للشاعر / إبراهيم الديلمي
معاً داخل الهول كنا قعودْ
نهندم أقدارنا بالصمودْ
فلا موت يمضي بنا مسرعاً
إليهِ ولا ذل عنا يذودْ
وكنا مع الضحكِ المستحيلْ
مخافة أن يحتسينا الشرودْ
نشاركهُ عصر أناتهِ
ومحو انطفاءتهِ بالوعودْ
نَصُمُ فنصغي بأبصارنا
لكل الذي لم تقلهُ الرعودْ
لكل الهراءات لو تمتمتْ
أفيقوا فقد حان وقت الرقودْ
نمارس أحلامنا غيلةً
إذا جف في محجريها الوقودْ
نسمي انفجار الزُبى صفعةً
بخديكَ يا زور زور الشهودْ
فتهوي الخياناتُ مدحورةً
إلى حيث كانت تعد النقودْ
نعم نحن رائحة الزنجبيلْ
وطعم امتذاغك يا عنبرودْ
نناهز تسعين قرناً هنا
لنا وحدنا كل تلك العهودْ
نناهز مليون حصنٍ هوت
بمن حاولوا غزوها بالجنود
هنا نحن معزوفة المرتجى
وذلكم الظل خلف العمودْ
غريبٌ يكرُ على قومنا
كأني بهِ مشعلاً أو سعودْ
وكان يسمى منيفاً وقدْ
غدا في مراكش عبدالودودْ
نعم نحن حشدٌ من العاصفاتْ
تزمجر إن باركتها الردودْ
ننوء فيتضح المنتأى
عن الكرب درباً إلينا يقودْ
وراء تعزاتهِ مأربٌ
وفي جوفهِ حوفُ ترمي ثمودْ
مشيناهُ فاستنفر المرتقى
يصبُ من الضوء عزم الجهودْ
على وثبة العَدُو يا أمنياتْ
أطيلي لنا الخطو حتى نعودْ
طوالٌ إلى الشمس هاماتنا
لنا الشُهُبُ حمرٌ وبيضٌ وسودْ
لنا كل هذا المدى لا يرى
بعينيهِ إلا اتساع الصعودْ
أطيلي لنا المدَ إن النجومْ
رأتنا نكسر عنها القيودْ
رأتنا نسابقها فانحنت
لنا ثم جاءت إلينا سجود
لأنا بلغنا الذي بعدها
وأعداؤنا أصبحوا في اللحود