات والمؤسسات والنشاط الاقتصادي النافع الذي يتجه إلى مختلف أغراض الحياة متطلبات حياة الناس ليصنعها، لينتجها، ليوفرها؟
عندما نجد أنفسنا نستورد مختلف المحاصيل الزراعية، وفي مقدِّمتها القمح: القمح الأسترالي، القمح الروسي، القمح الكندي، القمح… من تلك البلدان، تجد تلك البلدان الناهضة اقتصادياً نهضت بالزراعة، نهضت بالصناعة، لم تنهض، ولم تبتنِ بالمخدرات وتجارة المخدرات، لو يتجه الناس إلى الوسائل المحرمة هذه، وإلى هذه الكوارث المدمِّرة، ستكون أسوأ بديل في الوضع الاقتصادي، أسوأ بديل، فلا يبتني للأمة اقتصاد حقيقي، ولا نهضة حقيقية أبداً؛ وإنما يتاجر الناس بما يدمرهم، بما يضر بهم، بما يكون سبباً لانتشار الجرائم، لانتشار المنكرات، لانتشار الفواحش، لانتشار ما يدمِّر الصحة (صحة شبابنا)؛ فيكون الناس يبتاعون ويشترون فيما يدمِّر صحة المجتمع وأخلاقه، وفيما يدمِّر أمنه، وفيما يكون سبباً لانتشار الجرائم، وهذا أمر شنيع، هذا أمر ينافي الإسلام، ينافي الأخلاق، ينافي القيم، ينافي المبادئ، ولهذا يجب أن يعي المجتمع بكله خطورة الممارسات غير المشروعة، الكسب الحرام، الوسائل المحرمة في الحصول على المال بكل أشكالها، بكل أنواعها، أنها خطيرة على المجتمع، خطيرة على الناس في حياتهم، خطيرةٌ عليهم في أمنهم واستقرارهم، خطيرةٌ في استقرارهم الاجتماعي، خطيرة عليهم في اقتصادهم، لا يمكن أن ينهضوا اقتصادياً، وخطيرةٌ عليهم في أخلاقهم وقيمهم، خطيرةٌ عليهم في دينهم، قضية خطيرة جدًّا جدًّا جدًّا.
وهذه المسألة من أهم المسائل التي يجب أن يتعمم فيها الوعي، أن يركز عليها الخطاب الديني والتثقيفي والتوعوي من العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين والمعلِّمين، مسألة مهمة جدًّا، غياب الحديث عنها يجعلها ظواهر، تتحول في المجتمع إلى ظاهرة، انتشار البيع والشراء في المخدرات، ونشاط المحششين يتوسع يوماً بعد آخر، وهذه مسألة خطيرة للغاية، خطيرة وسلبية جدًّا، يجب أن تكون محاربة من الجميع، أن تكون منبوذة، أن تكون مرفوضة، ألَّا يجد المحشش ساحة وبيئة تسانده، ولا يجوز للبعض لأنه يحصل على هبة، أو هدية، أو مكافأة، أو شيئًا من ذلك، هذه رشوة، رشوة حرام؛ ليساند، ليقف مع هذا الشخص أو مع ذلك الشخص، وهكذا هي كثيرة الوسائل المحرمة التي تدمِّر على المجتمع وفي المجتمع الصحة العامة، كم يمرض من الناس من تعاطي المخدرات ولو في البلدان الأخرى، ولو في بلدان الخليج، ولو أنت تصدّر ذلك إلى السعودية، أنت تدمر المجتمع السعودي وهو مجتمع مسلم، لا يجوز أبداً، أنت تدمِّر اقتصادك؛ لأنك تساهم في توجه الناس نحو بناء اقتصاد هش، قائم على الحرام، وعلى ما يدمِّر، وعلى ما يضر بالناس في صحتهم، وفي أمنهم، وفي أخلاقهم، وفي واقعهم الاجتماعي، والبلدان الأخرى نهضت؛ لأنها اعتمدت في أعمالها الاقتصادية على ما ينفع، على ما يفيد بشكلٍ أساسي؛ فصنعوا، وركَّزوا على الزراعة، وطوَّروا العمل الزراعي والإنتاج الزراعي؛ حتى صدَّروا إلى مختلف بقاع العالم، فالمسألة خطيرة جدًّا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
وسائل الكسب المحرمة وخطرها على الأمة
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الرابعة عشر
مايو 23, 2019م.