الأَمريكي أَيْضاً يستفيدُ كما أسلفنا من واقع الأُمَّــة، وهناك الكثير من المشاكل القائمة في واقع الأُمَّــة نتيجة لإرث الماضي ونتيجة للواقع غير السليم الذي هو سائد على الأُمَّــة.
هذا الواقع في المنطقة في العالم الإسْـلَامي في معظم البلدان الواقع السيء واقع الاستبداد، ليس هناك مشروع تلتف حوله الأُمَّــة يبنيها ويحميها، هذا الواقع مليء بالمشاكل، الكثير المشاكل السياسية المشاكل الاقتصادية المشاكل الثقافية والفكرية، مشاكل في كُلّ الاتجاهات وفي كُلّ المجالات.
الأَمريكي قديرٌ والإسْرَائيْلي قديرٌ في مجال استغلال أيَّةِ مشكلة وتوظيفها التوظيفَ الذي يخدم أَهْـدَافه ومشاريعه ومؤامراته، والأمة مليئة بالمشاكل فكان أمامه فرصٌ كثيرة ثم الأَسَالِيْب والوسائل التي يعتمد عليها الأَمريكي ويستفيد منها أَيْضاً الإسْرَائيْلي، الأَمريكي يتَـحَـرّك بطريقة مدروسة هو يخشى يقظة الأُمَّــة هو يخشى أن يتَـحَـرّك بطريقة يستفز فيها الأُمَّــة فيكون تَـحَـرّكه عامل استنهاض لهذه الأُمَّــة واستفزاز لهذه الأُمَّــة، هو يحسب هذا الحساب ولا يخشى شيئاً مثلما يخشى أن تستفيق هذه الأُمَّــة وأن تعيَ وأن تتَـحَـرّك كما ينبغي؛ فلذلك هو تَـحَـرّك وهو يأخذ بعين الاعتبار كُلّ هذه الامور فاعتمد أولاً اختلاق الذرائع وصناعة المبررات، يخلق ذريعة معينة يجعل منها العنوان الذي يزحف به على المنطقة الذي يتغلغل من خلاله إلى داخل كُلّ بلد من بلدان هذه المنطقة عَسكرياً وأمنياً الذي يجعل منه العنوان الذي يسوّغ له ويبرر له أن يضرب ويوجه ضرباته في أي بلد في أية منطقة وأن يتَـحَـرّك على المستويات سياسياً وعَسكرياً وأمنياً وحتى اقتصادياً وإعْـلَامياً، فأتى من ضمن هذه العناوين عنوان الإرْهَـاب، وعنوان مكافحة الإرْهَـاب والقاعدة، ثم الكثير مما نتج عن هذا العنوان ولّدت القاعدة كثير من بناتها.
هذا العنوان من الذي اختلقه؟!، من الذي صنعه؟!، من الذي يستثمر فيه؟!، من الذي يوظفه؟!، من هو أَكْبَر مستفيد منه؟!، بشكل تلقائي من دون تكلّف الأَمريكي بالتأكيد، هذا العنوان يستغله ويستفيد منه للوصول إلَـى أيَّة بقعة في العالم الإسْـلَامي في المنطقة العربية، يدخل إلَـى البلدان، يفرض له قواعد عسكرية، ينفذ عمليات عسكرية جوية بالطائرات بكل أشكالها أَوْ برية، ينفذ عمليات تحت عنوان عمليات أمنية يتغلغل في الموضوع الاقتصادي يتَـحَـرّك في خطوات كثيرة لضرب الشعوب يتَـحَـرّك حتى على مستوى التحكم في الإعْـلَام والتحكم بالمناهج المدرسية الصناعة لثقافة للفكر للرأي العام يشتغل في كُلّ الاتجاهات، وأمامه هذا العنوان يجعل منه غطاءً يموّه به تَـحَـرُّكَه أَوْ أَهْـدَافه الحقيقة في إطَار هذا التَّـحَـرُّك والبيئة، البيئة القامة في الواقع العربي والعالم الإسْـلَامي في معظمها لدى فئة واسعة لدى شريحة واسعة من أَبْنَـاء العالم الإسْـلَامي من أَبْنَـاء المنطقة بيئة قابلة.. قابلة لأَن تخدع؛ لأَن تتقبل هذه العناوين؛ لأَن تتفاعل معها لمصلحة الأَمريكي نفسه بما يخدم الأَمريكي نفسه؛ ولذلك لاحظوا هو يحرص دَائماً الأَمريكي يحرص دَائماً على أن تبقى هذه الحالة حالة متفاقمة ولا تنحصر حالة متفاقمة.
وإذا جئنا بكل بساطة إلَـى استقراء هذه المرحلة الماضية منذ إعْـلَانه لحملته لمحاربة ما يسمى بالإرْهَـاب ومكافحة ما يسمى بالقاعدة، وَإلَى اليوم ترى أن المَسْــألَـة غريبة، الأَمريكي يأتي إلى المنطقة، يحشد كُلّ قواه، يتَـحَـرّك بكل إمْكَـاناته بكل ثقله ويحرك معه الآخرون من كُلّ من يدور في فلكه ويشتغل على أعلى مستوى بشكل كبير ضمن مشاريع شاملة يخترق فيها واقع الأُمَّــة في كُلّ واقع الأُمَّــة يخترق فيها واقعها السياسي واقعها الاقتصادي واقعها الأمني واقعها العسكري، يخترق فيه سيادتها وينتهك فيه سيادتها، ويفقدها استقلالها، وهذا التَّـحَـرُّك الكبير الهائل الذي هو شامل على المستويات وفي كُلّ المجالات ووصل إلَـى عمق هذه الأُمَّــة إلى كُلّ منطقة فيها وَإلَى كُلّ بلد مؤثراً متحكماً صَنَّاعاً الكثير من الأحداث، مع كُلّ ذلك لم تزدَدْ هذه المَسْألَة أو مشكلة إلا تعقيداً إلا تفاقماً.
الأَمريكي بدأ يتَـحَـرّك ويقول هناك في الـيَـمَـن خمسة إرْهَـابيين وهناك في العراق كذا.. كذا وهناك في ذلك البلد عشرة في ذلك البلد ثمانية في ذلك البلد 200، هنا في هذا البلد واحد من عناصر القاعدة، ثم بدأت هذه الظاهرة تتنامى برعاية من الأَمريكي وبدعم من كُلّ أَدَوَاته من كُلّ أَدَوَاته برعاية ودعم واضح، الكل يعرف أن ما لدى هؤلاء القاعدة وداعش وأخواتهم وبناتهم وما إليهم من تشكيلات تفرعت عنهم أنها لديها من الإمْكَـانات والتمويل ما يقدر اليوم بمليارات الدولارات وأن هذه المليارات تأتي إليها من دول معينة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في خطابه بالذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين1437 هـ /2016م.