أمريكا في كل إجرام العدو الصهيوني كانت شريكاً، وكانت ممولاً: أمريكا تقتل، وتصنع، وتموِّل المآسي في الشعب الفلسطيني لأكثر من نصف قرن من الزمان وإلى اليوم، تضخ كمياتٍ كبيرة من الأسلحة إلى العدو الإسرائيلي، منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين، منذ فترة ما بعد الوَهَنّ والترهُّل والتراجع البريطاني والغربي، الذي كان يشارك العدو الإسرائيلي عملياً، بقواته وجيوشه، في اعتداءاته على الدول العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي، بعد ذلك تولَّت أمريكا رعاية الكيان الإجرامي.
خلال عامٍ من العدوان على غزة، شيَّد شيطان الحروب الأمريكي جسراً جوياً وبحرياً، لإمداد الصهاينة بأفتك وسائل القتل والإبادة، حيث نقلت مئات طائرات الشحن الجوي العملاقة، بالإضافة إلى أكثر من مائة سفينة، عشرات آلاف الأطنان من تلك الوسائل الإجرامية.
كان الأمريكي مسارعاً في العدوان وبشكلٍ فوري، وقدَّم أسلحة بمليارات الدولارات، لدعم كيان العدو الإسرائيلي، من اليوم الثاني (الثامن أكتوبر) قدَّم على الفور اثنين مليار دولار، في الثلاثة الأشهر الأولى من العدوان فقط أكثر من مائة صفقة سلاح، وسيَّرت أمريكا خلال تلك الأشهر الثلاثة أكثر من (مائتين وأربعين طائرة شحن جوي)، وأكثر من (عشرين سفينة) مليئة بالأسلحة، إلى كيان العدو.
الصفقات مستمرة شهرياً، وعلى مدار العام لم تتوقف، وآخرها الشهر الماضي: صفقة بمليارات الدولارات، ولا تكاد تُسَلَّم صفقة سلاح إلَّا والتالية جاهزة، هذا من غير الصفقات والهبات الضخمة، من الطائرات المقاتلة، والمروحيات، والطائرات المسيَّرة، إضافةً إلى الإدارة والاستخبارات، وإرسال الأساطيل لتهديد دول المنطقة، والدخول في حرب حقيقية مع اليمن، والاعتداءات المتكررة على العراق، كل ذلك اسناداً للعدو الإسرائيلي، ومشاركةً له في عدوانه وإجرامه.
وباعتراف تقارير أمريكية: [تُنفق إسرائيل أغلب أموال الضرائب الأميركية لشراء الأسلحة والمعدات، التي تصنعها شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية]، يعني: يعترفون بأنها تشتري سلاح أمريكي، لكن بالمال الأمريكي نفسه، ولا تخسر فلساً، غير الهِبَات والمُنَح والصفقات السرِّيَّة، فهي كثيرةٌ أيضاً، وأنه رغم أن إسرائيل لديها صناعة أسلحة خاصة بها، إلَّا أنها تعتمد بشكلٍ كبير على الطائرات والقنابل والأسلحة الأخرى الأمريكية في عدوانها على غزة. منذ أكتوبر 2023 شحنت الولايات المتحدة عشرات آلاف الأطنان من الأسلحة، التي يقول الجيش الإسرائيلي: [أنها كانت حاسمة لدعم القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي، في عدوانه على قطاع غزة].
على الجانب السياسي، تحرَّكت أمريكا واستكلبت وأوقفت ومنعت خمسة قرارات لمجلس الأمن، لفرض هدنة، أو إيقاف لإطلاق النار، فكانت تعترض وتستخدم الفيتو لمنع ذلك.
تحرَّك قادتها إلى الكيان الصهيوني، للتضامن والدعم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي المجرم [بايدن]، وأبرز مسؤولي الإدارة الشيطانية في (واشنطن) زار الكيان حوالي عشر مرات.
قمعت السلطات الأمريكية البلطجية التظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية بوحشية، وتصرفت بكل همجية بحق الطلاب السلميين، لمجرد أنهم رفضوا جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
سعت لتخدير القوة العربية والإسلامية بالأمل الكاذب والموهوم، من خلال مساعيها المخادعة، تحت عنوان (وقف إطلاق النار)، ولكن دون جدوى؛ إنما كانت عملية تخدير، تُغطِّي على المستوى السياسي للعدو الإسرائيلي جرائمه ليستمر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبــة تمــام عــام منــذ عمليــة طوفــان الأقصـى
الأحد 3 ربيع الثاني 1446هـ 6 أكتوبر 2024م