مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

منذ بداية التكليف والمسؤولية، منذ أن تدخل مرحلة التكليف، أصبحت في حالة رصد دائم، أحاطك الله بملائكة موكلين بك، مهمتهم الدائمة طول وجودك وما دمت في موقع المسؤولية توثيق كل تصرفاتك وأعمالك، يقول الله سبحانه وتعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد)، أنا الآن أتحدث معكم، عن يميني وعن شمالي ملكان موكلان بي، كل منهما حتى في هذه اللحظة يؤدي دوره في توثيق ما أقول، كل منا أين ما كان في أي مكان، وفي أي لحظة وفي أي ظرف هو، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ملازم على طول، لا يفارقك نهائيا، ولا يغيب عنك لحظة، ومهمته هي هذه، مهمة التوثيق الدقيق والرصد الشديد، (ما يلفظ من قول)، تخيل إلى هذه الدرجة، ما تتكلم من كلمة واحدة، (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، هذه الرقابة دائمة على كل لفظ تقوله وتتلفظ به وتنطق به، ما هناك غفلة عنك، يمكن غفلوا عنك يوما من الأيام أو لحظة من اللحظات أو أمام كلمة أو جملة من الكلام قلتها فلم ينتبهوا لها بخصوص تلك الكلمة، ولا يحتاجون منك إلى أن تعيد الكلمة أو أن يستفسروا منك، ها يا أخي لم ننتبه، عفوا، ما هي الكلمة التي كنت قلتها؟ أعد من فضلك الجملة لنسجلها، لا، لا يفوت شيء أبدا، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، أنت مرصود لهذه الدرجة، وأنت محاط بهذه الرقابة الشديدة والمستمرة التي لا تنفك عنك، على طول، على طول، يقول الله جل شأنه: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)، عليكم حافظين، حفظة، يحفظونكم ويحفظون ما تعملونه، يوثقونه عليكم، عملية توثيقية، وليس فقط استذكارا يستذكرونه فما حفظوه حفظ وما غفلوا عنه نسي، لا، عملية توثيقية يقومون بها، كاتبين، وكراما، لا يمكن أن يزايدوا عليك، ولا يمكن لا أن ينقصوا من عملك الصالح شيئا ولا أن أن يزيدوا في عملك السيئ شيئا، لا، يتعاملون بكل مسؤولية، وليس عندهم أي اعتبارات يمكن أن تؤثر عليهم تأثيرا سيئا في عملهم، عمل بكل أمانة وبكل مسؤولية، وبكل اهتمام، ولا يمكن أن يغفلوا لأي اعتبار من الاعتبارات، أنه أكل وجبة دسمة وبخَّر وغفل وقَهَّم ورقد، ما عاد عرف أيش عملت، لا، ولا شغله النوم عنك، ولا أي اعتبار من الاعتبارات الأخرى، كل منهم يؤدي الفترة التي عليه أن يؤديها بكل يقظة وبكل انتباه وبكل إدراك، (يعلمون ما تفعلون)، يعلمون ما تفعلون، لا يغيب عنهم شيء، ولا يغفلون عن شيء فيؤدون مهمتهم على أتم ما يكون، وتوثيقا تاما محيطا شاملا كاملا لم ينقص منه قول واحد ولا تصرف واحد، إحاطة، تجميع، يجمعوا كل عملك كل تصرفاتك، كل أقوالك، كلها تجمع، ويوم القيامة يقول الله: (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)، شهادة أيضا، يؤدون شهادتهم عليك، وتأتي هذه الرقابة وهذا الرصد من الله ومن ملائكته، رقابة شاملة، على المستوى الشخصي على المستوى الجماعي، على مستوى ما تعمل وعلى مستوى ما تقول، مما ذكره الله سبحانه وتعالى عن رقابته هو جل شأنه قال جل شأنه: (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض)، علم شامل، علم محيط، كل ما في الأرض، وكل ما يحدث على الأرض، وكل ما يجري على الأرض، تحت علمه، وضمن علمه، أحاط به علما، كذلك ما في السماوات بكلها (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) الجلسات والاجتماعات، كلها هو حاضر فيها، والكثير لا يحسبون حسابه، يطمئنون أنهم أصبحوا لوحدهم، فيتحدثون بما يرغبون بالحديث به، وأنهم إما في مجلس مغلق أو في مكان منعزل أو في ظروف خارج إطار الرقابة من الآخرين والمعرفة من الآخرين، أو اللقاءات الالكترونية في هذا الزمن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التراسل بالجوالات والتناجي بها، أو أي وسيلة من الوسائل المتاحة للبشرية من وسائل المناجاة والتواصل السري والتخابر الذي هو خارج إطار الآخرين وإدراك الآخرين، هناك من هو حاضر في هذه المسألة بكلها، سواء أنتم في جلسة مغلفة في داخل غرفة في داخل مجلس أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، جلسة الكترونية، جلسة في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الجوالات والرسائل أو أي وسيلة، أو الواتس أب أو أي وسيلة من الوسائل هناك من هو شاهد على هذا بكله، احسبوا حسابه، حاضر في كل ذلك، (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك) أنتم اثنان أو رجل وامرأة، شاب وشابة، أو امرأتين أو أي كان، أدنى من ذلك أو أكثر أو عدد أكبر، بأي عدد كان (إلا هو معهم أين ما كانوا)، أين ما كانوا، في أي مدينة في أي قرية في أي بلد ومن أي مكان إلى أي مكان، ما معنى أنه إذا قمت بالتواصل عبر التواصل الاجتماعي إلى مكان بعيد هو أدركك لكن لم يدرك الذي هناك، لا، يعلم بالجميع، أين ما كانوا وفي أي ظرف كانوا، ولا تنتهي المسألة عند هذا الاعتبار، علم وحسب ووثق، وأثبت عليكم ذلك بشهوده وملائكته والتوثيق وانتهت المسألة، لا، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة، هنا الخطورة في المسألة، أن كل هذه الإجراءات الرقابية بدءا من الرقابة المباشرة لله سبحانه وتعالى التي تصل إلى ما توسوس به نفسك وتختزنه في صدرك وفي أعماق قلبك ومشاعرك إلى ملائكتك الذين يرقبونك ويرصدونك على الدوام وخُصصوا لذلك، كل إنسان معه ملائكة مخصصين معه، إلى العملية التوثيقية التي توثق بها كل تصرفاتك، وهذه إجراءات مؤكدة، كاتبين، يؤكدها تأكيدا، كل هذه الإجراءات لماذا؟ لماذا، لأنك يوم القيامة ستأتي وستبعث من جديد ثم ستسأل وتحاسب على كل ما قد أحصي عليك، كل ما قد أحصي عليك، جمعوا لك كل هذا، جمعوا لك كل تلك التصرفات كل تلك الأعمال، كل تلك الأقوال، وثقت، جهز لك ملف كامل، ملف كامل، يوم القيامة ستأتي إلى مقام الحساب ستحاسب، ثم يحدد مصيرك على ضوء ذلك وستجازى بناء على ذلك، فاحسب حساب نفسك من الآن، (ثم ينبئهم بما علموا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم)

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

المحاضرة الرمضانية التاسعة (استشعار الرقابة الإلهية)

القاها السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي - رمضان 1438هـ 09-06-2017.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر