مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ليس أمامنا كشعبٍ يمني بكل أطيافه وبكل مكوناته إلا الصمود وإلا الثبات، وأننا معنيون بالمسؤولية أمام الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى وأمام أنفسنا وأمام شعبنا بكله، بكل ما يعزز هذا الصمود وهذا الثبات ويحقق النصر من عواملَ معنوية وعملية، ونتحدث عن بعضٍ منها:

أولاً: الاعتمادُ على الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى والتوكُّل عليه والثقة به، هذا هو في الحقيقة سِــرُّ صمودنا، هُويتنا الإيمانية كشعب مسلم التي جعلتنا نراهنُ على الله ونتوكَّلُ على الله ونأنسُ ونطمئنُ إلى معونته وإلى نصره وإلى تأييده، كانت عاملاً أساسياً في الثبات والأثر المعنوي الكبير والطاقة المعنوية الكبيرة، التي أثمرت تماسُكاً وصبراً وأثمرت ثباتاً وقوةً في الموقف، وهذه مسألةٌ يجب أن نعززها على الدوام وأن نحرصَ عليها في كُلّ الأحوال والظروف، وهي التي تؤهلنا بأن نحظى برعاية من الله ومعونة من الله ورحمة من الله وتأييد من الله سُبْحَانَــهُ وتعالى.

ثانياً: دعم الجبهات، الميدان المهم، الجبهات التي عليها الرهان بعدَ الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى بشكل مستمرٍّ ومواكبٍ؛ لأنه في كُلّ مرحلة من المراحل تستجدُ مستجدات، مؤامرات جديدة، تركيز على نطاق جغرافي جديد أَوْ منطقة معينة مثل ما يحدث اليوم في المخاء وفي الساحل، في ساحل تعز، هناك تركيز كبير اليوم من الأعداء على الساحل، هناك تركيز كبير على بعض المحاور مثل محور نهم، محاور أُخْــرَى، هناك تركيز كبير عليها، فيجب أن نكون في هذا الشعب في كُلّ المكونات على يقظة عالية، وعيوننا منتبهة ومفتوحة على الواقع بكله وعلى ميداننا بكله، حينما تستجد أيَّة مستجدات هنا أَوْ هناك نحن معنيون بتعزيز الموقف ودعم الجبهات بشكل مستمر بالرجال وأيضاً بالإمكانات والقدرات التي نحتاج إليها من مال وغيره، هذه مسؤولية مهمة وشيء لا يمكن التهاون به أَوْ الغفلة عنه، يشكل التهاون به والغفلة عنه خطورة كبيرة.

ثالثاً: استكمالُ تفعيل مُؤَسّسات الدولة، بدأ اليوم ومنذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى وبعد ذلك تشكيل الحكومة، بدأت خطواتِ تفعيل مُؤَسّسات الدولة، نحن معنيون وكل المكّونات التي دخلنا معها في شراكة بحُكم المسؤولية، وبحكم أيضاً ما تفرضُه علينا المواجهة والأحداث والوقائع وبحكم الوطنية، نحن معنيون جميعاً باستكمال تفعيل مُؤَسَّسات الدولة في اتجاهين، أولهما في خدمة المواطن الذي يعاني، وثانيهما في دعم الموقف الميداني كأولوية مطلقة فوق كُلِّ الحسابات والرغبات الفئوية أَوْ الحزبية أَوْ الشخصية، وعلينا جميعاً أن نتحلى بالمسؤولية في ذلك، وأيضاً العناية بالاقتصاد، الجانب الرسمي اليوم، مُؤَسّسات الدولة اليوم معنية بالاهتمام بالاقتصاد، خُصُـوْصاً أن هناك اليوم معركةً كبيرةً في الجانب الاقتصادي واستهداف كبير جداً في الجانب الاقتصادي ومعاناة المواطن كبيرة، إلا أن هناك ثباتاً عجيباً وأسطورياً رغم كُلّ المعاناة التي تصل أحيانا إلى حد المجاعة وإلى حد انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، ولكن مع كُلّ ذلك هناك ثبات عظيم، معنيون في مُؤَسّسات الدولة بالعناية الكبيرة بالاقتصاد، وبالشأن الإنْسَـاني أيضاً ومعنيون في تفعيل مُؤَسّسات الدولة، بمواكبة تفعيلها في خدمةِ المواطن ودعم الجبهة والميدان، معنيون بمحاربة الفساد، وبآلية عملية فعالة بَعيداً عن المناكفات السياسية والكلام غير الأخلاقي وغير المسؤول والمزايدات، بَعيداً عن كُلّ ذلك، بَعيداً عن الأكاذيب والادعاءات التي هي بهدفِ الكَيد السياسي والتشويه الإعلامي، آلية عملية، نحن نسمعُ ونرى في بعض الأحيان الكثير من الضجيج المصطنع والكثير من الضجيج غير المسؤول، هو فقط بغَرَض المزايدة بهدف التشويه، بهدف الإساءة، بهدف التجريح، بهدف الضغط لاعتبارات أَوْ قضايا أُخْــرَى.

عن مسألة الفساد أن هناك فساداً، أنا أقولُ لكم فيما يخُصُّ أنصار الله، نحن ندعو الجميعَ من المكونات، أن يكون هناك آليةٌ عمليةٌ فعّالةٌ لتفعيل المُؤَسّسات والأجهزة الرقابية بشكل صحيح وبدون استثناء، ليس هناك أحدٌ يمكن أن يكون محمياً بأي انتماء هنا أَوْ هناك، أنه من هذا المكون أَوْ من ذاك المكون، لا، ونحن مستعدون وبحرْصٍ ومصداقية أن نبذلَ كُلَّ جهد في هذا السياق، ونحن في نفس الوقت لن نحميَ أيَّ أحد أبداً، ونحن ليسوا قلقين من ذلك، نحن واثقون من أنفسنا ومطمئنون، إذا كان هناك حالات فردية، فنحن سنكونُ أولَ مَن يعاقبها وأول من يتصدى لها، ولتكن هذه المسألة مسألة عملية وبمسؤولية، لا يجوز ولا يليق ولا يُشرِّف أي مكون من هؤلاء الذين لهم شراكة معنا أن يأتيَ للأخذ والرد في هذه المسألة بطريقة إعلامية بحتة لا يهدفُ منها إلا إلى الابتزاز السياسي أَوْ الاستغلال أَوْ التشويه أَوْ السعي لتلميع نفسه، ما أحد بحاجة يلمع نفسه، الكل معروفٌ في هذا البلد، والكل تأريخُه معروفٌ في هذا البلد، إذا شئنا أن نتحدَّثَ عن الفساد، فالماضي معروفٌ والحاضرُ معروفٌ، ولكن لنتعاطى جميعاً بمسؤولية، لا فائدة من الأكاذيب، لا فائدة من المهاترات الإعلامية، الواقع العملي، والآليات العملية الفعلية التي تشتغل بشكل صحيح هي الضمانة الصحيحة للحد من الفساد، ولتصحيح مسار مُؤَسّسات الدولة وللاستفادة من أبسط الإمكانات الموجودة في ظروف كهذه ومعاناة كبيرة كهذه لأن تُقدمَ فعلياً إلى الميدان؛ لدعم المقاتلين في الميدان من الجيش واللجان، وللمواطنين المتضررين والمعانين، المنكوبين في هذا البلد، الذين هم يعانون أقسى المعاناة، ولا فائدة من الكلام الفاضي والمهاترات الإعلامية.

رابعاً: العنايةُ بوَحدة الصفّ الداخلي، هناك شغل كبير من جانب الأعداء منذ بداية عدوانهم على شق الصف الداخلي وعلى إثارة المشاكل الداخلية، خُصُـوْصاً ما بين حزب المؤتمر الشعبي العام، ومكوّن أنصار الله، سعيٌ دؤوب ومكثف، يشتغلون عليه بكل الوسائل، إعلامياً، وهذا واضح، سياسياً وهذا معروفٌ، ومن خلال مندسين، البعضُ مثلاً قد يكون مندساً مثلاً في حزب المؤتمر الشعبي العام، البعضُ أيضاً قد يتحَـرّك وباسم أنصار الله، وهناك شغلٌ مكثَّفٌ في هذا الاتجاه لشق الصف الوطني، وإثارة المشاكل الداخلية وإغراق الجميع فيها وسعي على الجميع، سعي مكثف في المؤتمر الشعبي أن يديرَ ظهرَه إلى العدوان ويدير ظهرَه إلى الخارج وأن يتحول بجهازه الإعلامي ونشاطه الاجتماعي في استهداف أنصار الله، هناك سعي أيضاً لزعزعة الثقة ما بين المكونين الكبيرين في هذا البلد، وهناك جُهد أيضاً يُبذَلُ على إثارة المخاوف لدى أنصار الله بغية تعزيز القلق وشق الصف الداخلي، فهناك سعيٌ واضح من الأعداء لا غموض فيه، ظاهر على المستوى الإعلامي وبنشاط كبير بوسائل مختلفة ومتعددة، والاستفادة من البعض، بعض الأشخاص الذين يشتغلون في هذا الاتجاه، والبعض منهم مشبوهون بما تعنيه الكلمة، نحن لدينا شبهاتٌ في البعض فيها قرائنُ، وعليها أيضاً أدلة، على أن لديهم ارتباطاتٍ غيرَ سليمة، وأن الدور الذي يمارسونه لشق الصف الداخلي وحدَه يكشفُ عن حقيقتهم؛ لأنه لا أحد يمكن أن يكون مخلصاً لهذا البلد، ومخلصاً وصادقاً مع هذا الشعب يعمدُ في مرحلة كهذه ويسعى في ظروف كهذه إلى شق صف أبناء هذا الشعب؛ لأن هذا عمل يخدُمُ بشكل مباشر قوى العدوان، ويهيء لها الظروفَ على نحو أفضل للوصول إلى أَهْـدَافها في السيطرة على هذا البلد بشكل كامل وسحق مكوّناته والقوى الحرة فيه، فنحن معنيون بحكم المسؤولية وعلينا أن نتحلى بالمسؤولية أمام الله أولاً الذي يوجب علينا في شرعه ودينه أن نتعاون على البر والتقوى، هذا من أهم البر ومن أهم التقوى، أن نتقيَ اللهَ في أنفسنا في مرحلة حريتنا مهددة، واستقلالنا مهدد وكرامتنا مهددة، فنحن معنيون أن نتعاون جميعاً وأن تتكاتف كُلّ جهودنا وكل إمكاناتنا وأن ننشط بكل نشاطنا كأولوية فوق كُلّ الأولويات، وفوق كُلّ الحسابات وفوق كُلّ الاعتبارات للتصدّي لهذا العدوان بمستوى ما هو عليه من الخطورة الكبيرة جداً على الجميع بلا استثناء، وينبغي لنا جميعاً وخُصُـوْصاً المؤتمر الشعبي وأنصار الله عدم إتاحة المجال للمشبوهين والسفهاء لشق الصف الداخلي من الذين يلعبون دَوراً تخريبياً واضحاً ومكشوفاً في إثارة الفرقة الداخلية، على المستوى الداخلي اشتغال على طَول بالسباب والشتائم وتأجيج أية مشكلة مهما كانت، مشكلة صغيرة أَوْ كبيرة، لا مشكلة ولا قضية لها أولوية يمكن أن يوجّهَ إليها العداء كعِداء تساوي العدوان، هذا العدوان الجائر الكبير بحق هذا الشعب، أيَّة مشكلة أُخْــرَى تبقى مشكلة داخلية يمكنُ أن تعالجُ بالحوار بالتفاهم بالمنطق، وبالمرجعيات التي نتفق عليها في واقعنا الداخلي، لكن أن تتحول أية مسألة إلى مسألة عدائية وإلى قضية يترتب عليها عداء ونشاط عدائي إعلامي وميداني وبأساليبَ متعددةٍ ومتنوعة، هذا عملٌ يخدُمُ العدوان بشكل مباشر، هذا شغل لصالح العدوان بشكل واضح، ويحاولون أن يأججوا المشاكل الداخلية وبالتشويه وبالإرجاف وبالتثبيط حتى عن مواجهة العدوان، يجي يقلك لا، معنا عدوان داخلي، إيش عدوان داخلي، هذا العدوان الخارجي هو يدمر كُلّ البلد بكل ما فيه، يقتل الجميع أطفالا ونساء على نحو غير مسبوق، مجازر جماعية، هل نسيتم الصالة الكبرى؟ القاعة هذه في صنعاء في أيام العزاء، هل نسيتم كُلّ تلك الجرائم الفظيعة والجماعية في الأفراح والأحزان وفي التجمعات وفي الأسواق، هل نسيتم ما قد قتل منا جميعاً ما فعل بنا جميعاً، البعض إما إنْسَـانٌ تائهٌ وغبيٌّ وجاهلٌ ولا أخلاقية فيه ولا ضميرَ له ولا إحساسَ بالمسؤولية لديه إطلاقاً، والبعضُ يشتغلُ بشكل مؤجر من جانب العدوان، معه شوية فلوس، وبالتالي هو يعملُ لصالحهم، ولذلك يجب أن يكونَ للجميع منهم موقفٌ حازم، كُلّ الذين يشتغلون هذا الشغل، كُلّ الذين يلعبون هذا الدور التخريبي في الداخل من مثيرين مشاكلَ وساعين لصرف الأولوية عن مواجَهة العدوان الذي وصل إلى مرحلة خطيرة جداً، ويحاولون أن ينشئوا قضايا هامشيةً وقضايا أُخْــرَى هنا أَوْ هناك ليجعلوا لها أولويةً ويقنعوا الآخرين أن يديروا ظهورَهم للعدوان ليضربَ ضربتَه القاضية والنهائية، هؤلاء إما حَمْقَى ومغفلون، لا مسؤولية فيهم على الإطلاق ومنفلتون وغير منضبطين، لا أخلاقيون ولا إنْسَـانيون، أَوْ عملاء بكل ما تعنيه الكلمة، كُلّ الذين يلعبون دوراً تخريبياً بهذا الأسلوب أَوْ بالإرجاف والتهويل والإخافة والتثبيط، كُلّ الذين يرفعون اليوم العنوان الحيادي، أي حياد، هذا بلد يُستهدف، أَمريكا تستهدف بلدك، طائراتها تقصف بلدك، تقتل اليمنيين، الأجنبي اليوم هو الذي يديرُ هذه المعركة، حتى في الميدان، من الذي يدير معركة المخاء، أليس هو الإمَارَاتي والسعودي، ومَن فوقهم من؟ يتلقون الأوامر من من؟ يحَـرّكهم مَن؟ أليس هو الأَمريكي؟، أليس هم أولئك الخبراء من الأَمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين وغيرهم؟.

هذه معركة فيها عدوان أجنبي على البلد، من يرفع شعارَ الحياد فهو إما جبان، والله إما أن يكون جباناً جُبنُه دفعه إلى ذلك، خائف مسكين مرعوبٌ، ولكن ليصمت، في الحد الأدنى ليصمت، أَوْ أنه عميل، يجعلُ من هذا العنوان وسيلةً لتثبيط البعض وتخذيل البعض عن القيام بمسؤوليتهم الإنْسَـانية والوطنية والدينية في التصدّي لهذا العدوان الأجنبي، هل المسألة غامضة؟ هل الدور السعودي غامض، هل الدور الإمَارَاتي غامض؟ هل الدورُ الأَمريكي غامض، لماذا يحاولُ البعضُ أن يغطّيَ على عيونه وأن يتقنعَ بأي قناعٍ ويرفع عناوينَ معيّنة وكلامٌ في الهواء، لا واقعَ له ولا مصداقية له، كلامٌ فارغ، كلام فاضٍ، الجميعُ معنيون بمواجَهة كُلّ أشكال التخريب الداخلي بكل أساليبها وبكل وسائلها، وأولئك الذين يلعبون هذا الدورَ هم مصنّفون في القرآن الكريم وفي عُرف الشعوب في صفّ المعتدي، موسومون بالخيانة، وفعلهم وصنيعهم مُجَرَّم، قال اللهُ تعالى: "لإن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينَّك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقُتّلوا تقتيلا، سُنة الله في الذين خلوا من قبلُ ولن تجدَ لسُنة الله تبديلا"؛ ولذلك فإن على الأجهزة الأمنية وعلى القضاء في الدولة القيام بمسؤوليتهم في التصدي لهم واتخاذ الإجراءات المشروعة ضدهم بتعاون من المكونات السياسية، لا أحدٌ يحتمي بمكوّنه، المنافق، المرجف، المثبط، العميل، الخائن، الذي يشتغل لصالح الأعداء بشكل أَوْ بآخر، انتمى إلى مكون المؤتمر أَوْ إلى أنصار الله أَوْ إلى أي مكون، لا ينبغي أن يكون محمياً بمكونه، وإلا فالشعبُ اليمني سيعرفُ كيف يفعلُ معهم.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في خطابٍ بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد/1438هـ:

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر