مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
🎙️خطبة الجمعة الأولى شهر ربيع أول 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

الــعـنـــــــوان:((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))
التاريـــــــــــــخ:7 / 3 / 1445هـ    الموافق:  22 / 9 / 2023م 
الـرقــــــــــــم: ( 10 )

➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة  

1️⃣-القرآن قدم رسول الله كشخصية عالمية وقد ورد الحديث عنه حتى قبل مولده في التوراة والإنجيل وهو بشارة عيسى ودعوة إبراهيم وقد أخذ الله الميثاق من كل الأنبياء لنصرته وفي هذا دليل على عظمته.
2️⃣-نحن جميعا ملزمون باتباع رسول الله والاقتداء به وذكرى المولد هي مناسبة جامعة يمكن أن تمثل أساسا مهما للوحدة الإسلامية وإحياء المولد يعتبر ردا عمليا على الإساءات المتكررة لرسول الله وللقرآن.
3️⃣-المولد محطة سنوية للقرب من رسول الله والتعرف على سيرته ومن المهم أن نهتم بإظهار الفرح وأن نجسد أخلاقه وأن ننطلق مجاهدين كما جاهد هو.
4️⃣-المجاهدون اليوم يتأسون برسول الله وقد شاهدنا العرض العسكري المهيب في ثورة 21 من سبتمبر التي أسقطت الوصاية وحمت مؤسسات الدولة من الانهيار وبسطت الأمن في المحافظات المحررة بعكس ما هو حاصل في المحافظات المحتلة.
5️⃣-التأكيد على أهمية الاحتشاد الكبير في يوم الأربعاء القادم 12 مــن ربيع وخروجنا في هذا العام سيكون أعظم من كل الأعوام الماضية وسنملأ الساحات لنثبت أننا أمة محمد والقرآن وسنسمع صوتنا كل العالم.

🟩 ثانيــاً: نص الخطبة 

الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ}، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الهادي إلى سواء السبيل، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين، أرسله الله رحمة للعالمين، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ عباد الله:
لقد قدّم القرآن الكريم شخصية الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله على أنها شخصية تاريخية وعالمية، حتى أنّ الحديث عنه كان قبل مولده بآلاف السنين؛ فرسولنا الكريم هو دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام حينما دعا ربه قائلا: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وأُجيبت الدعوة المباركة، ورتبت العنايةُ الإلهية والتدبيرُ الرباني؛ وقتَ تنفيذها وتحققها بعد آلاف السنين مِن دعاء خليل الله إبراهيم بها، ومن بعد نبي الله إبراهيم عليه السلام كان الله يأخذ العهود والمواثيق على الأنبياء عليهم السلام وهم في مرتبة النبوة ومرحلة الرسالة بأن يؤمنوا بهذا النبي الموعود، وأنهم في حالة ما إذا بُعِثَ في زمانهم؛ فإنهم سيكونون أتباعا له وأنصاراً لرسالته؛ قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) وها هو عيسى عليه السلام يبشر به: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وهنا نلاحظ: عظمة الرسول وعُلُوَّ مكانته عند الله وعند الأنبياء عليهم السلام. 
وإذا كان العظماء من البشر تظهر عظمتهم في حياتهم أو بعد وفاتهم؛ فإن رسولنا المصطفى صلوات الله عليه وآله كان عظيماً ومقدساً حتى قبل مولده عند الله سبحانه وعند الأنبياء عليهم السلام. 
أيها المؤمنون: 
لقد ورد الحديث عن رسولنا الكريم صلوات الله عليه وآله وسلّم في التوراة والإنجيل، كما قال سبحانه: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). 
ولذلك فإن اليهود والنصارى يعرفونه حق المعرفة كما حكى الله سبحانه وتعالى ذلك عنهم بقوله: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وقد كانوا ينتظرون قدومه بفارغ الصبر، وكانوا يتحدون الأمم الأخرى به ظناً منهم أنه سيكون من ذرية إسحاق وليس من ذرية إسماعيل؛ فلما نقل الله النبوة منهم إلى ذرية إسماعيل من العرب تنكروا لما كانوا يقولون كما سجل الله سبحانه ذلك فقال: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)، وهذا لا يعني أنه لو كان النبي منهم فإنهم كانوا سيؤمنون به؛ لأن الله أخبرنا أنهم كانوا يعارضون بل ويقتلون حتى أنبياءهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
عباد الله:
إنّ رسولنا المصطفى هو رسول الله إلى العالمين جميعا، وقد أمره الله أن يبلغ ذلك في قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ولذلك كان مقامه أكبر، وفضله أعظم؛ لأن مسؤوليته أوسع؛ قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) وإنّ المسؤولية اليوم على عاتق الأمة هو: أن تواصل الدور، وأن تكون عالميةً بعالمية رسولها ورسالته، وعليها أن تقوم بدور الشهادة الذي أراده الله سبحانه بقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) ولو استغلت الأمة: الإمكانات المتاحة التي وصل إليها هذا العصر لتبليغ دين الله؛ لكان الإسلام قد اكتسح العالم ووصل إلى معظم البشرية.
لكن التكفيرين والإرهابيين قد شوهوا صورة رسالة الإسلام السمحاء، وأوقفوا - بممارساتهم الإجرامية - توسع الإسلام، وهم بذلك يؤكدون أنهم صنيعة أمريكية؛ لمنع انتشار الإسلام وتشويه صورته، وإلا فإنّ رسالة الرسول صلوات الله عليه وآله هي كما قال عنها: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). 
عباد الله: 
إن جميع البشرية والعالم مُلزمون بالاتباع للرسول، ومدعوون للاقتداء به؛ فلا يوجد طريق للجنة إلا باتباعه، قال الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ومناسبة المولد النبوي الشريف تُعتبر فرصةً لنتوحد خلف قائدنا الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله؛ فالرسول يجمعنا، وإذا كانت المذاهب والأحزاب قد فرقت الأمة؛ فلنجتمع خلف رسول الله الذي يجب في حضرته ومولده: أن نترفع عن كل الخلافات والتيارات، ولا نسمح بالتشكيك في نوايا المحبين لرسول الله والمعظمين له، ولا سيما والغرب يتابع هذه المناسبات، ويخشى من صحوة الأمة خلف رسولها القائد الذي تنحصر مشكلة الكفار من اليهود والنصارى معه، حيث لم يؤمنوا به بل عادوه وعادوا الملائكة لأجل بغضهم له؛ وبالتالي فاليهود يقلقون من رسول الله، ومن أن يعود المسلمون إليه، وهم يتابعون بقلق: احتفالات الشعب اليمني وتعظيمهم للرسول واستقبالهم المتفرد لذكرى مولده، وكأنه سيحضر عندهم، أو كأنه بُعث من جديد، وقد بُعثت محبته فعلا في قلوب الشعب اليمني ولله الحمد.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحابته الأخيار. 
أما بعد/ أيها المؤمنون: 
إنّ مولد الرسول الأكرم يُعتبر محطة سنوية للقرب من الرسول الكريم محمد صلوات الله عليه وآله والتعرف عليه وربط جيلنا الناشئ به، كما قال صلوات الله عليه وعلى آله: (علموا أولادكم حب نبيكم وحب آل نبيكم وتلاوة القرآن).
وإنها مناسبة مهمة؛ لنخبر أبناءنا وبناتنا ونساءنا عن رسول الرحمة وسراج الظلمة صلى الله عليه وآله، وإذا لم نغتنم فرصة مولده للتعرف عليه والتعريف به والارتباط به فمتى يا ترى؟! ولاسيما ووسائل الإعلام وأجهزة الاتصال والإنترنت: تحاول ربط جيلنا الناشئ بالقطط والحيوانات والأفلام والمسلسلات حتى أصبح بعضهم يعرف أسماء الأندية الرياضية حتى الأجنبية ولاعبيها، ونجوم الفن كما يسمونهم، وممثلات الأفلام والمسلسلات، ولكنه للأسف الشديد لا يعرف إلا القليل عن رسوله ونبيه  صلوات الله عليه وعلى آله؛ وإنه لمن الخطأ الكبير: أن نتهرب من مناسبة عظمية كهذه؛ فقد كان أجدادنا يتبركون بإقامة المولد النبوي الشريف: عند بناء منزل جديد، أو عند إقامة عرس، أو ولادة مولود تبركا برسول الله صلوات الله عليه وآله؛ فكيف بمناسبة مولده الشريف الذي ينبغي أن نُظهر فيها تعظيمنا لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله كما قال الله سبحانه: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) وأن نفرح بمقدمه كما قال الله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وإذا كنا نفرح في عرس أبناءنا وبناتنا فنزين السيارات ونضيئ الشوارع؛ فإن رسول الله أغلى من أولادنا وأولى بأن نُظهر فرحتنا في ذكرى مولده صلوات الله عليه وآله، يقول الله: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فلا يؤمن أحدنا حتى يكون رسول الله أغلى من ولده ونفسه وماله والناس أجمعين.
أيها المؤمنون:
إنّ علينا في مناسبة المولد النبوي الشريف: أن نُحيي أخلاق الرسول الكريم في واقعنا؛ فقد قال صلى الله عليه وآله: (إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) فحريٌ بنا أن نتأدب بآداب رسول الله، وأن نجعل من مناسبة المولد فرصة للعودة الجادة إلى الرسول والرسالة، التي لا بد أن تكون عودة اتباع واقتداء واهتداء.
كما ينبغي أن نُحيي مولده باتباع سنته الجامعة الهادية في التكافل الاجتماعي والتراحم والمواساة للفقراء والمساكين؛ فرسولنا الكريم هو رسول الرحمة، ومولده هو مولد الرحمة، وإحياء مولده ينبغي أن يتزامن معه: التفاتة من الأغنياء والميسورين إلى الفقراء والمساكين، ومدّ يد العون إليهم، ومساعدتهم، وإطعام الجائعين، والسعي في قضاء حوائج المحتاجين.
عباد الله: 
إن من أكبر مظاهر التأسي بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم هو: الجهاد في سبيل الله؛ فالرسول الأكرم لم يكن مجرد واعظ أو خطيب، بل كان قائد المعارك، وكان بطلها في بدر وأُحد والأحزاب وحنين وغيرها، والمجاهدون اليوم هم المتأسون الصادقون والمتبعون الموفقون السائرون في خط الرسول المجاهد صلوات الله عليه وآله، وقد شاهدنا بالأمس عرضًا عسكريًا مهيبًا وعظيمًا للجيش اليمني، ويفتخر بتلك العروض كل يمني لم يصب بفيروسات قنوات العدوان، ويعتز بها كل محب لليمن وكل غيور على الوطن.
نعم.. فهذا هو الجيش اليمني وجنود الأمن الذين يدافعون عن الشعب، وهذه المؤسسة العسكرية والأمنية هي ملك الشعب كل الشعب؛ لتدافع عن أمنه واستقراره، وهذه بركة  وثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة التي أنقذت اليمن من الوصاية الأجنبية، وحررت قرار البلد وسيادته، وحافظت على البلد من الانهيار التام لكل مؤسسات الدولة، وطهرت اليمن من فوضى الجماعات الإرهابية صنيعة أمريكا، وأعادت الأمن والاستقرار بعد أن كانت القطاعات في مختلف الطرق الرابطة بين المحافظات، وبعد أن كانت التفجيرات والاغتيالات في كل شارع ومحافظة، كما أفشلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مؤامرات الأقلمة والتقسيم، وتوجهت لبناء جيش قوي شاهدنا طلائعه في عرض يوم الأمس بالعاصمة صنعاء، وشاهدنا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والعروض النوعية والجيش العرمرم الذي مهمته حفظ أمن اليمن والدفاع عنه براً وبحراً وجواً بعد أن هيكله الأعداء والعملاء، ودمروا الدفاعات الجوية والصواريخ الذكية بأيديهم وأيدي الكافرين، كما توجهت اليمن ببركة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر إلى الاكتفاء الزراعي

والاستفادة من مناخ اليمن المتعدد التضاريس، وحافظت على الوضع الاقتصادي الذي هو أفضل بكثير مما هو عليه الوضع في المناطق المحتلة اقتصادياً وأمنياً وفي جميع المجالات، وحافظت على هويتنا الإيمانية وأخلاقنا وقيمنا في الوقت الذي نرى فيه العالم من حولنا يسقط في وحل الشهوات والشذوذ إلا من رحم الله.
أيها المؤمنون:
يتحدث البعض عن موضوع المرتبات بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف؛ لصد الناس عن إقامة المولد، وإنه من الخطأ الكبير أن يُنصب الإنسانُ نفسَه لمحاربة مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تحت أي مبرر، وبالنسبة للمرتبات فإن أبناء شعبنا يعرفون أنه شُنت علينا حرب عسكرية وأمنية واقتصادية وإعلامية وفي جميع المجالات، وقد تمّ نقل البنك وفرض الحصار الشامل، ودُمرت البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، ومثلما توجه الأبطال لتحرير الأرض من دنس الغزاة فقد تحرك الصادقون أيضاً للحفاظ على الوضع الاقتصادي من الانهيار، و كم هو الفرق بين الوضع عندنا وفي المناطق المحتلة؛ فالدبة البترول عندهم بثلاثين ألف، والدولار بحوالي ألف و خمسمائة، والفوضى الخلاقة هي المسيطرة، والكل يعلم أن المرتبات كانت تصرف من إيرادات النفط والغاز التي كلها تحت سيطرة دول العدوان ومرتزقتهم، ولا يوجد تحت سيطرة حكومة صنعاء ولا قارورة نفط واحدة، ومع ذلك فالمرتبات محفوظة للجميع وستدفع عاجلاً أم آجلاً، وقد حذّر قائدُ الثورة دولَ العدوان من الاستمرار في المماطلة بحقوق شعبنا الذي لن ينتظر كثيراً أمام الحصار ونهب الثروات، وقد شاهدنا كيف تحركت المفاوضات وهرع ابن سلمان إلى سلطنة عُمان خشيةً من صواريخ وطائرات قواتنا المسلحة، وذهب الوفد الوطني إلى الرياض لإقامة الحجة على دول العدوان، واختبار جديتهم في السلام؛ فإما أن يَرد وفدنا الوطني حقوق شعبنا العادلة والتي في مقدمتها الملف الإنساني المتمثل بالأسرى والمرتبات، وإلا فإنّ تلك العروض العسكرية وتلك الصواريخ والطائرات التي شاهدناها في ميدان السبعين؛ هي كفيلة باسترداد حقوق شعبنا، وإعادة دول العدوان إلى العصر الحجري بإذن الله سبحانه.
إيها المؤمنون:
سيكون يوم الأربعاء القادم هو يوم الثاني عشر من ربيع الأول، وفي هذا اليوم سيخرج فيه أحباب رسول الله للتعبير عن حبهم وفرحهم وولائهم وارتباطهم برسول الله، وسنخرج لنقول للعالم أننا أمة محمد وأنصار محمد، ولنقول لرسولنا محمد إننا نحبك يا رسول الله ونحتفي بك ونعظمك، ولنوصل رسالة إلى أولئك المسيئين للرسول والقرآن الكريم.
وبإذن الله أننا سنحضر كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، ولن يحول بيننا وبين رسول الله أي شيء، وسيكون خروجنا في هذا العام أكثر من كل الأعوام الماضية، وسنظل محافظين على الصدارة والتميز بين كل شعوب العالم بإذن الله سبحانه وتعالى. 
هذا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه امتثالاً لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) اللهم فصل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا عبدك ورسولك محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى فاطمة الزهراء، وعلى سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى أهل بيت نبيك الأطهار، وارض اللهم برضاك عن أصحاب نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار، وعلى عبادك الصالحين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن النار النجا. 
أللهم انصر علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا يا ربنا على من بغوا علينا ونقلوا بنكنا وقطعوا مرتباتنا وحاصرونا: أئمة الكفر والنفاق أمريكا وإسرائيل السعودية والإمارات وكل من حالفهم وأعانهم يا قوي يا عزيز، اللهم انصر جيشنا اليمني على أعداء اليمن نصرَ عزيز مقتدر، وارحم يا ربنا شهداءنا الأبرار، واشفِ جرحانا، وفرّج عن أسرانا، وأصلح شأننا كله يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عباد الله: 
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر