الشقاء الذي نحن فيه، الخزي الذي نحن عليه كمسلمين، المعيشة الضنكى التي نحن نعاني منها مقابل ماذا هي؟ هل هناك شيء؟ إنها هي التي تأتي لمن أعرض عن ذكر الله {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}.
فلماذا يأتي الكثير فيقولون: [إن شاء الله بعد هذه الحياة نصير إلى الجنة، هذه دنيا نصبر على هذه الحالة وهي أياما وتنتهي ثم ندخل الجنة]؟ لماذا لا تتأملون الربط الخطير جداً بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة؟{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:126). {وَكَذَلِكَ}(طـه: من الآية127) أي: وهكذا يكون{نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ}(طـه: من الآية127). شقاء في الدنيا، وعمى، وعذاباً، وخزياً في الآخرة.
تكرر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، الحديث عن الوعيد يبدأ من الدنيا وينتهي في الآخرة، يكون هنا في الدنيا بأشكال متعددة، عقوبات تأتي بأشكال متعددة منها ما هي عقوبات معنوية، ومنها ما هي عقوبات مادية، ومنها ما هي آلام نفسية، ومنها ما يتمثل بقسوة في القلوب، لها أشكالها الكثيرة.
أنواع العذاب في الدنيا له أشكاله الكثيرة تعرض له القرآن الكريم ليخوفنا بها. من الذي فهمنا هذا الفهم المغلوط: أن الدنيا طبعت على هذا النحو، والمؤمن هو من يرضى بالحالة التي هو عليها، والتي الدنيا عليها؟! فكلما ازداد الوضع سوءاً كلما رأى نفسه أقرب إلى الله، وكلما رأى نفسه أقرب إلى الجنة!. من أين جاء هذا الفهم؟ أوليس الربط واضحا في هذه الآية:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} الربط واضح.
الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله وعده ووعيده الدرس الرابع عشر
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 6/2/2002م |
اليمن - صعدة


