مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الخامسة من شهر محرم 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(التوبة والإنابةإلى الله)
التاريخ:  30/ 1/ 1447ه‍
الموافق: 25/ 7 / 2025م
الرقم: (5)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة 
1- من أخطر الأشياء على الإنسان هي الذنوب والمعاصي لأنها تجلب الشقاء في الدنيا والآخرة وبسببها تنعدم الأمطار (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) 
2- من أخطر الذنوب التي أصبحت منتشرة في زماننا التهاون بالصلاة إما بتركها أو تضييع أوقاتها بسبب الغزو الثقافي والحرب الناعمة والانشغال الكبير بالهواتف والإنترنت والعلاقات المحرمة 
3- كما أن من أخطر الذنوب الظلم والبغي وبالذات ظلم الأقارب والأيتام في الميراث وغير ذلك بالإضافة إلى منع الزكاة وأكل مال الوقف 
4- لا بد من التوبة والإنابة والرجوع إلى الله وتغيير أنفسنا ليغير الله واقعنا وينزل علينا المطر (قل يا عبادي الذين أسرفوا...) 
5- من الذنوب الخطيرة التفريط في المسؤولية وعدم نصرة إخواننا المستضعفين في غزة الذين يموتون بالقصف والتجويع وكل المتخاذلين والمتواطئين هم خصوم أطفال غزة ونسائها بين يدي الله يوم القيامة 
6- نحمد الله على موقفنا كشعب يمني ويجب أن نستمر في خروج المظاهرات والإنفاق ورفع الحس الأمني لإفشال مخططات الأعداء.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:  خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، الحمد لله منتهى خوف العابدين، وغاية خشية المتقين، الذي لا يصفه نعت الواصفين، ولا يجاوزه رجاء الراجين، ولا يضيع لديه أجر المحسنين، القائل في كتابه الحكيم: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} والقائل: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
ثم أما بعد/ أيها المؤمنون: 
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
أيها المؤمنون: 
إنّ أكبر خطر على الانسان في دنياه وآخرته هي الذنوب والخطايا والعصيان؛ فالذنوب هي التي تجلب الشقاء على الإنسان، وهي التي تورث العناء، وتديل الأعداء، وتحجب الدعاء، وتقطع الرجاء، وتنزل البلاء، وتقطع قطر السماء، وهي التي تورث الندم، وتطيل الهم، وتجلب السقم، وتنزل النقم، وتغير النعم، وتهتك العصم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ}، وقال سبحانه عن الذنوب وأهلها: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أخبركم بدوائكم من دائكم، قالوا بلى يا رسول الله، قال فإنّ داءكم الذنوب وإنّ دوائكم الاستغفار)، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: (يا معشر المهاجرين خمس خصال إن ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، منها: ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا قطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا).
عباد الله الأكارم: 
تأخر موسم الأمطار علينا هذا العام وعمّ القحط والجدب وتضررت الدواب والزروع والبشر، وكل ذلك بسبب ذنوبنا كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، وقال سبحانه: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وقال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} وقال سبحانه: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً} وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة) وما نزل بنا من تأخر الأمطار هو رسالة من الله سبحانه وتعالى إلينا لنتوب ونستغفر ونرجع إليه وننيب ونتخلص من الذنوب ونتبع أحسن ما أنزل إلينا ليعود علينا بفضله ورحمته وكرمه وإحسانه وهو القائل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى

يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} فتغيير حالنا الى أحسن حال يبدأ من تغيير واقعنا ونفسياتنا وتغيير أحوالنا من الإعراض الى الإنابة، ومن الذنوب إلى التوبة، ومن التقصير الى الاهتمام، ومن التفريط إلى الشعور بالمسؤولية. 
أيها المؤمنون:
ما أكثر الذنوب وما أقل التائبين الصادقين، وما أكثر أنواع الذنوب التي تتسبب في شقائنا وعنائنا وعدم نزول الغيث والرحمة من السماء، ومن الذنوب التي أصبحت ظاهرة لدى الكثيرين: التهاون بالصلاة وعدم الاهتمام بأدائها في أوقاتها، رغم علمنا أنها عمود الدين والصلة بين العبد وربه، ومن أهم صفات المؤمنين أنهم: {عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}، {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} لكنّ البعض هذه الأيام حالهم كما وصفهم الله بقوله: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} فترى البعض يقضي عدة ساعات وهو يشاهد التلفاز والتلفون ويضيع زهرة عمره فيما لا يفيد بل فيما يضر، ولا يقوم لصلاة ولا يقيم فريضة.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس) وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لابنه الحسن في وصيته التي أوصاه بها: (واعلم يا بني أنّ كل شيء من عملك تبع لصلاتك) فحياتك هي انعكاس لصلاتك سلبا وإيجابا، والصلاة التي هي صلتنا بالله سبحانه أصبح البعض لا يهتم بها ولا يدخلون المسجد إلا يوم الجمعة، ولا يصلون إلا فرادى، ولا يحثون أهاليهم على الصلاة كما قال سبحانه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}.
وإنّ أكبر الأسباب لذلك هو الغزو الثقافي والحرب الناعمة التي تضرب زكاء النفوس وتزيل طهارتها وتدنسها وتفسد ايمانها، حيث أصبح البعض مدمناً على التلفون ومنهمكاً فوق الألعاب الإلكترونية ومتابعة المسلسلات حتى نُزعت البركة من أوقاتنا، وحلّت الشقاوة في حياتنا، وضاعت الأرزاق من أيدينا، وحلّت المشاكل في بيوتنا؛ ففسدت النساء وضاع الشباب وتاه الرجال وغاب القدوة والأسوة، وضاعت الأيام والليالي في مضغ القات ومشاهدة المسلسلات وضياع الصلوات وارتكاب المقبحات وفي السهرات والحفلات، وانتشر التبرج والسفور والاختلاط والمفاسد الأخلاقية، ثم نتساءل بعد ذلك لماذا تأخر المطر؟ وننسى قول الله سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقوله سبحانه: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
عباد الله: 
ومن الذنوب التي تجلب الشقاء: الظلم والبغي وفي مقدمتها ظلم الأقارب الذي هو أفحش الظلم، وما أكثر النساء اللاتي تشكوا إلى الله ظلم إخوتهن وحرمانهن من مواريثهن رغم قول الله سبحانه: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى} وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً} وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من حرم وارثاً إرثه حرّم الله عليه رائحة الجنة).
ومن الذنوب أيضاً: منع الزكاة، وقد جعل الله منع الزكاة من صفات المشركين فقال سبحانه: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} أما المؤمنون فمن أهم مواصفاتهم: إيتاء الزكاة كما ذكر الله ذلك في عشرات الآيات من القرآن بقوله: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (آكل الربا ومانع الزكاة حرباي في الدنيا والاخرة).
ومن الذنوب والظلم أيضاً: أكل أموال الأوقاف التي حرم الواقفون منها ذرياتهم وأوقفوها لله لتصل أجورها لهم بعد وفاتهم فقد قال سبحانه وتعالى: {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (أيما جسد نبت من السحت فالنار أولى به)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها: وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه).
فالله الله في التوبة والرجوع إلى الله ليرحمنا برحمته ويرفع عنا القحط والجدب والعناء وصدق الله القائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ. وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ .

أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ . أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
قلت ما سمعتم  وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون: 
إنّ من الذنوب الخطيرة التي سيتفاجأ بعض الناس يوم القيامة بخطورتها وعظيم أثرها عليهم الى درجة ألا تنفع معها صلاة ولا صيام ولا أي أعمال صالحة هو ذنب التفريط بقضايا الأمة وعدم الاهتمام بالواجب نحو هذه الأمة ودينها والمستضعفين من أبنائها، فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) و(من سمع مسلماً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين).
وكفى بهذا مقلقاً للإنسان الحريص على دينه والخائف على مستقبله عند الله في الدنيا والآخرة؛ فالبعض يصلي وربما يقوم من الثلث الأخير كل ليلة ويصوم كل اثنين وخميس ويصوم بعض الأشهر ويقرأ القرآن ولكنه لا يسأل نفسه عما قدّم لأمته ولأبناء دينه في غزة وفلسطين، ولا يهتم بواجبه تجاه المستضعفين هناك الذين قال المتحدث العسكري باسم كتائب القسام المجاهد أبو عبيدة أنّ أطفال غزة ونساءها والجائعين من أبنائها وهم حوالي مليوني مسلم سيكونون خصومهم يوم القيامة بين يدي الله سبحانه، وقد قال صلى الله عليه وآله: (ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم) فكيف بمليونين من أهل غزة جائعين؟ وكيف بالدول العربية المجاورة لفلسطين ومع ذلك تحاصرها؟ وكيف بالنظام الإماراتي والسعودي والأردني الذي فتح جسراً بريا للصهاينة ولم يعمل شيئا لغزة؟ وكيف بتركيا ومصر التي ترسل السفن عبر البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس إلى الصهاينة ولم توقف التبادل التجاري مع الصهاينة ولم تعمل شيئا لغزة وهم من يروي علماؤهم أنّ رسول صلى الله عليه وآله قال: (دخلت النار امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)؟!.
وكيف بدول الخليج التي دفعت تريليونات الدولارات لترامب لتمويل حروب أمريكا ودعمها للصهاينة ولم تعمل شيئا لغزة، ولم ترفع حركات المقاومة من لائحة الإرهاب ولم تدرج الصهاينة على لائحة الإرهاب رغم ما قد عملوا؟! فما تفعله الأنظمة العربية يستوجب عليها نزول العذاب من السماء.
وفي المقابل فقد أثنى أبو عبيدة على موقف شعبنا اليمني العزيز وهذه نعمة من الله سبحانه وتوفيق كبير من الله لنا أن وفقنا للقيام بهذا الواجب، وهذه بركة من بركات القيادة المؤمنة الشجاعة التي حرصت على براءة ذمتنا وبياض وجوهنا في الدنيا والآخرة، وهذه الإشادة لا تعفينا عن المسئولية بل تزداد علينا المسئولية مع عظم المعاناة والجوع في قطاع غزة، وتزداد المسئولية مع عظيم تفريط وتخاذل المسلمين، ويبقى الدور علينا لنزداد اهتماماً ولنستكمل واجبنا.
ومن يستطيع الإنفاق لأهل غزة فلا يبخل، ومن يستطيع الإنفاق للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوات البحرية فلا يتأخر؛ لأن ذلك مشاركة فعلية في الجهاد كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من جهز غازياً فقد غزا) فكيف عندما نجهز صاروخا وطائرة وزورقا؟! وعلينا الاهتمام بالالتحاق بدورات طوفان الأقصى كما قال سبحانه: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} وقال سبحانه: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}، كما يجب علينا أن نرفع الحس الأمني وحالة الوعي فالعدو يحاول أن يختلق الأزمات وأن يفتعل الإشكالات وأن يثير حالة التذمر والسخط ليحرفه عنه إلى بعضنا البعض، ويحاول أن يستقطب عملاء لنشر ذلك ولرفع الإحداثيات له؛ لكننا بيقظتنا وتعاوننا وشعورنا بالمسئولية؛ نستطيع أن نفشل مخططات الأعداء بإذن الله سبحانه.
وأما فيما يتعلق بالمسيرات والمظاهرات فلن نكل ولن نمل وقد أشاد بها المجاهد الفلسطيني أبو عبيدة وكل الفلسطينيين، وهي مناصرة منا لهم ومواساة لهم وموقف جهادي مهم لا ينبغي أن نتخلف عنه جمعة واحدة مهما كانت الظروف حتى تتحقق الحتميات الثلاث التي هي وعود الله ووراءها الله الذي هو على كل شيء قدير.
وفي الختام:
تؤكد وزارة الصحة والبيئة على ضرورة الاهتمام بالنظافة وغسل اليدين والفواكه وتغطية آنية المياه والاهتمام بوضع القمامة في أماكنها وإخراجها في وقتها والحرص على النظافة بشكل عام للوقاية من الكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وهي في نفس الوقت توجيه إلهي والتزام ديني؛ فديننا دين النظافة والطهارة.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، من ساروا على نهج نبيك، واقتفوا أثره ومن تبعهم بذلك إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين.
اللهم وانصر جيشنا اليمني المجاهد في كل ميادين جهادهم في القوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية وجميع المجاهدين في الجبهات وخطوط التماس، اللهم وانصر قواتنا الأمنية في حماية جبهتنا الداخلية ووفقهم لمعرفة وضبط الخلايا الإجرامية، وانصر المجاهدين في فلسطين وغزة ولبنان وإيران على اليهود الغاصبين وأمريكا المعتدين.
اللهم واغفر لنا وتب علينا وردنا إليك رداً جميلاً، واسقنا برحمتك الغيث، وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر