مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نجد البعض يتحركون بالإتجار في المخدرات، وهي تجارة خطيرة مدمِّرة كارثية، وتعتبر إنتاجاً للجريمة بكل أنواعها، من يبيع المخدرات، ويروِّج المخدرات: هو يصنع الجريمة؛ لأن المخدرات لها أضرار خطيرة جدًّا، أضرار صحية كارثية ومدمِّرة لمن يتعاطونها، وفي الوقت نفسه يترتب على تعاطي المخدرات ارتكاب الجرائم والمحرمات، فالذي يبيع المخدرات- وإن لم يكن يتعاطاها، يبيع ويشتري فيها- هو مساهم أساسي في صنع الجريمة، هو مساهمٌ ومتعاونٌ وشريكٌ في كل الجرائم التي سيرتكبها متعاطي المخدرات، قد يكون من ضمنها القتل، قد يكون من ضمنها الفواحش، قد يكون من ضمنها السرقات، النهب، السطو… سيكون شريكاً في كل جريمةٍ يرتكبها متعاطي المخدرات.

 

إضافةً إلى أن انتشار المخدرات بين شباب الأمة وأبناء الأمة يعتبر عملاً تدميراً للأمة، لكيانها؛ لأنه يقتل الروح المعنوية، المدمنون على المخدرات تائهون، ضائعون، ساقطون في هذه الحياة، أدوارهم ستكون أدواراً سيئة، أعمالهم أعمالاً تخريبية، وتصرفاتهم ستكون تصرفاتٍ إجرامية وعبثية، يقتل الروح المعنوية في الإنسان، يفقد الإنسان توازنه، استقامته في هذه الحياة، انتاجه، القدرة على الإنتاج الصحيح والسليم، يعطل كل هذا، فهو قتلٌ معنويٌ للإنسان، قتلٌ معنويٌ للإنسان، وتجريدٌ للإنسان من هويته الإنسانية، ومن واقعه الإنساني، في المشاعر تتبدل المشاعر عنده، في الدوافع، في الاهتمام تتغير بكلها وتتبدل بجميعها، وهذه حالة خطيرة جدًّا، إضافة إلى الكوارث الصحية التي تنشأ نتيجةً لتجارة المخدرات، وتعطيل الأسباب النافعة، عندما يتجه الناس لاعتماد الأسباب المحرمة والوسائل المحرمة، بدلاً عن الوسائل المشروعة والأسباب المشروعة، ينشط الناس؛ فتكبر تلك الوسائل والأساليب المحرمة، وتكبر آثارها وأضرارها في واقع الناس وفي حياتهم، في الوقت نفسه تتعطل الأسباب المشروعة والوسائل المشروعة؛ فيغيب من واقع الناس ما ينفع ويفيد، ويكثر ويكبر ما يضر ويدمر، ما يؤثر تأثيراً سيئاً في النفوس، في الواقع، في الأعمال، وينجر الكثير وراء هذه الوسائل المحرمة.

 

البعض يرى ذلك المحشش وذلك البائع والمشتري في المخدرات تكثر أمواله، تكبر تجارته، يراه يبني له منزلاً جميلاً وفخماً، ويراه يشتري السيارات من الموديلات الحديثة؛ فينشد وراء هذه التجارة المحرمة، وراء هذا الكسب غير المشروع، وهكذا ينجر الآخر والآخر، وتتكون في الواقع شبكة من العلاقات، يحرص من يبيع ويشتري في المخدرات (المحشش) يحاول أن ينشئ له شبكة من العلاقات التي يحتمي بها في المجتمع، والتي يقلل فيها من النظرة السلبية إليه، حتى عندما يقسِّم ويوزِّع هدايا لهذا وذاك، ويحاول أن يكون كريماً، فكرمه ليس كرماً صحيحاً، هو تصرف ليمسح النظرة السلبية إليه كمحشش وبائع ومشتري في المخدرات، وفي الوقت نفسه هو يسعى لأن يكون له شبكة من العلاقات التي يحتمي بها، ما إن تذهب الجهات الأمنية لتتخذ ضده الإجراءات؛ حتى يبدأ ذلك الشخص، وذاك الشيخ، وذلك الوجيه، وذلك، وهذا، وذاك، بالوساطات، والمساعي، والشفاعة له، والتبرير له، والتبرئة له، وشهادات الزور من أجله، ويشكِّل له حالة من الحماية والمساندة، وهذا يصيح هنا، وذاك يتوسط له هناك، وتتحرك الوساطات من هنا إلى هناك، قضية خطيرة جدًّا، الإنسان الذي {يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً} [النساء: من الآية85] يعني: يتوسط لمجرمين في سبيل أن يحميهم من إجراءات مشروعة ضدهم، {يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا} [النساء: من الآية85]: يكون له حصة من تلك الشفاعة السيئة، يكون شريكاً في الجرم، يكون مساهماً في حماية المجرمين، عندما يذهب شيخ أو وجاهات أو أبناء منطقة للتعاطف مع محشش يعرفونه أنه يبتاع ويشتري في الحشيش والمخدرات؛ لأنه ساعد هذا، وساهم مع ذاك، وأعطى هذا وأعطى ذاك، وكان هدفه الأساس من ذلك أن يحمي نفسه عندما يواجه المشكلة مع الدولة، مع الجهات الامنية؛ فيتعصبون معه، ويدافعون عنه، ويتوسطون له، يصبحون شركاء في الجرم عند الله -سبحانه وتعالى-، شركاء في الإثم، وهذه قضية خطيرة جدًّا، عندما تكون شريكاً للمحشش في إثمه وجرمه، والمحشش شريك للأعداء الذين يسعون إلى تدمير اقتصادنا كشعبٍ يمني، أو كبلد مسلم، أو كأمة مسلمة بشكلٍ عام، ويريدون أن يضيعونا وراء الأشياء التافهة والمحرمة، بدلاً من أن نبني لنا اقتصاداً صحيحاً، واقعياً، سليماً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

وسائل الكسب المحرمة وخطرها على الأمة

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الرابعة عشر

مايو 23, 2019م.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر