متابعات ../
منذ إعلان الاستقلال في عام 1776، كانت الولايات المتحدة عازمة على توسيع أراضيها ونفوذها ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم تدخر الولايات المتحدة أي جهد للسعي وراء الهيمنة العالمية والاحتفاظ بها حيث سخَّرت تفوقها المطلق في القطاعات العسكرية والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ، للتدخل كثيرا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتنمرت على الدول الأخرى ونهبتها وسيطرت عليها تحت شعار “الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان”.
نجحت أمريكا في بعض البلدان وتفردت بالهيمنة على العالم طوال السنوات الماضية، و بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بالتحديد، لكن لم يدم طويلا زمن العلو الأمريكي، خاصة بعد نهوض الشعب اليمني وارتباطهم بالمشروع القرآني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أذل الأمريكان وكسر شوكتهم وحطم القوة الهائلة التي ارتسمت حولهم لعقود من الزمن.
بعون الله تعالى حقق اليمن نجاحات باهرة في مختلف المجالات، وأهمها العسكرية والاقتصادية والأمنية، فبالتوازي مع الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية وتمكنها من استهداف سفن وبوارج التحالف الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، فقد حققت نجاحا أمنيا منقطع النظير، ولأول مرة يرمى ضباط وقادة المخابرات الأمريكية وضباط الموساد الصهيوني في السجون ويفضح أمرهم ومؤامراتهم على الملأ وتعرض شهاداتهم على شاشات التلفزة ليشاهدها الجميع.
شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية
في الـ10 من يونيو الجاري كشفت الأجهزة الأمنية شبكة تجسس تابعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية علت في اليمن منذ عقود ولمرات متعددة، زار عناصر الشبكة الولايات المتحدة الأمريكية، وحضروا ورش تدريبية، وأجروا لقاءات مع ضباط ومسؤولين أمريكيين، واستخدمت الشبكة أجهزة وتقنيات وبرامج تجسسية خاصة في أعمالها، تم تزويدهم بها من قبل المخابرات الأمريكية بما يضمن سرية وخصوصية تواصلهم ونقلهم للمعلومات مع الضباط والجهات المشغلة لهم.
وعملت شبكة الجواسيس على اختراق مؤسسات الدولة وتدميرها وتوجيه سياستها بما يخدم العدو الأمريكي والإسرائيلي ومشاريعهما ونفذت الشبكة أعمالا تجسسية وتخريبية استهدفت اليمن أرضاً وإنساناً لصالح الأعداء.
أما فترة ما بعد مغادرة السفارة الأمريكية للعاصمة صنعاء في 2015م بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م، فقد استمر عمل شبكة الجواسيس في عدة مجالات وبعناوين متعددة، حيث تكشف الاعترافات والوثائق المضبوطة لعناصر الشبكة خطورتهم والاعتماد الكبير عليهم في تنفيذ مخططات العدو الشيطانية على مدى عقود مضت، فيما تؤكد الأجهزة الأمنية أن ما تم عرضه من اعترافات وأعمال الشبكة ليس إلا جزء بسيط وفي إطار المرحلة الأولى، وسيعقب هذا الإعلان مراحل قادمة، تبين حجم العمل التجسسي والتخريبي للخلية ومدى تنفيذها لمخططات الـ CIA والموساد الإسرائيلي.
بطاقة تعريف الشبكة
وفي بيان الأجهزة الأمنية فإن شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لصالح العدو، مضيفة أن الخلية مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ CIA.
وكشفت الأجهزة الأمنية أن شبكة التجسس زودت أجهزة المخابرات المعادية بمعلومات هامة عن مختلف الجوانب في القطاع الرسمي وغيره، وتمكنت الخلية لعقود من الزمن من التأثير على صانعي القرار واختراق سلطات الدولة وتمرير القرارات والقوانين، كما استقطبت الكثير من الشخصيات ونسقت لهم زيارات إلى الولايات المتحدة للتأثير عليهم وتجنيدهم.
وفي الجانب الاقتصادي فأكدت الأجهزة الأمنية أن الشبكة جندت اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية وربطتهم بالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية، كما مارست الشبكة أدوارا تخريبية وتدميرية للجانب الزراعي، إضافة إلى ذلك فقد ركّزت الشبكة على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور وجندت عدداً من الجواسيس بوزارة الزراعة، كما عملت على تنفيذ مخططات أمريكية من خلال إنتاج وإكثار الآفات الزراعية والسعي لضرب الإنتاج المحلي.
وفي المجال الصحي فقد عملت الشبكة على تنفيذ مشاريع وبرامج تستهدف المجال الصحي سهم في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات اليمنية.
وأوضحت الأجهزة الأمنية أن شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية نفذت مخططات تدميرية للعملية التعليمية ودورها الهادف، وفصلت التعليم عن البناء والتنمية، كما شاركت في تنفيذ مخططات تستهدف الهوية الإيمانية للشعب اليمني وقيمه وعاداته الأصيلة و سعت لنشر الرذيلة والتفسخ وإدارة بؤر للإفساد الأخلاقي.
وأضافت أن شبكة التجسس نفذت عمليات تقنية تجسسية مباشرة لصالح مخابرات العدو للحصول على معلومات سرية سيادية و قامت بالتنصت على خصوصيات المجتمع اليمني وتسخيرها في صالح مخططاتها العدائية.
أنشطة الشبكة العسكرية
وأكدت الأجهزة الأمنية أن شبكة التجسس زودت الـ CIA والموساد الإسرائيلي منذ عقود بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية والسرية والخطورة.
وأشارت إلى أنه و بعد انتصار ثورة الـ 21 من سبتمبر ومغادرة السفارة الأمريكية لصنعاء استمرت الشبكة في تنفيذ أدوار تخريبية، حيث جمعت الشبكة لأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معلومات محدودة التداول عن الموازنة العامة للدولة و الخطط والسياسات المعتمدة لحكومة الإنقاذ، كما سعت لكشف مصادر التمويل للجبهات العسكرية لأجهزة مخابرات معادية.
وقال بيان الأجهزة الأمنية: شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية أدارت أنشطة استخباراتية تستهدف القدرات العسكرية والتصنيعية للقوات المسلحة اليمنية وعملت على رصد التحركات العسكرية والقدرات الاستراتيجية ورفع الإحداثيات وعمل كل ما من شأنه تحقيق أهداف العدو.
اعترافات شبكة التجسس
ومن خلال اعترافات شبكة التجسس يتضح مدى الدور الأمريكي الإسرائيلي لتخريب الدول والسيطرة عليها، وفيما يلي نسرد المعلومات الواردة في اعترافات خلية التجسس.
- الجاسوس عامر عبدالمجيد الأغبري – تخريب القطاع الزراعي
وتم تجنيده للعمل للمخابرات الأمريكية عام 1987م، و عمل الجاسوس على استهداف مجالات التعليم والزراعة وتعزيز سلطة ووصاية الأمريكان على مؤتمر الحوار الوطني، وعمل على مشروع إتلاف التربة والترويج للمنتجات الأمريكية، وكسر الحواجز وتقليص الإنتاج الزراعي، ونشر المبيدات ذات السمية العالية، ونقل الأمراض الحيوانية.
وفي التقييم الأمريكي للجاسوس عامر الأغبري كما أظهرت الوثائق فإن عامر غالباً ما يتم تسليمه مهام قصيرة من قبل وزارة الزراعة الأمريكية والتي يسعى إلى إكمالها، كما يقول التقييم الأمريكي أن عامر يكن له الاحترام كل المدراء الأمريكيين في السفارة وهو عضو نشط في مجتمع السفارة.
واعترف الجاسوس عامر الأغبري بأنه بدأ الارتباط بالأمريكيين في العام 1987 من خلال العمل في مشروع تحسين البستنة التابع للوكالة الأمريكية وبعد العمل في مشروع البستنة جرى استقطابه للعمل لصالح المخابرات الأمريكية من قبل نائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية كما تم تكليفه بنقل معظم الآفات الزراعية والمبيدات ذات السمية العالية إلى مختلف المحافظات.
وأضاف الجاسوس الأغبري أنه في العام 1993 تم تكليفه بزرع أجهزة تنصت في منزل حيدر العطاس، كما كلفته الوكالة الأمريكية في العام 1993 بجمع معلومات عن الأسلحة في الشمال والجنوب في عدد من المعسكرات وفي قاعدة العند.
وقال الجاسوس الأغبري: بعد أن انتقلت إلى مشروع تحسين الغابات المنفذ من قبل منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” عملت على نشر الآفات الزراعية وبعد انتقالي للمشروع الوطني لاستغلال الموارد البيئية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، عملت على نقل الأمراض الحيوانية.
واعترف الجاسوس الأغبري بحصوله في العام 2010 على وظيفة أخصائي تسويق زراعي في السفارة الأمريكية وعمل على استهداف التسويق الزراعي والإنتاج الزراعي، والترويج للمنتجات الأمريكية، مضيفا انه واصل أنشطة استهداف القطاع الزراعي في العامين 2020 و2021 وزود الأمريكيين بمعلومات عن توجهات الدولة في هذا المجال.
- استهداف التعليم
وأكد الجاسوس الأغبري أنه عمل لصالح الأمريكيين من خلال مشروع تحسين التعليم الأساسي التابع للوكالة الأمريكية بين العام 2004 و2007 وشارك في تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بإضعاف التعليم من محتواه تحت عنوان “تطوير التعليم”، فتطوير التعليم وفق الاستراتيجية الأمريكية اشترط تغيير المناهج بشكل عام وإضعاف التدريب والإشراف التربوي وإيجاد بيئة طاردة للطالب، موضحا أنه تم استنساخ كتب القراءة للصفوف الأولى من نموذج إسرائيلي تم تطبيقه في الأردن بتواطؤ من الكوادر التربوية المختصة في قطاع المناهج.
- الجاسوس محمد صلاح أحمد الخراشي (مدير التحقيقات)
تم تجنيده للعمل لمكتب التحقيقات الفيدرالية الـFBI في العام 2011م وعمل الجاسوس على تزويد الـ FBI بقاعدة بيانات وخرائط خاصة بالمعسكرات ومخازن الأسلحة والمراكز الأمنية والمشافي والخطوط والطرقات، وقام بإدارة خلايا مخبرين في مؤسسات الدولة المدنية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وتسليمها للـFBI.
واعترف الجاسوس محمد الخراشي بأنه بدأ الارتباط بالأمريكيين من خلال تدريسه اللغة الإنجليزية لكتيبة قوات مكافحة الإرهاب في الأمن المركزي تحت إشراف الملحقية العسكرية الأمريكية في السفارة وبعد ذلك وفي العام 2010 عمل كمترجم فوري لغرفة 22 مايو في عدن لفريق العمليات التابع للملحقية العسكرية الأمريكية، أما في العام 2011 فتم قبوله كمحقق في مكتب التحقيقات التابع للسفارة الأمريكية لضابط الأمن الإقليمي ثم تم ترقيته كمدير مكتب التحقيقات.
وأوضح الجاسوس الخراشي بقيامه في العام 2017 بإرسال قاعدة بيانات إلى ضابط الأمن الإقليمي الأمريكي تشمل الكثير من المعلومات المهمة وقاعدة البيانات التي زود الأمريكيين بها ضمت مهابط الطائرات والمعسكرات وأماكن وأرقام البيوت التابعة للسفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء، كما تضمنت إحداثيات بالمستشفيات ومحطات الوقود ومعظم أسماء الشوارع وخطوط السير والطرق المؤدية إلى ريمة حميد من السفارة.
وفي العام 2020م، قام الجاسوس الخراشي بربط مهندس شبكات وسرفيرات مع ضابط في مكتبات التحقيقات الفيدرالي لتزويده بالمعلومات مقابل مبالغ مالية.
- خام متفان لأمريكا
وحسبما ذكرته وثائق تقييم الجاسوس محمد الخراشي الصادرة عن السفارة الأمريكية فإن هذا الجاسوس أساسا لاستمرار العمل لمصالح الحكومة الأمريكية في صنعاء، كما تضمنت الوثائق شهادات الشرف العليا لمحمد الخراشي لخدمة مصالح الحكومة الأمريكية بتفانٍ ومخاطرة شخصية عالية، وتضمنت الوثائق أن التقارير الدقيقة التي تأتي في وقتها عن مثل هذه الأمور يتم مشاركتها مع أعلى المستويات في الخارجية الأمريكية، وكذلك الوكالات الحكومية الأخرى ذات العلاقة وهذا يساعد متخذي القرار في أمريكا على اتخاذ وبناء القرارات والسياسيات.
وأكدت وثائق تقييم الجاسوس محمد الخراشي الصادرة عن السفارة الأمريكية أن هذا العميل يستمر في العمل في بيئة صعبة جدا وفي وضع أمني خطير جدا، وأن جهود محمد تضمن أن مجمع السفارة والبرامج والمصالح الخاصة بالحكومة الأمريكية محمية، وذلك حتى تتمكن الحكومة الأمريكية من استئناف عملياتها في صنعاء مرة أخرى.
وجاء في وثائق تقييم الجاسوس محمد الخراشي الصادرة عن السفارة الأمريكية: “أنا أعتمد على محمد للقيام بالمساعدة في كل ما أحتاجه، وهو محقق دقيق، ولديه علاقات مستمرة ومستشار ذو قيمة مهمة جدا عن الشؤون الأمنية لمكتب الأمن التابع للسفارة الأمريكية”، وأضفت: “يقوم بتحليل المصادر الجديدة والتقارير عن الجريمة في اليمن، ويساعد قسم الأمن في تحليل المخاطر التي تواجه السفارة والموظفين”.
- الجاسوس عبدالقادر علي السقاف
تم تجنيده للعمل للمخابرات الأمريكية عام 1994م، و عمل الجاسوس على جمع المعلومات والبيانات المختلفة عن الوضع السياسي والقضائي للبلد، ورفد المخابرات الأمريكية بالمعلومات الحساسة عن العمليات الأمنية والعسكرية.
واعترف الجاسوس عبد القادر السقاف بأنه التحق بالسفارة الأمريكية منذ العام 1994 وبدأ نشاطه في ملحقية الثقافية ولاحقا انتقل للقسم السياسي وكُلف بتقديم معلومات وتقارير حول العمل السياسي وعن البرلمان وأعماله ومعلومات أخرى تغطي مختلف المجالات، كما طُلب منه في السفارة الأمريكية تكوين شبكة مصادر في كل المجالات وعن الشخصيات في الإعلام والثقافة وفي المجتمع المدني.
وأوضح الجاسوس السقاف أن كل المعلومات والتقارير التي كان يجمعها ترفع من السفارة إلى الخارجية الأمريكية ومنها يبدأ التحرك في تنفيذ البرامج والمخططات التي تستهدف وتضعف البلد.
عين أمريكا وأذنها
وقد قيمته السفارة الأمريكية بأنه عين أمريكا وأذنها في اليمن ، موضحة أن المختص السياسي عبدالقادر قدم مساعدة قيمة في تجهيز USOFA وعملياتها، كما أكدت الوثائق أنه كان المختص الإعلامي لمكتب الشؤون الإعلامية، وانتقل للقسم السياسي، وتم تعيينه من تلفزيون اليمن وكان لديه علاقات رائعة مع الصحافة المطبوعة والالكترونية، وهو كذلك من أفضل الموظفين المحليين، كما جاء في وثائق السفارة الأمريكية.
وحسبما جاء في وثائق تقييم الجاسوس عبدالقادر السقاف الصادرة عن السفارة الأمريكية فإن علاق أمريكا العميقة التي طورها خلال سنوات عادت بفائدة للمصالح الأمريكية في اليمن، و يعتبر عبدالقادر مرجعية في المعلومات عن النظام القضائي اليمني، وإذا لم يعرف المعلومة فهو يعرف أين يجدها وعادة خلال دقائق.
وكشفت الوثائق أن الجاسوس عبدالقادر السقاف كان عمود القسم السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكية بصنعاء، وقد جاء في الوثائق ما نصه: “لا يمكنني وصف أهمية عبدالقادر للسفارة وتطوير السياسة الأمريكية الخارجية في اليمن، وعندما يكون الأمريكيون غير قادرين على حضور اللقاءات لأي سبب أمني فإن عبدالقادر تخطى التوقعات وخرج للقاءات وخدم كأعين وآذان للسفارة على الأرض، وهو يمثل الخدمة الاستثنائية والإخلاص للبعثة، وأنا أتشرف بأنني تتلمذت على يديه كأحد ألمع العقول اليمنية”.
ونصت وثائق تقييم الجاسوس عبدالقادر السقاف الصادرة عن السفارة الأمريكية: “ندين لعبدالقادر كحكومة أمريكية بالامتنان، لأكثر من 20 سنة وزيادة خدمنا عبدالقادر في السفارة الأمريكية وتحليلاته الجديرة ساهمت في صنع القرار في صنعاء وواشنطن”.
الجاسوس جميل عبده محمد إسماعيل الفقيه( استهداف الاقتصاد)
تم تجنيده للعمل للمخابرات الأمريكية عام 2009م و عمل الجاسوس على جمع معلومات هامة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وقام بتزويد الضباط الأمريكيين بكل ما يتعلق بذلك، وساعد في السيطرة الأمريكية على شفرة نظام السويفت المشغل للبنك المركزي، وقام بنقل معلومات أسهمت في تحديد سياسة الحصار الأمريكي تجاه اليمن.
واعترف الجاسوس جميل الفقيه بأنه تم تجنيده من قبل الضابط “براين مقراث” المسؤول في القسم الاقتصادي وطبيعة العمل كان هو تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام، مضيفة أنه جمع معلومات عن البنك المركزي ونشاطه والبنوك التجارية المختلفة والبنوك الحكومية ووزارة المالية والجمارك والضرائب منذ تجنيده في السفارة الأمريكية، كما عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة والغرفة التجارية وعدد من المؤسسات الأخرى.
وكلف الجاسوس الفقيه من قبل القسم السياسي والاقتصادي بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة لتزويد القسم الاقتصادي في السفارة بالمعلومات، حسب اعترافاته، مضيفا أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي تتعلق بطبيعة عمل البنك المركزي ونشاطه والاحتياطي النقدي وكلها معلومات حساسة وهامة.
الجاسوس الفقيه أكد أنه تم تكليفه من السفارة الأمريكية بعد إغلاقها بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية، موضحا أن الجانب الأمريكي هدف من جمع المعلومات المختلفة هو استهداف الاقتصاد بشكل أكبر والتركيز على القطاعات الحيوية.
وأضاف الجاسوس الفقيه أنه تم تكليف من العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة، لافتا إلى أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية وتم تكليفه بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة الجديدة وكان الهدف هو العمل على إضعاف العملة.
أما وثائق تقييم الجاسوس جميل الفقيه الصادرة عن السفارة الأمريكية فقد ورد فيها: “من الإنصاف القول إنه بدون مساعدته (جميل) كانت ستكون الحكومة الأمريكية تقريبا عمياء حول الأحداث المتعلقة بتطورات الاقتصاد اليمني، المعلومات المقدمة من جميل كانت إحدى نوافذنا للاقتصاد اليمني، لقد وفرت إسهاماته (جميل) معلومات للسياسيين في الولايات المتحدة حول التعيينات المتعلقة بـ (الحصار الناتج)”.
الجاسوس بسام أحمد حمد المردحي( تجنيد العملاء)
تم تجنيده للعمل في مكتب التحقيقات الفيدرالية الـFBI عام 2012م، و عمل الجاسوس على تجنيد عدد من العناصر في المؤسسة الأمنية والسلطة القضائية، وأدار خلايا من المخبرين نفذت أنشطة تجسسية، وقام بإعداد تقارير وتحليلات عن الجرائم والمخاطر وأجواء الأمن في اليمن.
واعترف الجاسوس بسام المردحي أنه التحق بالسفارة الأمريكية منتصف 2012 كموظف إدارة موارد بشرية وحينها التحق بورشة عمل في ألمانيا وتم تجنيده للمخابرات الأمريكية عبر إيقاعه جنسيا في ألمانيا، حيث طُلب منه تنفيذ العديد من الأنشطة، مضيفا أنه انتقل في العام 2014 لوظيفة في مكتب التحقيقات الفيدرالي بالسفارة أو مكتب المحققين المحليين وقام بتجنيد عدد من العناصر في وزارة الداخلية وفي جهاز الأمن القومي سابقا والبحث الجنائي وفي السلك القضائي وفي النيابة والأحوال المدنية وغيرها وكُلف بجمع معلومات عن عدد من الشركات التجارية وتجنيد عدد من الأفراد في الأجهزة الأمنية، كما أكد الجاسوس المردحي أن من أنشطته تقديم التحليلات الأمنية عن اليمن والخطط الأمنية.
وقال الجاسوس المردحي: “تقييم الأداء الخاص بي أكد أن التقارير الخاصة بي تقوم بمساعدة متخذي القرار الأمريكيين على وضع السياسات والاستراتيجيات تجاه اليمن ويتم مشاركة تقاريري مع مجتمع الاستخبارات والوكالات المعنية في أمريكا و في 2018 تم تكليفي بعمل دراسة للأحياء المحيطة بالسفارة ودراسة الوضع المعيشي للسكان في محيط السفارة”.
وأضاف الجاسوس المردحي أنه قام بجمع المعلومات المطلوبة بساتر وزارة التخطيط عن الأصناف الراكدة والأصناف الماشية وأسباب ذلك، كما قام بجمع معلومات عن عدد قطاع السلاح المنتشرة في العاصمة صنعاء بأيدي السكان.
وفي وثائق تقييم الجاسوس بسام المردحي الصادرة عن السفارة الأمريكية فذكرت أن التقارير الخاصة بالعميل تقوم بمساعدة الأمريكيين ومتخذي القرار على وضع السياسات والاستراتيجيات كما أن التقارير الخاصة بالعميل يتم مشاركتها مع مجتمع الاستخبارات والوكالات المعنية، مضيفة أن بسام محقق شامل ومستشار قيم بشأن جميع المسائل الأمنية في منطقة الأمن الإقليمي اليمني.