منذ بداية العدوان وإلى اليوم واجهنا صعوبات كبيرة جداً، تمكن العدو من السيطرة على محافظات بأكملها، هذا في بداية العدوان، في بداية الاجتياح البري، تمكن العدو من السيطرة على محافظات بأكملها، تمكن من تحقيق اختراقات بالغة الخطورة، وصولاً إلى نهم، وصولاً إلى أماكن كان يؤمل فيها أنه سيحسم المعركة نهائياً، وحصلت أيضاً ظروف صعبة جداً من الحصار، الجرائم الكبيرة التي يرتكبها العدو، الوحشية، الشديدة، التي بدأ بها في ممارساته الإجرامية، ولكن بالثقة بالله "سبحانه وتعالى"، بالتوكل على الله، بالتحرك الجاد، بالتضحية، بالموقف، بالصبر، الصبر في ميدان العمل، الصبر والناس يتحركون إلى الجبهات، الصبر والناس يبعثون بقوافل الرجال، وبقوافل المال، وقوافل الغذاء، الصبر والناس يصبرون على التضحية، بإباء، بإيمان، بعزة، بكرامة، بقوة إيمانية، نتج عنه النتائج الطيبة، تحقيق الكثير من الانتصارات العظيمة، شعبنا إلى اليوم منتصر بكل ما تعنيه الكلمة، والعاقبة الحتمية لتضحياته، لصبره، لثباته على موقفه، هي النصر؛ لأنه وعد الله، الذي لا يخلف وعده أبداً.
في بعض الحالات- مثلما في المرحلة الأخيرة- أتى العدو من جديد بحملة تصعيدية أكبر، وتمكن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني من الدفع بالإماراتي، الذي كان قد أعلن سابقاً انسحابه من البلد، أقنعه بالعودة إلى التصعيد، وأن يبذل كل جهده في التصعيد من جديد، وهم بذلك يورطون الإماراتي، هو الخاسر بعودته إلى التصعيد، بتورطه من جديد فيما لا يعنيه، فيما ليس له فيه أي حق، فيما هو فيه باغٍ بكل ما تعنيه الكلمة، لا سابقة لشعبنا فيما مضى ضد الإماراتي، تبرر له عدوانه وبغيه على هذا الشعب، لا مشكلة، لا حدود مشتركة، لا نزاع، لا قضية معينة، ولا أي شيء، كل ما في الأمر أوامر- يسميها هو بالضغوطات- أوامر أمريكية بريطانية إسرائيلية واضحة، والتحريض له مستمر، ليستمر في تورطه.
فحصلت بعض التراجعات في محافظة شبوة، نتيجة ظروف عملية معينة، قد يكون شابها البعض من التقصير، أو القصور، هذا يحصل في ظروف الحرب، حصل حتى في عصر النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" في أحد، في حنين، ولكنه لا يعني أن مصير هذا البلد، مصير هذا الشعب انتهى إلى الهزيمة، هذا شيءٌ لن يكون أبداً، ما دام هذا الشعب ثابتاً، صابراً، واثقاً بالله، متوكلاً على الله، جاداً في موقفه، واقفاً كما ينبغي في مسؤوليته، العاقبة الحتمية هي النصر.
في المرة السابقة أتى الإماراتي منذ بداية العدوان كان أداةً رئيسية من أدوات أمريكا وإسرائيل وبريطانيا إلى جانب السعودي في العدوان، ودخل بكل إمكاناته للتصعيد، ووصلت مراحل التصعيد إلى مستويات معينة، حصل لها نتائج ميدانية معينة، ولكن في نهاية المطاف فشل، تضرر هو من عدوانه، من بغيه، وهو في الموقف الخطر هو؛ لأنه في موقف بغي، يسبب له سخط الله، بالقدر الذي يرى فيه أنه يرضي الأمريكي، ويتودد إلى الإسرائيلي، ويتقرب إلى البريطاني، هو يسبب لنفسه سخط الله، قد يكون المنافقون من أبناء هذه الأمة، أمثال النظام السعودي والنظام الإماراتي، لا يستوعبون ولا يدركون ماذا يشكل سخط الله من خطورةٍ عليهم، وقد يكون الكثير من الناس حتى عندما يسمعنا نتكلم مثل هذا الكلام يسخر منا، ويستهزئ بهذا المنطق.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1443هـ