مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بقلم  / محمد أحمد الحاكم

تشهد الساحة اليمنية منذ أكثر من عامين ..

عدواناً بربرياً غير شرعي قام به تحالف دولي متباين في القوى و القدرة ,

لم يستطع خلالها أن يحقق السيطرة التامة على كامل التراب الوطني أو أن يغير من المعاني و القيم التي يحملها الإنسان اليمني نتيجة ما حققه هذا الإنسان  من صمود متناهي الحدود .

قد يكون نجاح ذاك الصمود نابع عن إيمان الشعب بقضيتهم العادلة القائمة على مصداقية مظلوميتهم المتراكبة ,

لكن ذلك الصمود لن يستطيع أن يبقى و يستمرعلى الوجود و يحقق الإنتصار ما لم تراجع و تصحح أسس و قواعد بناء أركانه و مبادئه ,

و بما يعزز لها الصلابة و التمكين على الثبات و الصمود عند مختلف الظروف .

يمكن القول بأن النقاط الإثنى عشر قد رسمت الخطوط العريضة للإصلاحات السياسية و الإقتصادية للدولة اللازم تنفيذها تفادياً للإختلالات , لكن هناك خطوط إجتماعية و ثقافية و دينية و تربوية لا بد و أن يتم الخوض في غمارها كي يتسنى لنا ربطها مع النقاط الإثنى عشر ,

بإعتبارها خطوط أساسية لها إرتباط وثيق مع الإصلاحات السياسية و الإقتصادية , وهي في ذات الوقت أيضا تؤكد بأنه لا يمكن للإصلاحات السياسية و الإقتصادية أن تتم ما لم يتم معالجة و تصحيح مسارات الخطوط الدينية و التربوية و الإجتماعية أولاً و قبل كل شيء .

لقد شهدت الساحة الشعبية الكثير من الإختلالات الثقافية و الدينية و التربوية و الإجتماعية , أسهمت إلى حد كبير في تكوينها قوى العدوان و مرتزقتهم في غابر عقود الزمن , شكلت في صورتها العامة نسيجاً إجتماعياً و سياسياً و إقتصادياً و دينياً مفكك الأطراف ومتغاير الأهداف و التوجهات .

سجلت ثمار تلك النتائج مؤخراً لصالح قوى العدوان , فقد حاول أن يتخذ منها مجموعة من الأسس و المعايير التي يأمل من وراءها في أن تساعده وتمكنه من كسر هذا الصمود , فعمد الى الإستفادة منها في توسيع هوة الإختلالات و التجاوزات التي تشوب القاعدة الشعبية ,

بحيث تفضي سياسته تلك الى فقدان الشعب روحيته الجهادية و تملئ نفسيته بالوهن و الضعف قد تصل به الحال الى مرحلة الإستكانة و التذلل و الخنوع .

هناك الكثير من صور الإختلالات التي تصيب تلك القاعدة و يستفيد العدو منها ,

جل طبيعتها ارتبط بالنفس البشرية , فمنها ما تمثل في فقدان الكثيرين من أبناء هذا الشعب لمشاعر الإحساس بالوطنية أفقدتهم معاني حب الوطن و التضحية من أجله عند أقصى الظروف و المحن , فنراهم يصولون و يجولون وراء غاياتهم الشخصية و الذاتية الموسومة بالأنانية المفرطة ,

دوم أن يعيروا أي إنتباه أو اهتمام وإحساس لما ستئول إليه الأمور في عاقب الأيام ,

رغم مشاهدتهم العميقة و الجلية لمجريات الأحداث و ما أسفرت من قتل و تدمير شامل و كامل لكل الفئات البشرية و البنيوية بلا إستثناء .

بل أن منهم من ألتحف رداء الوطنية و أنطوى تحت مظلة بعض المكونات السياسية مجاهراً بحبه للوطن وبالعداء للعدوان وهو ألد الخصام للشعب و الوطن ,

فنجدهم يستعذبون امتهان سياسة تفكيك النسيج السياسي بين أعضاء المكونات السياسية المختلفة ,

و التشكيك في مصداقية آرائهم و توجهاتهم , كما أنهم يعمدون إلى عدم الإلتزام بالتوجيهات القيادية المنبثقة من قيادات مكوناتهم الوطنية بغية إثبات ركاكة الهياكل التنظيمية المنظمة لتلك المكونات ,

و إثبات عدم قدرة القيادات العليا تمرير توجيهاتها نحو القاعدة الهرمية , كما لا ننسى بأن توجههم نحو المناكفات البينية الغير مبررة , و ترويج الشائعات وغير ذلك من الأهداف و الخطوات تساهم الى حد كبير و فعال في زعزعة الكيان الداخلي وتجره نحو الإنهيار و السقوط في الهاوية .

عموماً أؤكد القول بأن الغاية المنشودة التي يطمح إليها كل أفراد الشعب من الأمن و الأمان و الرقي و التقدم الحضاري و الإنساني المتجهة قدماً نحو الأمام لا يمكن لها أن تتحقق ما لم يتراجع الجميع نحو الخلف بهدف تصحيح أساسات و قواعد جميع المسارات من جديد بصورة كاملة و شاملة مهما كلف الأمر من عناء و مشقة وتأخر في الزمن , كل ذلك من أجل أن يتقدم هذا الشعب نحو الأم بخطى ثابتة وواثقة تمكنه من القدرة على مواجهة التحديات و الصعاب التي تهدد كيانه الداخلي و الخارجي عند مختلف الظروف الزمانية و المكانية .


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر