نصر الرويشان
خلقت بمشاعر لذلك لم أنهى نفسي عن حب الحسين أحزن حين أسمع قصة مظلوم ويعصرني الألم ، وكذلك مظلومية الحسين تحزنني وأشعر بتلك المرارة والألم حين أتخيل أحداثها . ليس تعصب أن تشعر بظلم .
ليست مغالاة أن تنتصر لمظلومية . إن ما تشعر به هو لإنك ما زلت إنسان طبيعي ، لم تؤثر بك الإختلالات والأحداث التي مرت بذاكرة التاريخ ،
غيرت البعض ولكنها حافظت على شعور البعض من المساس به أو خدشه . أن ما يجري في عاشوراء هي لحظات من شجاعة ،
و إعتراف بخطأ تاريخي أقترفة بعض الوحوش في حق الإنسان الحقيقي الذي أدرك معنى الوجود ، وهدف الإنسانية .
إن الحسين لم يكن مجرد حالة عابرة ، بل كان لحظة زمنية فارقة في تاريخ مليئ بالفواجع والكوارث والأخطاء .
الحسين كان صفحة بيضاء سفكت دمائه ليثبت القاتل وحشيته وهمجية الحيوانية التي يعيشها ، لذلك تتخلد ذكرى الحسين في كل قلب حي ،
وتستحضره الذاكرة في كل لحظات شجاعة أو تصميم أو مقاومة . الحسين بالنسبة للكثير لا يعني إرتباط بنسل فقط ،
ولا يعتبره البعض علاقة بدين أو لحظات صدق وإيمان فقط . بل يعتبره الأحرار قائد فذ . يعتبره الثوار فكر ثوري صادق .
يعتبره المنادين للحرية رمزا" ومنارة وقبلة . نعتبره إنسانا" يفيض محبة وطهارة وصفوا" ، بل نراه ضميرا" حيا"
لا يحيا لنفسه فقط ، بل يحيا لنفسه ويفارق حياته ليحيا غيره من المظلومين الجبناء ! .
الحسين يا من يقرأ ويفكر ثم يفكر مرات عديده ، هو الأمل في إشراقة نور ، وهو النور الذي يضيئ دروب الخير ،
بل هو الخير الذي يشعرنا بصحوة الضمير، بل إنه الضمير الحي في قلب كل إنسان يمثل إنسانيته بحق ،
بل إني أجزم أنه الإنسانية التي غابت برحيله عنا .