ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله في فلسطين، من جرائم بشعة فظيعة جداً، وإبادة جماعية رهيبة، واستباحة لكل شيء: استباحة لحياة الناس هناك، بذلك المستوى الفظيع جداً من الاستباحة، ويتفنن في أنواع الجرائم فيما يفعله بهم، فيما يفعله بالمعتقلين، بالمخطوفين والأسرى الفلسطينيين، وغير ذلك، فيما يفعله ضد شعب لبنان، فيما يفعله في سوريا، ما الذي يشجعه على ذلك، مع التشجيع الغربي؟ الأمريكي.
الأمريكي دوره أساسيٌ في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما- كما نكرر كثيراً- وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، كلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، والأمريكي حتى كل هذه الاعتداءات، بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، ماذا يسمِّيها الأمريكي؟ وماذا تسمِّيها الدول الغربية؟ يسمُّون ذلك بالدفاع عن النفس، فما يقوم به الإسرائيلي ابتداءً من تدميرٍ للبلدان العربية، واحتلالٍ لها، وقتلٍ لأهلها، ومصادرةٍ لأراضيها، واستهدافٍ لقدراتها، ونهبٍ لممتلكاتها، يُسَمَّى ذلك العدوان الإجرامي الوحشي دائماً، والاستباحة الظالمة العدوانية، تُسمَّى بهذا العنوان: [الدفاع عن النفس].
من أي شيءٍ دافع الإسرائيلي عن نفسه في سوريا، باستيلائه على جبل الشيخ، باستيلائه على تلك المناطق والبلدات، بتوغله بتدميره لكل القدرات السورية؟! والذين هناك أعلنوا أنهم ليسوا بصدد حتى التفكير في أي حربٍ معه، أو مواجهةٍ معه، ومن الواضح أنهم لا يريدون ذلك، ولا يسعون لذلك، وأنهم جادُّون في كلامهم، فما الذي يدفعه إلى فعل ذلك؟! أيُّ دفاعٍ عن النفس؟!
هكذا هو المنطق الأمريكي والغربي تجاه أمتنا، فالاعتداء على أمتنا، والاحتلال لبلدانها، وقتل شعوبها، ونهب ثرواتها ومقدراتها، والإذلال لها، والامتهان للكرامات، إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي، يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ أمَّا شعوبنا عندما تتحرك للدفاع الفعلي، الحق، المشروع، عن نفسها وهي تظلم، وهي تستباح، ومعتدى عليها من أعدائها بغير حق، يسمَّى دفاعها عن نفسها بالإرهاب، ويُوَصَّف بأسوأ التوصيفات، ويدان! وهذه مسألة واضحة تماماً، أمام أعين الناس جميعاً.
فالغرب هو يؤدي دوره، والأمريكي يشارك في كل ما يحصل، مع أن العدوان الإسرائيلي واضح، ومكشوف، ومفضوح، وعندما يرفع عنوان [الدفاع عن النفس]، فهو يكذب بكل وقاحة، وهو يعرف أنه يعتدي، وليس في مورد الدفاع من معتدٍ عليه، هو في موقف الاعتداء منذ البداية، منذ احتلال فلسطين.
لكن إلى جانب ذلك هناك التخاذل، التخاذل الكبير من المسلمين في المنطقة العربية وغيرها، والتواطؤ من بعض الأنظمة وبعض الجماعات والكيانات مع العدو الإسرائيلي، هذا من أكبر الأسباب التي شجَّعت العدو، وأعطته هذه الجرأة، لأن يتَّجه إلى بلدٍ هنا وبلدٍ هناك، إضافةً إلى ما يفعله في فلسطين، ويتجاوز به كل الحدود، وكل الخطوط الحمر، وكل الاعتبارات.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ 19 ديسمبر 2024م