مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في ظل هذا الوضع الراهن فأولوياتنا في بلدنا وشعبنا هي في ثلاث نقاط أساسية:

أولها: التصدي للعدوان؛ لأنه عدوان وراءه أمريكا، ووراءه إسرائيل، وعدوانٌ ظالم، عدوان متوحش، ارتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا، ارتكب جرائم الإبادة الجماعية للناس، قتل الأطفال والنساء، قتل الصغار والكبار، استباح المحرمات، حاصر هذا الشعب وجوَّعه، نهب ثرواته، وسيطر على ثرواته النفطية والغازية، حاصره براً وجواً وبحراً، تآمر عليه بكل أشكال المؤامرات، فالتصدي للعدوان ومؤامراته المتنوعة هو أول هذه الأولويات، وأكبر هذه الأولويات، وهو يمثل ضرورةً للحفاظ على بلدنا، للحفاظ على حريتنا، على استقلالنا، على كرامتنا، على ديننا، على قيمنا وأخلاقنا، مسألة في غاية الأهمية، من لا يعتبر هذه أولوية، ولا ينظر إلى هذا الموضوع، فعنده خلل كبير، خلل إنساني، وفطري، وقيمي، وأخلاقي، ومبدئي، وهو إمَّا يتعامى عن حجم هذا العدوان، وما فيه من ظلمٍ رهيب، وطغيانٍ كبير، وما يحمله من أهداف، أهداف خطيرة جداً، أهداف ينتج عنها لو تحققت في الواقع، ولو نجح العدوان في استكمال أهدافه، لكانت النتيجة أن يخسر بلدنا وشعبنا حريته، وكرامته، وعزته، واستقلاله، وأن يستعبد، وأن يستذل، وأن يقهر، وأن يهان، فلا يبقى له حرية، ولا كرامة، ولا عزة، ولا دين، ولا دنيا، ولا مبادئ، ولا قيم، ولا أخلاق… ولا أي شيء، ويندرج في إطار هذا العدوان الكثير من المؤامرات والأساليب التي تستهدف أبناء هذا البلد، ومن الواجب ومن المسؤولية الدينية والأخلاقية والقيمية التصدي لها.

في ظل الوضع الراهن ونحن في هدنة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي، واليقظة، والانتباه، والجهوزية، والاستعداد، وألَّا نغفل، وألَّا نتصور أنَّ الأمور قد انتهت، والحرب قد انتهت، وننصرف بكل اهتماماتنا إلى مشاكل أخرى، إلى مطالب أخرى، إلى انشغال بأشياء أخرى، ونغفل عن هذه المسألة المهمة بكل الاعتبار، أي إنسانٍ واعٍ مستبصرٍ وناصحٍ وصادقٍ وجادٍ سيدرك أهمية هذه المسألة وخطورتها، وستبقى بالنسبة له هي الأولوية فوق كل الأولويات، في ظل الهدنة المؤقتة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي، من الجهوزية، من النشاط التعبوي الواسع، من الاهتمام المستمر، من الانتباه تجاه كل المخططات والمؤامرات التي يتحرك بها الأعداء.

الأولوية الثانية: هي السعي للحفاظ على الاستقرار الداخلي، والحفاظ على الجبهة الداخلية؛ لأن جزءاً كبيراً من مؤامرات الأعداء يتجه إلى استهداف الجبهة الداخلية في البلد، والتركيز على زعزعة الاستقرار الداخلي تحت كل العناوين: المشاكل الاجتماعية، العناوين السياسية، العناوين المطلبية، تحويلها بكلها إلى إشكالات كبيرة، إلى حالة تدفع الناس باتجاه الفوضى والانفلات، إلى حالة تفكك الوضع الداخلي، وتصرف الناس عن الاهتمامات الرئيسية، وهذا ما يجب الانتباه له، وملاحظته، وأخذه بعين الاعتبار، والتفاصيل التي تندرج تحت هذا العنوان هي كثيرة.

والأولوية الثالثة: هي السعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة، وضع مؤسسات الدولة وضع موزرٍ ومؤسف، والتركة فيه هي تركة الماضي، يعني: ليس وضعاً جديداً، هو نتاج لمراحل طويلة أثَّرت عليه حتى وصل إلى ما وصل إليه، وفي ظل وضعٍ صعب، في ظل وضع حصارٍ شديد خانق، وتعقيدات في الوضع الداخلي متعددة ومتنوعة، ولذلك البعض من الناس يستعجلون، يتصور أنَّ بالإمكان إصلاح كل شيء دفعة واحدة، وتحويل كل مؤسسات الدولة بكل منتسبيها وموظفيها إلى وضعٍ صحيح، وواقعٍ صحيح، وأداءٍ سليم في لحظةٍ واحدة، أو في وقتٍ وجيزٍ جداً، ويتجاهل البعض أيضاً الحالة القائمة من الحصار الشديد، مثلاً: البعض يرفع السقف للطلبات وما يفترضه، وما يفترضه، ويتجاهل أن معظم هذا الوطن- وبالذات المناطق التي فيها الثروات والمنشآت النفطية والغازية- تحت الاحتلال، ومنهوبة وبشكلٍ كبير، كل عائدات النفط والغاز هي منهوبة، في الماضي كانت تصرف المرتبات من عائدات النفط والغاز، كل عائدات النفط والغاز هي منهوبة الآن، ينهبها تحالف العدوان، يسرقها اللصوص والمحتلون، جزءٌ منها يسير يأكله الخونة، خونة أبناء هذا الوطن، الذين وقفوا في صف المعتدي الأجنبي، في صف تحالف العدوان، والباقي يذهب إلى البنوك، إلى البنك الأهلي السعودي وغيره مما هو في إطار سيطرة الأعداء.

الموارد التي تؤخذ، الإيرادات التي تنهب، هي ما كان يمكن أن يستفاد منه بشكلٍ كبير في الاهتمام بالمرتبات، في توفير احتياجات ضرورية وأساسية لهذا الشعب، في تمويل المجالات الأساسية على المستوى الخدمي؛ ولذلك مسألة العمل على إيجاد بدائل حتى تحرير تلك المنشآت ليس أمراً بسيطاً، يمكن حله في مرحلة وجيزة مع الحصار الشديد الخانق، هذا يحتاج إلى جهد، إلى برامج عمل، إلى تحريك عملية الإنتاج في مجالات وقطاعات وموارد، حتى نعود إلى مستوى جيد، وحتى نتمكن- بإذن الله “سبحانه وتعالى”- من استعادة ذلك الحق الذي هو حقٌ للشعب اليمني بشكلٍ عام، وهو حقٌ منهوب، وحقٌ يسيطر عليه الأعداء ويسرقونه وينهبونه، فالسعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة هو مسؤولية نحن نسعى لها، ونعمل على أساسها، هو من أولوياتنا، من واجباتنا، ولكنه يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى اهتمام، يحتاج إلى برامج، يحتاج إلى أنشطة، يحتاج إلى تصحيح في مجالات كبيرة جداً، له تعقيداته، له مشاكله، ولذلك فهو يظل أولوية، ولكن ليس وفق ما يتصوره البعض، ممن قد يتصور المسألة في نطاق محدود، أو يضع لها في مجملها وفي كل تفاصيلها وقتاً صغيراً يتوقع فيه إصلاح كل شيء،

 

وينسى الواقع في نفس الوقت بكل ما فيه من تعقيدات وظروف، فستظل من أولوياتنا التي نعمل لإصلاحها بشكلٍ كبير إن شاء الله، ونعطيها جزءاً كبيراً من اهتمامنا.

 

من أولوياتنا فيما يتعلق بواقع أمتنا: الثبات على موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، في مواجهة التطبيع، وما يتجه إليه من يسمون أنفسهم بالمطبعين، وأيضاً في العلاقة مع أحرار الأمة، وفي الاهتمام بقضايا الأمة في مختلف بلدانها، هذه مسألة تعنينا، وموقفنا فيها هو موقفٌ مبدئي.

في آخر الكلمة، أقدِّم أولاً نصيحةً لتحالف العدوان: أن يستفيدوا من هذه الهدنة للخروج من عدوانهم، لإنهاء عدوانهم على هذا البلد، ولإنهاء حصارهم على هذا البلد، استمرارهم في العدوان والتآمر على بلدنا وشعبنا، والاستهداف لشعبنا وبلدنا، معناه: أن يستمروا هم في التورط في مشكلة كبيرة، لها آثارها السيئة عليهم، وعواقبها الوخيمة عليهم؛ لأن الله “سبحانه وتعالى” هو ملك السماوات والأرض، هو المنتقم من الظالمين والطغاة المستكبرين، حجم الظلم الذي يلحقونه بهذا البلد وبأبناء هذا الشعب حجم رهيب وكبير جداً، وظلم شامل، وعواقبه عليهم وخيمة.

 

وندائي أيضاً لشعبنا العزيز في أن يظل متمسكاً، وأن يستمر في تمسكه بثباته على موقفه، باهتمامه بقضاياه الكبرى، في مسألة الاستقلال، والحريّية، واستعادة ما احتل من هذا الوطن، وفي الوصول إلى الأهداف الكبيرة، التي نؤكد عليها دائماً كأهداف مبدئية لهذا البلد ولهذا الشعب.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد1444هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر