يأتي في القرآن الكريم أيضاً في التأكيد والوعيد بشأن هذه الجريمة، والتأكيد على حرمتها، يقول الله "سبحانه وتعالى": {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: الآية93]، وهذا وعيدٌ شديدٌ جداً، وعيدٌ شديد، الجزاء هو جهنم، {مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}، نعوذ بالله، وهل هناك جزاء أشد من جهنم؟ هذا بحد ذاته يكشف بشاعة هذه الجريمة، ويكشف عظم شناعتها وسوئها، أنَّ جزاءها هو جهنم والعياذ بالله.
{جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا}، يخلد فيها للأبد، ويتعذَّب فيها بلا نهاية، ويبقى متعذِّباً أشد العذاب، وأعظم العذاب الذي يتمنى معه أن يموت، فلا يموت، ويبقى يحترق بين لهب جهنم، ويتذوق أنواع عذابها المتنوع والعياذ بالله، والشديد جداً.
{خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ}، وغضب الله أمر رهيب جداً، الإنسان عندما يسبب لنفسه غضب الله؛ فهو خاسر، خائب، هالك، لم يعد في إطار محط رحمة الله ورعايته، وألطافه، تدبير الله له في هذه الحياة في كل شؤونه، سيكون بناءً على غضب الله عليه، ثم في الآخرة جهنم والعياذ بالله، تفوته الرحمة، تفوته الجنة، يفوته كل خير.
{وَلَعَنَهُ}: طرده من رحمته نهائياً، يطرد من رحمة الله "سبحانه وتعالى"، وهذه حالة خطيرة جداً، الإنسان إذا طُرِد من رحمة الله؛ فَقَد الرعاية الإلهية في الهداية، والألطاف، والتوفيق، وأسباب الرحمة والخير، ولن يكون مصيره إلَّا جهنم والعياذ بالله، {وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
فهذه الجريمة هي جريمة بشعة جداً، ومن أخطر وأسوأ الجرائم، وهذا ما يجب أن يترسَّخ لدى الإنسان؛ ليشكِّل حاجزاً عن التسرع فيما يدفعه إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة، أن يشكِّل حاجزاً يدفع الإنسان إلى التقوى، وإلى الورع، وإلى ضبط النفس في الحالات الحسَّاسة والخطيرة، التي قد يتهور فيها الإنسان بلا مبرر.
والدوافع التي تدفع الناس إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة جداً، هي دوافع سيئة، لن يصل الإنسان إلى ارتكاب جرمٍ بهذا المستوى من البشاعة والإثم والسخط الذي يسبب له سخط الله العظيم، والعذاب الأليم، إلَّا بدافعٍ سيء.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسلة المحاضرات الرمضانية، بتاريخ 27 رمضان 1442هـ