مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الموقف الصحيح هو الذي يفيد، هو الذي ينجي، وإلَّا فمخاض الأحداث ورحى الأحداث سيسحق في هذه المرحلة كل المتقاعسين والمتخاذلين والسيئين، والذين يستغلُّون اليوم- وقد يظن البعض منهم أنه صاحب عبقرية سياسية، وأنه ذكي- هم في حالة استهداف، النظام السعودي وهو يقدم ما يمتلك من الأموال والإمكانات والثروة إلى أمريكا، ويتحالف مع إسرائيل، الإماراتي كذلك، من يتجه هذا الاتجاه ، من يتجهون في الاتجاه التكفيري، من يتحركون كأدوات تحت أي عنوان لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل، هم يدمرون أنفسهم، هم يخسرون، هم يتكبدون الخسائر في كل الاتجاهات، ولكن خسائر- بما تعنيه الكلمة- في غير محلها، ونهاياتها وعواقبها سيئة عليهم، المتقاعسون والخاضعون لحالة الاستقطاب المتزايد يوماً إثر يوم هم أيضاً تسحقهم الأحداث، وتؤثر عليهم هذه المؤثرات في الساحة، وبدون أن يكونوا في الموقف المسؤول والمشرف، والذي يرضي الله -سبحانه وتعالى- والذي يفيدهم في الدنيا والآخرة.

 

الذين ينهضون اليوم أحراراً، وكرماء، وشرفاء، ومتحملون للمسؤولية هم في الموقف الصحيح، إِنْ لحق بهم شيءٌ من العناء والتضحيات، فهو في مقابل إنجازات حقيقية، ومكاسب مهمة في الدنيا والآخرة، كسبوا الحرية، والعزة، والكرامة، والاستقلال، وفي الآخرة: رضا الله والجنة، وسلموا من خزي النفاق والعمالة والخيانة، وسلموا من خزي أن يكونوا أدوات تعمل لصالح أعدائهم، وأن يستغلوا، وأن يستعبدوا… سلموا من كل هذه المخازي، شرف كبير هم فيه، ومكاسب حقيقية حازوها، وحفظوا إنسانيتهم، هذه نعمة، وهذا اتجاه سليم وصحيح بما تعنيه الكلمة، وشعبنا يتوجه هذا الاتجاه، ويعاديه الآخرون لذلك، الذين يتحركون كأدوات ويستغلون- وكما قلت: قد يظن البعض أنه عبقري- ماذا يمكن أن تنظر إليهم حتى أمريكا؟ هل تتصور أن أمريكا تنظر إلى النظام السعودي بنظرة الاحترام وكحليف وشريك محترم، أو أن إسرائيل تنظر إلى النظام السعودي، أو إلى الإماراتي، أو إلى التكفيريين بذرّة من الاحترام، أو تحمل لهم ذرة من الاحترام؟ كلا، ما عبَّر عنه ترامب بـ (البقرة الحلوب) هي نفس الرؤية الأمريكية تجاه تلك الأطراف فيما تستغل به على المستوى الاقتصادي، على المستوى الإعلامي أبواقاً ينفخ فيها الصهاينة، على المستوى العسكري أذرعة قذرة وإجرامية… وهكذا، نظرة استغلال، يرون فيهم أدوات تستغل لا كرامة لها، ولا احترام لها، ولا اعتبار لها، ولا قيمة لها، هل لمصلحة الإنسان أن يكون كذلك، ويبوء بالوزر أمام الله سبحانه وتعالى-: وزر النفاق، وزر الخيانة، وزر العمالة لأعداء الأمة، وزر الجرائم الكبيرة والهائلة التي تأتي نتيجة تلك المواقف والانحرافات الخاطئة لصالح أعداء الأمة؟ قضية خطيرة جدًّا.

 

ولاحظوا، اليوم في أقرب مثل: ما بعد موقف أمريكا وموقف ترامب في تبرعه بالجولان السورية العربية لإسرائيل، أقصى ما يمكن أن تفعله تلك الأنظمة، أقصى ما يمكن أن تفعله إذا وصلت الأمور إلى نهاياتها- بمصادرة بلد عربي وإسلامي، أو جزء منه، أو مقدسات الأمة- أن يجتمع زعماؤها بعد إجراءات تحضيرية مطولة، وترتيبات وخطوات لا أول لها ولا آخر، ليصدروا بياناً لطيفاً يؤكد على أنه: [لا، الجولان سورية، والقدس فلسطينية عربية إسلامية]، هذا أقصى ما بوسعهم أن يقدموه، في مقابل أن يكون لبعضهم- والأهم فيهم كأنظمة- خطوات عملية للتطبيع، والتحالف، والتعاون الفعلي والعملي مع إسرائيل وأمريكا في مشاريع وأجندة كثيرة تدمر الأمة، وتعزز من الهيمنة والسيطرة الأمريكية حتى على تلك المناطق، وتواجه من يتصدى فعلياً ويتصدى بشكلٍ صحيح للخطر الأمريكي، والتهديد الأمريكي والإسرائيلي، من يقاوم إسرائيل بالفعل، بالموقف؛ يكون عدواً لتلك الأنظمة، تعاديه، تحاربه، تستهدفه بكل أشكال الاستهداف: سياسياً، وعسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً… وبكل الوسائل والأساليب، تسعى إلى إضعافه بكل ما تستطيع، هم يعملون لإسرائيل هذه الخدمة فيمن يقاومها: في حزب الله في لبنان، وفي المقاومة في فلسطين، وفي سوريا… وفي بقية المنطقة العربية، من يعادي إسرائيل؛ يعادونه، ويشتغلون ضده بكل شغل، بكل وسيلة، بكل أسلوب، ويكتفون في أقصى ما يقدمونه من موقف بإصدار بيان ملطَّف، هل يمكن أن تراهن الأمة على أولئك في حماية نفسها وهم على هذا النحو، بهذه الشاكلة، بهذه الطريقة، بهذه السياسة؟ وأن هذه مجرد إجراءات شكلية للتغطية، كما اعتاد الناس منهم في المراحل الماضية.

 

ولذلك نحو معنيون ونحن نواجه هذه التحديات والأخطار، وما نواجهه اليوم كشعبٍ يمني يحارب، يعادى، وتتجه بعض الأنظمة والكيانات- التي هي أدوات تشتغل تحت إشراف أمريكا، وفي مقدمتها النظام السعودي والنظام الإماراتي- لاستهدافنا كشعبٍ يمني، والمحاربة لنا، ونحن في العام الخامس معنيون أن نعزز هذه المبادئ، وهذه القيم، وهذا الوعي، وأن نستفيد من هذا المشروع العظيم الذي يزيدنا تماسكاً، وعزماً، وإرادة، وبصيرةً، ووعياً، وفهماً، صحيحاً، ويوفر لنا ما نحتاج إليه من تعبئة معنوية وإيمانية، ويساعدنا في الارتباط بالله أكثر وأكثر، وتعزيز العلاقة بالله، والثقة بالله، والتوكل على الله أكثر وأكثر فيما يؤهلنا للحصول على المزيد من رعايته ومعونته ونصره، هذا الاتجاه هو الاتجاه الصحيح، معنيون بشكلٍ مستمر أن نحرص على أن نزداد وعياً أكثر فأكثر، وعزماً أكثر فأكثر، واستشعاراً للمسؤولية بشكلٍ أكبر.

 

هذا الأثر الطيب نراه اليوم في واقعنا بشكلٍ كبير في الساحة اليمنية، وأسهم لأن نكون في العام الخامس في صمودٍ عظيم في مواجهة هذا العدوان، بالرغم من كل ما يمتلكه من إمكانات وقدرات، وبكل أساليبه الوحشية والإجرامية والتضليلية القذرة.

 

أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرحم الشهيد القائد وشهداءنا الأبرار كافة، وأن يشفي جرحانا، ويعافي مرضانا، ويفرِّج عن أسرانا، وينصرنا بنصره إنه سميع الدعاء.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى الشهيد القائد1440هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر