يعتبر شعار الصّرخة الّذي أطلقه السّيد حسين بدر الدرين "رحمة الله ورضوانه عليه" هو العنوان البارز للمسيرة القرآنيّة, ورصاصة الانطلاقة الأولى في وجه أمريكا, وإسرائيل, واليهود, وقد أثبت هذا الشّعار العظيم خلال عقد من الزّمن أهمّيته البالغة, وجدوائيّته, وفاعليّته, وتأثيره الكبير والبالغ في هذه المعركة مع الأعداء, ويعتبر هو السّلاح الّذي أقضّ مضاجعهم, وأرعبهم, وأخافهم كثيراً, كما كان له نفس الأثر والفاعليّة في تقوية نفوس ومعنويّات المؤمنين, والارتقاء بهم جهاديّاً, وثقافيّاً, وتوعويّاً, وسياسيّاً, وعسكرياًّ, بل ترك أثره وفاعليّته حتّى في نفوس من لا يرفعونه, وإضافة إلى ما شهد به الواقع له من أهميّة وفاعليّة, فقد بيّن السّيد في الدّروس والمحاضرات أهميّة وفاعليّة الشّعار, وضرورته في هذه المرحلة, وفي خوض غمار هذه المعركة مع الأمريكيّين, والإسرائيليّين, وعملائهم.
معركة الوعي
تخوض الأمّة معركة شاملة وشرسة مع أعدائها, وفي مقدّمة هذا الصّراع المعركة الثّقافيّة الّتي سُخرت لها ملايين الدّولارات, وطابور كبير من العلماء, والخطباء, والدّعاة, والمثقّفين, والإعلاميّين الذين يعملون على تزييف الوعي والمفاهيم لدى أبناء هذه الأمّة, ويبيّن السّيد أنّ هذه المعركة بالغة الخطورة, فإذا انتصر العدوّ في معركة الوعي والثّقافة فإنّه سينتصر في معركة الحديد والنّار, ويؤكّد السّيد أنّنا نخوض معركة المصطلحات مع الأمريكيّين واليهود, وعلينا أن نسعى بجدّ لتحقيق النّصر في هذه المعركة أوّلاً, يقول السّيد: (ونحن إذاً نواجه بحرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، إذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية, بمعانيها الصهيونية, والذي سيكون من وراءها الشر، إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
عندما نسمع كلمة: [أنهم يريدون أن يتحركوا لمحاربة الإرهاب وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب] فإن علينا أن نبادر دائماً إلى الحديث عن الإرهاب ما هو؟ ونربطه دائماً بأمريكا، أن أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يفسدون في الأرض، ومن يسعى في الأرض فساداً هو من يصح أن يقال له أنه إرهابي إرهاباً غير مشروع، وأننا لا نسمح أبداً أن تتحول كلمة [إرهاب] القرآنية إلى سُبَّةٍ، وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها. فلنقل دائماً إن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، إن الله يقول ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ﴾ أي لأعداء الإسلام لأعدائكم لأعداء الله ﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[الأنفال: من الآية60] هنا كلمة: ﴿تُرْهِبُونَ﴾ أصبحت كلمة ترهبون هنا لا يجوز لأحد في الأخير أن يتحدث عنها؛ لأن معناها قد تغير فكلمة ﴿تُرْهِبُونَ﴾ قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر، فمن انطلق ليتحرك على أساس هذه الكلمة القرآنية فإنه قد أُعْطِيَ للأمريكيين شرعية أن يضربوه، والله يقول ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾[الأنفال: من الآية60].
وإذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.
وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، نحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من يضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيها لتترسخ في أوساط الناس) الإرهاب والسلام.
ويؤكّد السّيد أنّ لشعار الصّرخة في وجه المستكبرين أثره البالغ والمهمّ في هذه المعركة، معركة الفكر، والثّقافة، والوعي, والمفاهيم, وأنه يحصّن الأمّة فكريّاً وثقافيّاً, ويحميها من التّأثّر بهذه الهجمة الثّقافيّة, ويحول بينها وبين أن تكون ضحيّة للمضلّين, ويرى أنّه لا بدّ منه في تحقيق النّصر في هذه المعركة, فيقول: (فعندما نردد هذا الشعار, وعندما يقول البعض ما قيمه مثل هذا الشعار؟ نقول له هذا الشعار لابد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الأقل, لابد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة, معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا وإلى أفكار أبناء هذا الشعب, وإلى أفكار أبناء المسلمين, وبين أن نسبقهم نحن, أن نرسخ في أذهان المسلمين: أن أمريكا هي الإرهاب، أن أمريكا هي الشر، أن اليهود والنصارى هم الشر حتى لا يسبقونا إلى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الأمريكية) الإرهاب والسلام.
ويؤكّد السّيد أنّ لهذا الشّعار أثره العظيم إيمانيّاً, ومعنويّاً, وتربويّاً, ونفسيّاً, في نفوس من يرفعونه, ويردّدونه, كما أنّه يترك أثره الكبير في نفوس من يسمعونه, وفي نفوس من لا يرددونه, ومن لا يرفعونه, ويرسّخ حالة الوعي لدي الجميع بخطورة أمريكا وإسرائيل, واليهود, وسيحدث ثورةً ونقلةً فكريّةً وثقافيّةً في داخل النفوس أوّلاً, وفي الواقع ثانياً, فيقول: (فعندما نرفع هذا الشعار أيها الأخوة نحن نرفعه ونجد أن له أثره الكبير في نفوسنا, وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار, حتى من لا يرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك أثرا في نفوسهم, هذا الأثر هو أن اليهود ملعونين, ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الآيات القرآنية, وعندما يسمع الشعار ونحن نهتف به ويعود ليقرأ سورة البقرة وآل عمران والمائدة والنساء وغيرها من السور التي تحدث الله فيها عن اليهود والنصارى سيفهمهم بشكل آخر, سيفهمهم أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله) الإرهاب والسلام.
ويوضّح السّيد أنّه لا بدّ أن يترافق مع هذا الشّعار توعيةٌ ثقافيةٌ, وسياسيّةٌ, وإعلاميةٌ تقوم على أساس التّبيين بخطورة أمريكا, وإسرائيل, واليهود, وكشف وفضح مؤامراتهم, وشرهم وخطرهم العظيم على الأمّة والشعوب بكلّها, ويبين السّيد أنّ كلّ ما يحصل في هذا العالم من أحداث كلّها مؤامرات وحرب تدور على رؤوس المسلمين, وضدّ الإسلام, فيقول: (عندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعيه كاملة, كلها تقوم على أساس أنّ منابع الشر وجذور الشر, الفساد في الأرض, الإرهاب لعباد الله, الظلم لعباد الله, القهر للبشرية كلها هم أولئك الذين لعنهم الله في القرآن الكريم, هم أولئك اليهود, هم أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم, لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسئولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يعمل الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوأ مما نحن فيه, أوليس كل واحد منا يعرف أن ما يدور في هذا العالم من أحداث كلها تدور على رؤوس المسلمين، وكلها حرب ضد الإسلام والمسلمين؟ أليس هذا شيء مفهوم لدينا جميعاً؟) الإرهاب والسلام.
ويبيّن السّيد أنّ أوّل ما يجب أن نعمله في هذه المعركة هو أن نردّد هذا الشّعار العظيم, وأن نهتف ونصرخ به في وجه المستكبرين, وهو أقلّ ما يجب أن نعمله في هذه الظّروف, وهذه المرحلة, وأن يتحرّك الخطباء, والمرشدون, والدعاة ليتحدثوا عن خطر اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله به عنهم في القرآن الكريم, وأن ينطلق المثقفون, والمفكرون في هذه الأمة للحديث عن هذه الأحداث المؤسفة التي يمرّ بها المسلمون, ويقودها اليهود والنّصارى, حتّى يخلقوا وعياً وبصيرةً في نفوس النّاس, ونحرص أن يقوم هذا العمل على أساس وحدة الكلمة, والقرار, والرّؤية, والموقف تجاه هذه الأحداث, فيقول: (وإن أول ما يجب أن نعمله, وهو أقل ما نعمله, هو أن نردد هذا الشعار, وأن يتحرك خطباؤنا أيضا في مساجدنا ليتحدثوا دائما عن اليهود والنصارى وفق ما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم, وأن نتحدث دائما عن هذه الأحداث المؤسفة حتى نخلق وعيا لدى المسلمين ونخلق وعيا في نفوسنا, وأن يكون عملنا أيضا كله قائما على أساس أن تتوحد كلمتنا, أن يتوحد قرارنا, أن تتوحد رؤيتنا للأحداث) الإرهاب والسلام.
ويرى السّيد أنّ من ينطلق ليثبّط النّاس ويخذّلهم عن الصّرخة بهذا الشّعار العظيم في مواجهة أمريكا, وإسرائيل, واليهود على الرّغم من أنّه أقلّ ما يمكن أن نعمله في هذه الظّروف, هو إنسان لا يعيش مع أمّته, ولا يهمّه واقعها, ولا يهمّه إسلامه ودينه, فيقول: (الذين ينطلقون لتثبيط الآخرين عن أن يرفعوا هذا الشعار على الرغم من أنه كما قلنا أكثر من مرة: إنه أقل ما يمكن أن نعمل، لا أنه كل شيء، إنه أقل ما يمكن أن نعمل ولكنا على الرغم من ذلك - وأسفنا ألا نستطيع إلا ذلك - له أثره الكبير فعلاً, الذي ينطلق ليثبط وإن كان قد فهم فعلاً لكنه إنسان لا يهمه شيء, لا يهمه إسلامه، لا تهمه أمته) وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرات السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.