وهكذا يستخدم العدو الإسرائيلي كل أصناف الجرائم، من: إبادةٍ جماعية، وتدميرٍ لكل مقومات الحياة، وتجويع، وحرمان من الاحتياجات الإنسانية الضرورية.
- ويسعى- في نفس الوقت- إلى احتلال أجزاء واسعة من قطاع غَزَّة، يحاول بالفعل أن يحتل بشكلٍ كامل (مدينة رفح)، ويحاول بعد فصلها عن (خان يونس) أن يتوسع شيئاً فشيئاً، فيما هو اجتياح واحتلال من جهة قطاع غَزَّة، وفيما هو أيضاً تهديد للأمن القومي المصري من جهةٍ أخرى، وانتهاك واضح، وتجاوز صريح للاتِّفاق الإسرائيلي المصري أيضاً.
العدو الإسرائيلي يواصل كل هذه الجرائم بدعمٍ كاملٍ أمريكي، وتبنٍ كاملٍ أمريكي؛ ولهـذا هو بهذا التشجيع الأمريكي، والدعم الأمريكي، الذي يقابله التخاذل العربي والإسلامي، هو لم يعد مركزاً على مسألة الأسرى؛ لأن المسألة كانت متاحةً في إطار الاتِّفاق، وكان بإمكانه أن يستمر الاتِّفاق حتى يتم استكمال تبادل الأسرى، لكنه حتى مع صراخ أسراه، في إطار ما يُبث من وسائل الإعلام من فيديوهات لهم، وهم يناشدونه، ويستغيثون، ويطلبون إتمام الصفقة، وإجراء تبادل للأسرى، هو لا يكترث إلى نداءاتهم تلك، ولا إلى أهاليهم، ولا إلى التظاهرات التي تخرج من الكيان الإسرائيلي نفسه، في المطالبة بإتمام الصفقة من أجل التبادل، وأطروحاته- هو والأمريكي معاً التي يقدمانها- هي أطروحات ظالمة، تُعَبِّر عن طغيان، وبغي، واستكبار، وظلم، وإجرام، فهم يريدون التجاوز على ملف الأسرى، أو الابتزاز بالإفراج عنهم دون صفقة تبادل، ودون حتى التزام بوقف العدوان، والاستحقاقات الإنسانية للشعب الفلسطيني:
- في دخول المساعدات والبضائع.
- في إعادة الإعمار.
- في إيقاف العدوان على قطاع غَزَّة.
الأمريكي والإسرائيلي، يسعيان معاً لأن يبتزا الشعب الفلسطيني ومجاهديه، بالإفراج عن الأسرى دون صفقة تبادل، دون التزام بما تم الاتِّفاق عليه سابقاً؛ أو بالاتِّفاق مجدداً على ما يُثَبِّت تلك الحقوق الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني، ليست شروطاً تعجيزية، وليست أطروحات غير معقولة ولا منطقية، من جانب (حركة حماس)، أو الشعب الفلسطيني، كلها استحقاقات إنسانية في الحد الأدنى:
- دخول الغذاء والدواء.
- إيقاف الإبادة والقتل.
- دخول الاحتياجات الضرورية للإيواء، للوقود... لغير ذلك من المتطلبات المعروفة.
ولكن الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يتنكَّر لكل ذلك.
في يوم الأسير الفلسطيني، هناك استحقاق كبير جدًّا يتعلق بموضوع الأسرى الفلسطينيين، السجون الاسرائيلي مكتظَّة بالآلاف من الأسرى الفلسطينيين، من كل الفئات من أبناء الشعب الفلسطيني: من الأطفال؛ عدد كبير من الأطفال في السجون الإسرائيلية أسرى، عدد من النساء أيضاً في السجون الإسرائيلية، من المسنين، من المرضى، من الكبار، من الصغار، من الشباب؛ وكلهم يعانون أشدَّ المعاناة، التعذيب بكل أشكاله في داخل السجون الإسرائيلية، وهناك بين كل آونةٍ وأخرى شهداء يرتقون؛ نتيجةً للتعذيب من قبل العدو الإسرائيلي، الذي يمارس أبشع التعذيب، وأسوأ المعاملة، وكل أساليب الاضطهاد والقهر والإساءة، إضافةً إلى الانتهاك للحرمات وللكرامة الإنسانية، فكيف يمكن شطب هذا الملف، وتجاهل هذه المعاناة لأبناء الشعب الفلسطيني، بالآلاف في السجون الإسرائيلية.
الأمريكي لا يعتبر- هو والإسرائيلي- لا يعتبر أن هؤلاء الذين هم بالآلاف، من الكبار والصغار، من الأطفال، والنساء، والمسنين، والمرضى، من الشباب أيضاً، الذين هم في المعتقلات الإسرائيلية، في السجون الإسرائيلية، يعانون أسوأ المعاملة وأشد الاضطهاد، وكل أصناف التعذيب، لا يرى لهم أي حق، ولا يعتبر أنه من الصحيح أن يكونوا قضية للشعب الفلسطيني، يطالب بها، يتمسَّك بها، يعمل ما يحتاج إلى أن يعمل من أجل الإفراج عنهم، هل كان العدو الإسرائيلي سيفرج عنهم من دون أن يكون هناك أسرى؟ لا، بالتأكيد لا، ولم يحدث ذلك يعني، كانت مسألة أن يكون هناك أسرى؛ لإجبار العدو على صفقات تبادل، كانت مسألةً ضرورية، أُلْجِئ إليها الشعب الفلسطيني ومجاهديه إلجاءً، لم يكن لهم من خيار آخر.
العدو الإسرائيلي- وبحماية أمريكية- متكبِّر، متغطرس، ظالم، حتى الأحكام التي يطلقها على الأسرى الفلسطينيين بالمؤبد لأضعاف مضاعفة، البعض يصدرون عليهم أحكاماً بالسجن لخمسمائة عام! لأربعمائة عام! لمائتي عام! لثمانمائة عام! شيءٌ لا نظير له في كل العالم، مع التعذيب الشديد، مع الاضطهاد، مع الانتهاك للكرامة، للحرمات... وغير ذلك، حالات القتل من التعذيب تتكرَّر، أصبحت روتيناً، وممارسةً مستمرِّة من قبل العدو الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين، فكيف يمكن شطب هذا الملف، وشطب هذه القضية، والتجاهل لها؟! من حق الشعب الفلسطيني أن يكون هناك صفقات تبادل في مقابل الأسرى.
بينما تُعْتَبر المسألة من أساسها أن العدو الإسرائيلي هو ظالم، ليس له أي حق في كل ما يقوم به ضد الشعب الفلسطيني، من قتل، من احتلال، من اختطاف، وهو يمارس عملية الاختطاف بشكلٍ يومي، في كل يوم وهناك أعداد كبيرة يقوم باختطافها، وإدخالها إلى السجون من الضِّفَّة الغربية، من القطاع، من الضِّفَّة في كل يوم هناك عمليات اختطاف وأسر بشكلٍ مستمر، مع الإهمال الطبي، مع الحرمان من كل الحقوق الإنسانية للسجناء، يعني: العدو الإسرائيلي لا يلتفت إلى أي شيء؛ لـذلك محاولاته أن يتخلص من هذا الملف، وأن يقفز من عليه، وأن يحقِّق مكاسب لإخراج أسره من دون صفقات تبادل، أو أن يبقى الموضوع كما هو عليه من تدمير، واجتياح، وقتل لهم، العدو الإسرائيلي هو يستهدفهم، هو يقتلهم، يقتل أسره أيضاً، أسره لدى الإخوة المجاهدين في قطاع غَزَّة. هذا من نسبة لقطاع غَزَّة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية 19 شوال 1446هـ، 17 ابريل 2025م