مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إنما يقوم به اليوم النظامُ السعودي بشكل مباشر وعبر أدواته في العالم الإسْـلَامي في مناطقَ متعددةٍ من العالم الإسْـلَامي ما هو إلا امتدادٌ في مضمونه وممارساته وشكله وأصله وفصله وفرعه للحركة النفاقية في عصر الإسْـلَام كله، في تأريخ الأُمَّـة الإسْـلَامية بكلها، ولكنه اليوم بإمكاناتٍ أكثر وبقدرات أكثر وبثروة أكثر، يمتلك اليومَ القنواتِ الفضائية، يمتلك اليومَ الأسلحةَ الحديثة، ولكن شكله المنكر واضح جداً، على مستوى العالم الإسْـلَامي بكله، ولا يزال الْخَطَرُ محدقاً بالكثير من البقاع الإسْـلَامي التي لا زال بعضٌ من الهدوء أَوْ قدرٌ من السكينة والاطمئنان، لا زالت دولُ المغرب العربي ولا زالت مصر ولا زالت العديد من البلدان التي تشهد بعضاً من الاستقرار لا زالت معرضةً للخطر بالقدر الذي تعرضت له اليمن وتعرضت له سوريا وتعرض له العراق وتعرضت له بلدان أخرى، ولكن في المقدمة هذه البلدان؛ لأن النشاط الذي يمارسُه النظامُ السعودي وهو نشاطٌ نِفاقي بكل ما تعنيه الكلمة، يبدأ أولاً بشكل النشاط الدعوي والخيري، كُتُب، ومدارس، وتمر، وفلوس، وما شاكل ذلك وبأسلوبٍ لطيف وَوُدِّيٍّ حتى يتمكن من اختراق البلدان بعد أن يتمكن من اختراق أي بلد ينحو منحىً آخر، يحول نشاطَه الذي ألبسه لباساً دعوياً إلَـى نشاط يعبئ الجماهيرَ التي استقطبها بذلك الفكر الظلامي وبالعُقَدِ والأحقاد والعداوة التي لا نظيرَ لها في العالم أبداً، ويفرغ ذلك الإنسان من مضمونه ومحتواه الإنساني الذي فطره اللهُ عليه فيحوله إلَـى إنسانٍ متوحش، كان في البداية إنساناً وديعاً يطلق لحيتَه يدهن وجهَه، يتكلم بالكلام اللطيف يحمِلُ المسواكَ في كثيرٍ من الحالات، ثم لا تنتبهُ إلا وقد وضع المسواك وأخذ بدلاً عنه الرشاش، ولبس بدلاً عن الثوب الأبيض، يلبس الحزامَ الناسفَ واتجه وهو كله حقد وكله كراهية لمَن؟ هل لأعداء الأُمَّـة للأمريكي للإسرائيلي لمَن يشكلون خطَراً حقيقياً على شعوب المنطقة بكلها؟!، لا، هل لدفع الخطر الإسرائيلي وإنقاذِ الشعب الفلسطيني؟، لا، يتجه سوقاً أَوْ مدرسةً أَوْ مسجداً، وهو يحملُ كُلّ ذلك الحقد فيفرغُه مع الكثير مما حمله في حزامه الناسف يضرب بها المصلين أَوْ يضرب بها المتسوّقين أَوْ يضرب بها طلابَ المدرسة أي شكل هذا؟، أَوْ يذهبَ ليفتح جبهة داخلية في قُطر من الأقطار الإسْـلَامية والأقطار العربية ليثيرَ الفِتَنَ الداخلية بين أهل منطقة كانوا فيما قبل أهل منطقة واحدة متآخين مسالمين لبعضهم البعض وطرأت إشكالاتٌ تكون في مستواها مشاكلَ محدودةً، يُفْصَلُ فيها، أَوْ يبقى لها مستواها وحجمُها العادي، لكن تتحول المسألة بفعل هذا النشاط التخريبي إلَـى مسألة معقّدة ويأتي التكفيري يعتبر الآخرين كفاراً، ويعتبر أنه لَا بُـدَّ من قتلهم وإبادتهم بأي شكل كان، بأي أسلوب كان، إمَّا بالحزام الناسف، إمَّا بالقنبلة أَوْ بالطائرة، كما يفعلُ النظامُ السعودي نفسُه، أَوْ بأي سلاح كان، إمَّا بالسكين الذي يذبح الرقبة، وإما بالقنبلة والتفجير الذي يمزّقُ الناسَ إلَـى أشلاء، هكذا ظهروا متوحشين وسيئين ويشكّلون خطراً على الأمن، يشكّلون على خطراً على السلم الأهلي في كُلِّ بلد، ويطبعون أنفسَهم بالطابع الديني، يُرَسِّخُون الولاءَ السياسي في أي بلد للنظام السعودي نفسه، فيكون المصري الذي هو في مصر ولاؤه للنظام السعودي وعقيدتُه تكفيريةٌ، وتوجُّهُهُ ضد أهل بلده وأهل منطقته توجُّهاً عدائياً إلَـى حد عجيب، مثيلُه في الجزائر، مثيلُه في تونس، مثيلُه في أي بلد إسْـلَامي آخر، حينما تعطي أمريكا ضوءاً أخضرَ للنظام السعودي، أن أثيروا الفتن في البلد الفلاني، بسرعة إصدار الفتوى، بعد إصدار الفتوى التحَـرُّك في الميدان، فإذا ذلك البلد يلتهببالفتن والأخطار والمشاكل، يتمزق نسيجُه الاجتماعي، يحترب أهلُه فيقتتل ليلَ نهارَ، تدمَّرُ فيه المدن والقرى، يهلك فيه الحرث والنسل، هذه هي الحركة النفاقية نرى أسوأ أشكالِها وأفظعَ آثارها ونتائجها في النظام السعودي وما يرعاه في الواقع.

ويأتي عدوانُه على اليمن تحتَ المظلة الأمريكية والإشراف الأمريكي والرغبة الإسرائلية والتشجيع الإسرائيلي والمساهَمة والمشاركة الإسرائيلية، يأتي عدوانه على بلدنا في هذا السياق نفسه، تخريباً وعدواناً، وبطشاً، وظلماً وطغياناً، وعدواناً بغير أي حق، وبدون أي مبرر، يرتكبُ أفظع الجرائم، يرتكب جريمةً مثل جريمة الصالة الكبرى، ثم يحاول التنصُّلَ عنها، الإنكار لها، وهي جريمة واضحة مشهودة بشكل واضح لا لَبْسَ فيه أبداً.
يتعاطى بكل وقاحة بكل استهتار بكل سذاجة بكل تفاهة بكل حقارة بكل خِسَّة بكل دناءة بما هو أهلُه من الدناءة فيقول لا، هؤلاء قد يكونون هم الإنقلابيون قد يكونون هم أصحاب المرتّبات، كُلّ فترة وله كلام، وينطلقُ مرتزقته عملاؤه منافقو البلد بكل خسة ودناءة ليشهدوا له شهادةَ الزور، وما أسوأَ وأفَظَعَ شهادةَ الزور؛ ليشهدوا زوراً وليقولوا بهتاناً وباطلاً وافتراءاً وكذباً متعمداً بأن من فعل ذلك ليس هو النظام السعودي، وليس بفعل قصف الطائرات، وأنهم الإنقلابيون وأنهم وأنهم.. إلَـى آخر كلامه التافه، ثم لا يلبث أن يعترفَ بعد كُلّ ذلك البُهتان والزور والكذب والجدل والتزييف للحقائق والجحود للحقائق الواضحة المشهودة البينة، يأتي ليعترفَ، ويحاول أن يُلْقِيَ باللائمة على أولئك العملاء الحقيرين الذين حقروا أنفسَهم بما سخّروا أنفسَهم فيه لخدمته، فيأتي ليُلقيَ عليهم باللائمة فيصمتون بعد أن شهدوا شهادةَ الزور التي افتضحوا فيها، فكانت الجريمةُ فضيحةً وكان إنكارُها فضيحةً، وكانت محاولةُ الإلقاء بالتهمة وما رافق ذلك من شهادات الزور والقول البهتان والإفتراءات الفضيعة فضيحةً كذلك، ثم في النهاية كان الاعترافُ فضيحةً واضحةً بيّنةً ملموسةً وليست غريبة، نحن قلنا هذه الجريمةُ ليست خروجاً عن سلوك كان سلوكاً متميزاً منذ بداية العدوان فكان هذا حدثاً مفاجئاً منذ أول عملية قصف قتلوا فيها الأطفال والنساء والمدنيين المسالمين والناس العاديين الذين ليس لهم لا موقفٌ سياسي ولا يحسبون على طرف معين.
ثم استمرت جرائمُهم بحق أبناء هذا الشعب مستهترين بحياة الناس مستبيحين للجميع، يقتلون الجميعَ في كُلّ مكان، قتلونا كشعبٍ يمني في الأسواق، في المساجد، واستهدفوا حتى المقابر، مقبرة، البعضُ من المقابر قديمة لها زمن طويل، يلقون عليها القنابل، استهدفوا كُلّ شيء، يستبيحون حياة الناس، منكر، يأمرون بالمنكر ويفعلون المنكر، ويتصرفون المنكر، ويفعلون كُلّ ذلك، جرائمُهم واضحة وبيّنة ومشهودة، وعدوانهم مستمر، ولا معطيات تؤشر على قُرب انتهاء هذا العدوان، ولكن ما يمكن أن يُفيدَ شعبَنا، كما قلناه مراراً وتكراراً، هو التحمُّلُ للمسؤولية، هو التحَـرُّكُ الجاد، هو العمل، هو الموقف، هو رفدُ الجبهات ودعمُها بالرجال الأبطال، هو الصمودُ والثبات والتوكل على الله.
عملوا على استهدافِ البنك، عملوا على مضايقات الناس في مرتباتهم ولقمة عيشهم، هذا هو حالُهم، هذا هو الذي يعبر عن حقيقتهم، هُم هكذا بهذا السوء بهذا المقدار وبهذا المستوى من العدوانية، يحاولون أن يمنعوا حتى وصولَ المرتبات عن الناس، حتى مَن يعتمدون عليها في معيشتهم، مَن الذي يحارِبُ البنك المركزي في صنعاء إلا أنتم أيها الظالمون، أيها الأمريكي، وأيها السعودي، أيها المرتزِقةُ الأنذال، أنتم من ترتكبون بحق هذا الشعب كُلّ هذه الجرائم، أنتم الذين تسعَون لتجويع هذا الشعب، أنتم من تحاربون اليوم البنك المركزي في صنعاء وتعيقونه بكل جهد عن توفير المبالغ التي يحتاجُ إليها لصرف المرتبات، فأنتم مَن تسعون لتجويع الآلاف من الأسر، أنتم مَن تفعلون كُلّ شيء، الحصار الخانق على هذا البلد، التدمير لكل البُنية الاقتصادية، النهب والسرقة للثروة الوطنية في مأرب وفي شبوة وفي غيرها.
أنتم القَتَلَةُ، وأنتم اللصوص، أنتم المفسدون في الأرض، إجراماً وحِصاراً وقتلاً
وإلحاقاً للضر بالناس، اليوم أنتم مكشوفون أمامَ هذا الشعب، ونحن في هذا البلد معنيون في التحَـرُّك الجادّ على كُلّ المستويات، اقتصادياً لَا بُـدَّ من العناية بالشأن الإيرادي، لَا بُـدَّ من تحمُّلِ رجال المال والأعمال لمسؤوليتهم في دعم الاقتصاد، بما يُفيدُ هذا البلدَ ويُفيدُهم، وإلا فعليهم مسؤُولية كبيرة أمام الله، لَا بُـدَّ من استكمال تشكيلِ الحكومة، لَا بُـدَّ من العنايةِ بكل ما يعزّز ويدعم قوة الموقف الداخلي في مواجهة هذا العدوان السيء الذي يستهدفنا كشعب يمني في كُلّ شيء، لَا بُـدَّ من الصمود في كُلّ أشكاله، على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري، وعلى مستوى النشاط المجتمعي؛ للحفاظ على لُحمة هذا الشعب، يسعى أولئك المعتدون يوماً بعدَ يومٍ إلَـى تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك الصفّ الداخلي والوحدة الداخلية، يسعون بكل جهدِهم لبعثرة هذا المجتمع وتشتيته؛ بغيةَ التسهيل لمهمة القضاء عليه والتحكُّم به، يلعبون كُلّ الأدوار السيئة في هذا الاتجاه.
فلذلك مسؤوليتُنا جميعاً في التحَـرُّكِ الجاد، هذه هي مسؤوليتنا، مسؤولية إنسانية، مسؤولية إيمانية نتقرَّبُ بها إلَـى اللهِ سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى، مسؤولية وطنية، مسؤوليةٌ يفرضها علينا الواقع، لا بديلَ عنها إلا الذل، إلا الهوان، إلا الخنوع، إلا الاستسلام، إلا الركوع، لا أحد يمكنُ أن نعوِّلَ عليه إلا الله، وإلا أن نتحمَّلَ المسؤوليةَ، مع شكرنا لكل الذين يقفون إلَـى جانبنا من الأحرار في هذا العالم، ومن الشرفاء والصادقين والأخيار في عالمنا الإسْـلَامي.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

من خطابُ السيّد / عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله - في ذكرى استشهاد الإمام زيد 1438هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر