الله "سبحانه وتعالى" عندما فتح هذا الباب، وقدم هذا العطاء الكبير، فهو يشجعنا بتشجيع كبير جداً من فضله وكرمه، إلى أن نقف الموقف الحق، وذلك ما نحتاج إليه في دعم موقفنا، كيف نصمد، كيف نثبت في مواجهة التحديات والأخطار، عندما نعود إلى واقعنا، وما نواجهه من تحديات وأخطار، نرى بكل وضوح أن قوى الشر والإجرام والطغيان لا تتركنا في حال أن نعيش كما يريد الله لنا وفق توجيهاته، وفق تعليماته، أحرار، كرماء، أعزاء، نتحرك وفق خيارنا الإيماني، كشعبٍ هويته إيمانية وانتماؤه للإيمان، يتوق للحرية بمفهومها الصحيح، وللاستقلال على أساسٍ من انتمائه الإيماني، وهويته الإيمانية، وانتمائه للإسلام، هم يريدون استعبادنا، وقهرنا، والسيطرة علينا، والاحتلال لأرضنا، ونهب ثرواتنا ومقدراتنا، وأكثر من ذلك الاستعباد لنا، أن نتحول فيما نحن فيه، فيما نحن عليه، فيما نفعل وفيما نعمل وفق ما يريدون، وفق ما يخدم مصالحهم، وفق ما هو يصب في مصالحهم، وفي أهدافهم، وفي مكائدهم، وفي رغباتهم الشيطانية، وهم يمارسون الظلم بحقنا؛ لأنهم يهدرون كرامتنا الإنسانية، عندما يريدون أن نتحول نحن مجرد أمة، أو مجرد شعب يخضع لهم، يقدم حياته، يقدم وطنه، يقدم ثرواته، يقدم كل جهده وسعيه لمصالحهم، وفق رغباتهم، وفق نزواتهم، وفق أهوائهم، هم بذلك يتجاوزون حقنا المشروع، ويهدرون حقنا المشروع في أن نكون عبيداً لله "سبحانه وتعالى"، نعيش بحرية وكرامة واستقلال، وهذه هي مشكلتهم معنا، ولذلك هم يعتدون علينا، هم يعتدون علينا، يسعون إلى أن يكسروا إرادتنا بجبروتهم، بما يمارسونه من عدوان، من قتل، من استهدافٍ للناس في حياتهم، من حربٍ شاملة:
على المستوى العسكري: بالقتل، والدمار، والجبروت.
وعلى المستوى الاقتصادي: بالحصار، والمؤامرات الاقتصادية التي تهدف إلى خنق هذا الشعب وتجويعه، والإسهام في الإضرار به إلى أقصى حد.
وهكذا على مستوى الحرب الإعلامية والثقافية، التي تهدف إلى التضليل والتزييف للحقائق، أمام هذا الشعب، وأمام الآخرين تجاه هذا الشعب، وتجاه الأحداث، وتجاه المؤامرات التي يتآمرون بها على هذا الشعب، هذا على مستوى شعبنا.
ومن حولنا ما يحدث على مستوى أمتنا بشكلٍ عام؛ لأن المسلمين في كل قطرٍ من أقطارهم وفي كل بلدٍ من بلدانهم هم أمةٌ مستهدفة، أمةٌ مستهدفة، يستهدفها أعداؤها بكل أشكال الاستهداف:
المؤامرات ذات الطابع العسكري.
ذات الطابع الأمني.
ذات الطابع الاقتصادي.
ذات الطابع بالحرب الناعمة، بالسعي للإفساد والإغواء والتضليل.
كل الوسائل التي يستغلها الأعداء، ويعتمد عليها الأعداء، في الاستهداف لهذه الأمة في كل المجالات، هي تعبر عن استهداف لهذه الأمة، أنها أمة مستهدفة في كل المجالات، وأعداؤها يريدون السيطرة عليها، وأن يسلبوا منها حريتها، كرامتها، استقلالها، وهذا هو أهم الثمرات لإسلامها، ولدينها، ولانتمائها الإيماني، ما قيمة إسلامٍ، وما قيمة انتماءٍ إيماني لا يبقى الإنسان فيه حراً، يصبح عبداً للطاغوت، عبداً للمجرمين، خانعاً خاضعاً للمستكبرين، ذليلاً مستسلماً عاجزاً أمام المجرمين، لا قيمة له، لا قيمة له.
لذلك بحكم انتمائنا الإيماني الواعي، الذي نرى ثمرته حريةً، وعزةً، وكرامةً، واستقلالاً، نرى كرامته أنه يحفظ لنا قيمتنا الإنسانية، كأناس أحرار بشر، غير مستعبدين للطاغوت وللمجرمين، وللأشرار وللسفهاء، قيمة هذا الانتماء تعززه هذه الروحية التحررية الثورية الجهادية، التي يعيش فيها الإنسان أعلى استعداد للعطاء، وأعلى استعداد للتضحية، في سبيل أن يحافظ على هذه القيمة، القيمة الإنسانية، القيمة الأخلاقية، القيمة الإيمانية، أن يكون إنساناً لا يُعَبِّدُ نفسه إلا لله، لا يخضع ولا يستسلم إلا لربه، لله "سبحانه وتعالى"، أن يعيش حراً عزيزاً كريماً أبياً شامخاً، يفوز برضوان الله "سبحانه وتعالى" في الدنيا والآخرة، يحظى برعاية الله "سبحانه وتعالى"، يتحرك وفق تعليمات الله المقدسة، والمباركة، والحكيمة، والرحيمة، التي هي صلةٌ بين الإنسان وبين الله "سبحانه وتعالى".
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1443هـ