القرآن الكريم حرَّم ومنع منعًا باتًا في موقفه الديني وإلزامه الديني من الولاء لأعداء الأمة، من الولاء لذلك الفريق: فريق الشر، فريق الخطر من داخل أهل الكتاب، الذي يشكِّل خطورة كبيرة على بقية أهل الكتاب، وعلى البشرية بكلها، ولكنه يشكِّل خطورة رئيسية على هذه الأمة الإسلامية، التي يرى في عقائدها العظيمة والمهمة عقائد تحررية، تحرر الأمة، تحرر البشرية من الطاغوت، تحرر هذا الإنسان، وتحمي هذا الإنسان، وتحصن هذا الإنسان في نفسه وفكره وسلوكه وأخلاقه ومسار حياته، وهذه تمثِّل مشكلة جوهرية ورئيسية مع قوى الطاغوت، التي تجعل ضمن أساليبها الرئيسية في الاستحواذ على هذا الإنسان السيطرة على فكرة، التأثير عليه في سلوكه، التأثير عليه في مسار حياته، التوجيه له في نشاطه ومساره في الحياة وفق ما يخدمها ويحقق أهدافها.
القرآن الكريم حين قال في آيةٍ مهمة: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51]، بعد أن نهى نهيًا صريحًا واضحًا عن الولاء لهم، عن الارتباط معهم في هذه الأجندة والمؤامرات ضد هذه الأمة، عن هذه العلاقة التي نراها اليوم في طبيعة الارتباط للنظام السعودي والارتباط للنظام الإماراتي بأمريكا وإسرائيل، هذا هو الولاء الذي حرَّمه القرآن، هذا هو الولاء الذي يمثِّل خيانة للأمة، هذا هو الارتباط الذي يشكِّل خطورة كبيرة جدًّا على الأمة في كل شيء؛ لأنه يتيح المجال لنشاط عدائي من داخل الأمة، من وسط الأمة، من واقعها الداخلي، تحت عناوينها، تحت أسمائها، يشكِّل خطورة كبيرة على هذه الأمة في التفرقة بينها، في إضعاف موقفها، في استنزافها، في أشياء كثيرةً جدًّا، وحالة من التلبيس.
الكثير من الناس لم يحظوا بالوعي القرآني اللازم، لم يتحصنوا بالثقافة القرآنية، ولم يحملوا حالة الوعي تجاه الواقع القائم: الواقع العالمي، والواقع الإقليمي، والواقع المحلي من حولهم، زمن طويل من التدجين والتضليل والتلبيس لعبت فيه أنظمة السوء وأنظمة الجور أسوء لعبة، ولعبت بهذا الإنسان ودجَّنته وهيأته، وعندما أتت هذه المرحلة الحسَّاسة والمحورية والمصيرية في تاريخ الأمة كان الكثير من الناس في حالة غفلة وتيه وينقصهم الكثير من الوعي فأثَّرت فيهم العناوين التي رُفعت للخداع، عناوين الفتنة المذهبية والطائفية، عناوين قومية حُرِّكت في غير مسارها الصحيح للتلبيس فقط وللخداع، عناوين مناطقية، عناوين وعناوين كثيرة تحركت في الساحة مدعومة، ولكنها تحقق لهم مصالح فعلية، قال الإسرائيلي: أنها تمثِّل مصالح له، ألم يقل الإسرائيلي أن العدوان على اليمن يمثِّل مصلحةً له، وما يقوم به النظام السعودي في عدوانه على اليمن يمثِّل مصلحةً مشتركةً بينه وبين النظام السعودي؟! بلى قال ذلك، وبات ذلك واضحًا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
يوم القدس العالمي 1439هـ.