اجتماعنا في هذا اليوم - أيها الأخوة - هو تجسيد واقتداء وإتباع لاجتماع تاريخي قبل ألف وأربعمائة عام، اجتماع في حضرت الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه و على آله وسلم)، ونحن إذ نجتمع في كل عام لتجسيد ذلك الاجتماع، نحن نمثل ذلك الاجتماع ونعمل من خلال اجتماعاتنا هذه أن يبقى صدى صوت رسول الله ويبقى بلاغه قائماً عبر الأجيال، يبقى ذلك البلاغ الذي أداه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، من فوق أقتاب الإبل، والمؤمنون يسمعونه في حالة كهذه، تحت حرارة الشمس في غدير خم، في تلك البقعة التي قدم فيها بلاغ له أهميته الكبيرة في الإسلام، حتى أن الله قال للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}(المائدة:67).
فاجتماعنا وحرصنا على أن يبقى صوت الرسول وبلاغه وكلماته النيرة التي حملت إلى أمته مضموناً مهماً وقاعدة هامة وأساساً هاماً في الدين، يترتب عليه مصير هذه الأمة، وهو موضوع الولاية.
في هذا العصر في هذا الزمن نحتاج إلى أن نتفهم موضوع الولاية أكثر من أي وقت آخر، فهذا الموضوع في ظل الوضع الراهن الذي يتسابق فيه معظم المسلمين - في مقدمتهم الأنظمة والحكام - يتسابقون في الإنظواء تحت ولاية اليهود والنصارى بدلاً من ولاية الله وولاية رسوله وولاية الإمام علي (عليه السلام) التي هي امتداد لولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
هذه الحالة هي تُمثل في دين الله حالة ارتداد، حالة ارتداد عن الدين، من يخرج من إطار ولاية الله ليدخل في إطار ولاية اليهود والنصارى هو يعيش في تلك الحال، وهو بذلك الموقف هو في حالة ارتداد عن الدين.
فيهمنا في الوقت الذي يُريد لنا الآخرون أن يدفعوا بنا وبكل الوسائل إلى أن ندخل تحت راية اليهود والنصارى وننظوي تحت لواءهم، يهمنا أكثر من أي وقت مضى أن نبرز موقفنا، وأن نؤكد عليه، فموقفنا نابع من إيماننا، نحن مؤمنون، وعلى أساس إيماننا نتولى، على أساس إيماننا ننطلق في واقع حياتنا في مواقفنا كلها، إيماننا في قواعده الأساسية أن يبقى الولاء لله، وأن نؤمن بولايته علينا في كل شأننا وفي كل أمرنا، وولاية رسوله هي امتداد لولايته، ولاية الإمام علي (عليه السلام) هي امتداد لولاية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة يوم الولاية 1429هـ