يشكل الوعي بخطورة المشروع الأمريكي الإسرائيلي على المنطقة في أوساط المجتمعات ضمان وعامل تحصين من أن ينال ذلك المشروع من قيم الأمة وأخلاقها وأرضها، وهذا هو ما نلاحظ، فالمناطق التي لا تحمل الوعي أصبحت اليوم ضحية لتلك المشاريع الهدامة التي أثرت على واقعها في مختلف المجالات عسكريًا، وأخلاقيا، واقتصاديا، سواء بالاستهداف المباشر من قبل أمريكا، أو باستخدام أدواتها لتنفيذ مشاريعها في تلك المناطق.
أمام هذه المشاريع الشيطانية والخطورة التي تشكلها، وقف المشروع القرآني في اليمن الذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي لتعريف الأمة بالخطر الذي يشكله اليهود عليها، والعداء التاريخي الذي تكنه هذه الطائفة تجاه الإسلام وأهله، والتبني الأمريكي و الإسرائيلي وأدواتهما لما تريده تلك الطائفة في المنطقة، فالمشروع الذي أطلقه السيد حسين (رضوان الله عليه) بعد شن أمريكا هجمتها على الأمة تحت مبرر الإرهاب، صنع حالة من الوعي في أوساط المجتمع اليمني، وعزز لديهم مبدأ الثقة بالله والانطلاق لمواجهة مشاريع أمريكا بكل الطرق والوسائل. فأمام كل الإمكانات التي استخدمتها أمريكا وأدواتها وهي تسعى لوأد مشروع الشهيد القائد استطاع رجال الله من أتباع هذا المشروع أن يتصدوا لتلك المؤامرات، وأن يسطروا ملاحم بطولية في معارك الوعي والقتال منذ تحرك الشهيد القائد وحتى اليوم. وأمام العدوان السعودي الأمريكي الذي يشن على اليمن استطاع رجال الله التصدي له، وحفظوا لليمنيين عزتهم وكرامتهم وأعراضهم، فلولا تلك الشخصية ومشروعها لكان الأمر سيئًا للغاية، ولما استطاع اليمنيون أن يقفوا حتى اليوم في وجه العدوان، ولكان حالنا اليوم كحال الدول والمجتمعات التي رضخت لأمريكا، فأصبحت تكتوي بنارها دون حول لها ولا قوة.
وبفضل ما قدمه الشهيد القائد أصبح اليمنيون اليوم مستقلين في قرارهم، ينطلقون ليتصدوا لقوى الغزو والاحتلال وهم على يقين بأحقية قضيتهم ومؤمنين بنصر الله، يضربون في القوم قتلا وأسرى، ويدمرون آلياتهم، ويدكون حصونهم، ويطورون من قدراتهم العسكرية. وكيف لا يعزز هذا المشروع تلك المبادئ في واقعهم وهو ينطلق من كتاب الله عن طريق علم من أهل البيت عليهم السلام قرناء القرآن الذين يدركون مسئوليتهم، فينطلقون ليكونوا أول من يضحي في سبيل الله. وهذا ما انتهجه الشهيد القائد (رضوان الله عليه).
ولعل بعض المناطق في اليمن التي دخلها الغزاة وما تتعرض له من حالات عدم استقرار، وتمادي الغزاة فيها على كرامة الناس وأعراضهم إلا خير دليل على عملية التحصين الذي يصنعه المشروع القرآني في واقع الناس، ويثير في داخلهم الغيرة على أرضهم وأعراضهم؛ فلقد عزز المشروع القرآني في نفسيات من ينطوي تحت لوائه مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع عن الأرض في وجه يفسدون فيها، والسعي لنشر هدى الله والإصلاح في أصقاع الأرض، فمبادئ هذا المشروع لا تقتصر على بلد بعينه، وإنما هي مبادئ وأهداف عالمية بعالمية الإسلام.
ــــــــــــــــ
بقلم /عبدربه الحاج