مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عليٌ -عليه السلام- الذي آثر على نفسه وهو في أمسّ الحاجة إلى الطعام بعد إتمام صيامه ولا يوجد في البيت غير ذلك الطعام الجاهز للعشاء {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} [البقرة الآية: 8-9] هذا الرجل العظيم الرباني قرين القرآن تلميذ محمد من هو بمنزلة هارون من موسى أراد الله له أن يكون هو ولي لهذه الأمة المسلمة بعد نبيها، وفعلاً عندما آل إليه أمر الخلافة بعد فترة زمنية معروفة ثبت أنه -عليه السلام- بمستوى المسئولية، كان في مستوى المسئولية يتعامل من موقعه في الخلافة يشعر بالمسئولية لا طامعاً ولا يعتبرها مغنماً لا يعتبر السلطة ولا ولاية الامر مغنماً ومكسباً للتسلط وجمع الثروة. كلا، يعتبرها مسئوليةً لإحقاق الحق لإقامة العدل لبناء الأمة لهداية الأمة لتزكية أنفسها لبنائها بناءً عظيماً، قال عبد الله بن العباس: دخلت على أمير المؤمنين -عليه السلام- بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي: ما قيمة هذا النعل؟ فقلت : لا قيمة لها، فقال -عليه السلام-: والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً، لا قيمة للسلطة إلا إذا  كانت وسيلة لخدمة الأمة، إذا كانت للرحمة بالناس، إذا كانت لهداية الناس، بعيداً كل البعد عن الظلم، متورعاً يخشى الله يخشى الله في عباده ورحيماً بالناس وهو القائل : (وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا) وهو القائل : (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت) (ما فعلت) عدل حقيقي، الأمة التي ترزح تحت الظلم، الأمة الإسلامية التي تعاني من ظلم ما حلّ بمثلها على أمة من الأمم، ما حل بمثل ذلك الظلم الذي تعاني منه؛ لأنها ابتعدت عن ذوي العدل عن ذوي الرحمة حتى صار وضعها على ما هو عليه، وعندما كان يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين لم يقاتل لتثبيت سلطان ولا طمعاً في جاه ولا طمعاً في مال وهو القائل: (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسةً في سلطان، ولا التماس شيءٍ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك).

 

وحينما كان ينادي في الأمة يدعوها لنصره لتثبيت العدل لإقامة الحق للتأسيس لمستقبلٍ قائمٍ على العدل والحق الخير لهذه الامة فيتخاذل عنه الكثير من الناس ولا يستجيبون صمٌ بكمٌ عميٌ، كان -عليه السلام- يدعو الله فيقول: (اللهم أيما عبدٍ من عبادك سمع مقالتنا العادلة غير الجائرة، والمصلحة في الدين والدنيا غير المفسدة، فأبى بعد سماعه لها إلا النكوص عن نصرتك، والإبطاء عن إعزاز دينك، فإنا نستشهدك عليه بأكبر الشاهدين شهادة، ونستشهد عليه جميع من أسكنته أرضك وسماواتك، ثم أنت بعد المغني عن نصره، والآخذ له بذنبه) وهكذا كان -عليه السلام- في مستوى المسئولية واعياً بها لا طامعاً بحكم ولا معتبراً لها مغنماً، من هنا نفهم أهمية ولاية الأمر في الإسلام، وأنها يجب أن تكون امتداداً لولاية الله، خاضعةً للمعايير والمؤهلات التي حددها الله، هذه أمة مسلمة نحن مسلمون من يلي أمرنا يجب أن تكون عنده رحمة وحكمة، يجب أن يكون عارفاً كيف يربي الأمة ؟ كيف يبني الأمة؟ كيف يطور حياتها؟ كيف ينمي اقتصادها؟ كيف يزكي أنفسها؟ كيف يواجه اعداءها وعلى أساس دينها وعلى أساس منهج ربها، لأن لولاية الأمر صلة وثيقة بإقامة الدين، ولهذا قال الله لنبيه محمد {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة من الآية: 67].

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1433هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر