من هنا كان تحركنا في هذا المشروع القرآني، وانطلق الشهيد القائد رضوان الله عليه في هذا المشروع القرآني النهضوي الاستقلالي المتحرر لمواجهة هذه الأخطار التي طغت، ومنذ ذلك اليوم من أول لحظة تحرك بها في هذا المشروع، ضمن هذه القضية العادلة وإلى حين استشهاده، ومنذ استشهاده وإلى اليوم على مدى ستة عشر عاماً، كل الأحداث، كل المتغيرات كل المواقف تمثل شواهد ودلائل على ضرورة هذا التحرك، وعلى ضرورة هذا الموقف، وأنه لا مناص لنا لا خيار لنا كشعوب في مواجهة هذا الخطر، إلا التحمل للمسؤولية، لا الاستسلام خيار ناجح ولا خيار مُجد، ولا يمكن أن يقينا أي شر ولا أن يدفع عنا أي خطر؛ بل يسهل على الأعداء قتلنا وإبادتنا، وإهانتنا وإذلالنا واستعبادنا وقهرنا، واحتلال بلداننا بدون كلفة، ونهب ثرواتنا بدون أي متاعب، ولا خيار العمالة خيار صحيح؛ لأنه يتناقض مع هويتنا مع مبادئنا مع قيمنا مع كرامتنا الإنسانية؛ ولأن له مخاطر علينا؛ لأن معناه أننا نذهب من الأول ومن اللحظة الأولى لنُملِّك أعداءنا أنفسنا وثرواتنا وبلداننا، هذا هو معنى العمالة، الذين هم اليوم في خط العمالة والولاء لأمريكا وإسرائيل ملّكوا الأمريكي أنفسهم والمال والوطن والثروة والموقف، وتحركوا على حسب ما يريد، لا مشكورين ولا مقدورين ليس لهم قدر ولا اعتبار ولا كرامة، خدام حينما يكملون ما يراد منهم يتخلص منهم.
الخيار الصحيح الذي يفرضه الله علينا كمسلمين مأمورين، أن نسعى لإقامة القسط وللقيام بالعدل في الساحات العالمية -دعك عن أنفسنا- الله لا يرضى أن نقبل بالظلم على أنفسنا ولا أن نقبل بالذل ولا بالهوان على أنفسنا ولا أن نبيع أنفسنا، ولا أوطاننا ولا ثرواتنا ولا أي شيء، هذا غير مقبول عند الله منا، يعذبنا عليه يوم القيامة بجنهم، ويعذبنا عليه في الدنيا بالخزي والهوان والتسليط، وأن يسلبنا النصر.
الخيار الصحيح الذي يرتضيه الله لنا والذي ينسجم مع كرامتنا الإنسانية، وحقنا الإنساني في القانون الدولي، في مواثيق الأمم المتحدة، المتعارف عليه بين البشر، في أعراف البشر، أن نقاوم وأن نجاهد وأن نتصدى لهذه الأخطار، أن نتصدى لهذه الهجمة، سواءً من خلال أدواتها الذين تُشَغّلهم أمريكا بإشراف مباشر منها، أو من خلال التدخل الأمريكي المباشر في كلا الحالتين، وكلا الأمرين قائمان، كلاهما موجودان، الأمريكي يتدخل بشكل مباشر في مستويات معينة، ويزج بأدواته هذه لتتولى التبعات بشكل أكبر، وتكون هي في المقدمة، نحن معنيون بحكم المسؤولية أمام الله أمام أنفسنا أمام أجيالنا اللاحقة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد في ذكرى الشهيد القائد 1438هـ / 19 مارس, 2019م.
الشهيد القائد عنواناً لقضية عادلة، ومؤسساً ورائداً لمشروع عظيم.