هذا من أهدافهم الرئيسية: الإبادة بكل الوسائل والأساليب: عبر الأوبئة، عبر القتل المباشر، والجرائم التي هي من خلال الإبادة الجماعية بالقنابل، بالقذائف، بكل وسائل القتل، وأيضاً بالتجويع والتعطيش، ومنع الرعاية الطبية للجرحى والمرضى... وكل وسائل الإبادة، والتهجير القسري أيضاً مع الإبادة هو هدفٌ من أهدافهم، فلديهم هدف تجاه هذه الأُمَّة، هو: السعي لإبادة أكبر قدر ممكن منها، وتهجير أيضاً أعداد كبيرة منها، والإخضاع والسيطرة على البقية، وقتل من يمكن أيضاً قتلهم بشكلٍ غير مباشر، العدو الإسرائيلي يقتل بقدر ما يمكنه بشكلٍ مباشر، يبيد بكل وسائل الإبادة الجماعية أكبر قدر ممكن يمكنه أن يبيده، ويسعى أيضاً عبر الآخرين، من خلال الفتن التي يهندس لها، ويصنعها، إلى تحقيق مثل هذا الهدف، والإبادة لآخرين... وهكذا.
ولـذلك فالحصيلة الإجرامية في قطاع غَزَّة، للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، حصيلة كبيرة جدًّا، عندما نتأمل المدَّة الزمنية، والنطاق الجغرافي المحدود، وقد بلغت الحصيلة على مدى ستمائة وستة وسبعين يوماً، إلى: (واحد وستين ألفاً وسبعمائة شهيد)، وما يقارب الـ (مائة وأربعة وخمسين ألف جريح)؛ ليبلغ الرقم الإجمالي مع المفقودين: أكثر من (مائتين وخمسة وعشرين ألف وسبعمائة فلسطيني)، والنطاق الجغرافي لقطاع غَزَّة هو نطاق محدود، يعني: في هذا النطاق الجغرافي المحدود، بلغ الإجرام الإسرائيلي بالقتل للناس، للنفس البشرية التي يقول الله عنها: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]، هذا مما خاطب به بني إسرائيل، الذين استبدلوه بافتراء على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ونصوص أخرى تبيح لهم الإبادة للناس؛ بينما الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" حذَّرهم، وبيَّن لهم عبر رسله وفي كتبه: أنَّ {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32]، جريمة رهيبة، مهولة، فظيعة؛ ولكنَّهم بعد ذلك مستمرُّون في إسرافهم، الإسراف هو العنوان لإجرامهم، الإسراف: تجاوز لكل الحدود في الكم والنوع والكيف في مستوى الإجرام، والعياذ بالله!
أيضاً مع القتل- كما قلنا- بالرصاص، هناك التجويع، التعطيش، منع الخدمة الطبية، والتدمير لها، والتهجير القسري من مناطق إلى أخرى في شمال القطاع، في جنوب القطاع، في مناطق متفرقة من القطاع، تهجير مستمر، في كل مرحلة يعلن العدو الإسرائيلي منطقةً يوصِّفها بأنها حمراء، يجعلها منطقة قتل، ويحدد مناطق يسمِّيها آمنة، ويستهدف تلك المناطق، ثم يستهدف النازحين في المناطق التي سمَّاها آمنة، ثم يهجِّرهم إلى مكانٍ آخر... وهكذا، لا يترك لهم فرصة الاستقرار نهائياً، كأسلوب من أساليبه وممارساته الإجرامية، التي تهدف إلى التضييق الشديد عليهم.
يقول حاخامٌ إسرائيليٌ بارزٌ: [كل طفلٍ في غَزَّة يجب أن يموت جوعاً]، حاخاماتهم هم الذين يمثِّلون المرجعية الدينية والروحية لديهم، وهم بهذا المستوى من الإجرام، يعني: عندما تنظر إلى مجتمع في قادته العسكريين والسياسيين، وفي مرجعياته وزعاماته الدينية والروحية، تجدهم جميعاً- وحتى الطبقة المثقَّفة والمعلِّمة- كلهم في حالة رهيبة جدًّا من النزعة الإجرامية، التي هي بالنسبة لهم فكرٌ، ومعتقدٌ، وثقافةٌ، ونفسيةٌ، معتقداتٌ يؤمنون بها؛ وبالتالي هم الجهة الموجِّهة للمجتمع نفسه، المربِّية لجيله الناشئ، يربُّونهم تربية على الإجرام، يثقِّفونهم به، يجعلون منه- كما قلنا- ثقافةً لهم، ورؤية، ومعتقداً، هذا المستوى من الإجرام حتى لمرجعياتهم وزعاماتهم، التي هي باسم زعامات دينية ومرجعيات روحية ودينية، مجرمون إلى أنهى مستوى، هذه الوحشيَّة والعدوانية ضد مَنْ؟ ضد الأطفال، هكذا يقول: [كل طفل في غَزَّة يجب أن يموت جوعاً]، عنده أنَّ هذا من الواجبات، يعني: يقدِّم هذا كفتوى دينية أيضاً، منطق زعاماتهم السياسية نفس المنطق، منطق نخبهم الثقافية والفكرية نفس المنطق... الكل؛ ولهذا يتباهون بجرائمهم في قطاع غَزَّة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية
الخميس: 20 صفر 1447هـ 14 اغسطس 2025م