من أهم ما لدى المنافقين ومن أسوأ ما لديهم هو أنهم في نظرتهم إلى الدين، في نظرتهم إلى الإسلام، في نظرتهم إلى الجهاد، في نظرتهم إلى المواقف التي يفرضها الإسلام دائماً ينظرون إليها بنظرة الاستهزاء والسخرية، هي مدعاة عندهم للسخرية والاستهزاء، فهم دائماً يهزؤون من المؤمنين في كل موقف يتحرك فيه المؤمنون استجابة لله، استجابة لله، فيما أمر به الله، فيما يرضي الله. المؤمنون الصادقون يتحركون ويستجيبون لله، أولئك يهزؤون منهم ويسخرون منهم ويحتقرونهم، ويعتبرون الموقف الذي هو موقف إيماني، إيماني قائم على أساس الاستجابة لله رب العالمين يعتبرونه موقفاً سخيفاً، ويدعو للهزء والسخرية، ويطلقون كلمات الاستهزاء والسخرية والتحقير وما إلى ذلك. هذه حالتهم، هذا واقعهم، ينظرون باحتقار واستهزاء وسخرية، حتى القضايا الكبرى إذا تحرك فيها المؤمنون وهي قضايا كبيرة من صميم الدين من أساسيات الإسلام، يكون موقفهم هم السخرية والاستهزاء.
تأتي مثلاً وأنت مسلم ترى أن عليك واجب وتغضب، تغضب حينما أساء أعداء الإسلام إلى رسول الإسلام محمد وتتبنى موقفاً، موقفاً ضد أولئك الذين أساءوا إلى الإسلام، هو ليس في وارد أن يتبنى كمثلك بما أنه ينتمي إلى الإسلام أن يتبنى كمثلك موقفاً ضد أولئك لا، مشغول أن يسخر منك، وأن يهزأ بك، كل القضايا المهمة في الإسلام عندهم والمواقف المهمة في الإسلام بالنسبة إليهم محط سخرية واستهزاء وما إلى ذلك.
{قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ} استهزؤوا ما بدا لكم {إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} الله سبحانه وتعالى متكفل بهذا أن يخرج دائماً في كل زمن في كل عصر {مَّا تَحْذَرُونَ} فيكشف مساوئكم ونفاقكم ومؤامراتكم وعمالتكم وما تعملونه من مكائد ضد الإسلام وضد المؤمنين، ولو أنكم حذرون وحريصون أن لا ينكشف ذلك، وأن لا يتضح للناس مدى ما أنتم عليه من الهزء والسخرية حتى بأعظم العظائم بالأمور المهمة في الإسلام أنها كلها مهما كانت عظيمة مهما كانت مهمة هي بالنسبة لكم محط سخرية، مما يدلل على بعدكم الكبير عن دين الله سبحانه وتعالى.
الله مخرج {إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ} يعني سنَّة من سنن الله سبحانه وتعالى أن يخرج ما تحذرون انكشافه أمام الناس، ولهذا فالله يخرج في كل زمن ما يكشفهم ويكشف أنه ليس لأي شيء مهم في دين الله قيمة وأهمية بالنسبة إليهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم.
دروس من سورة التوبة / الدرس الخامس.
ألقاها السيد:
عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بتاريخ
19/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة.