لاشك أننا جميعا العرب والمسلمين نعرف الرواية التي تضمنت العبارة التي عنونت بها الموضوع وهي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: بارك الله في شامنا ويمننا .. قالوا ونجدنا يارسول الله ؟! قال بارك الله في شامنا ويمننا .. قالوا ونجدنا يارسول الله ؟! قال بارك الله في شامنا ويمننا .. قالوا ونجدنا يارسول الله ؟! قال : منه يطلع قرن الشيطان .) مهما حاولنا استقراء التاريخ ومراجعت أحداثه فلن نجد في عصوره وما تضمنته من حوادث لن نجد فيها عصرًا تنطبق أحداثه مع جغرافيا هذا الحديث بالشكل الذي نلحظه في عصرنا هذا وبكل هذا الوضوح الذي تبرز فيه أطراف الصراع في هذه النقاط الجغرافية ( الشام ، اليمن ) في مقابل ( نجد قرن الشيطان ) وكأن الله أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل لاشك في أن الله هو الذي أخبر بما سيكون من أحداث وصراع في هذه النقاط الجغرافية كما أنه ليس هناك من يخالف في الدور الشيطاني الخطير الذي تمارسه حكومة (نجد قرن الشيطان) ضد الشام الذي يبدو السيد حسن نصر الله أبرز قيادة محمدية فيه وضد هذا العلم والقائد يتآمر ( نجد قرن الشيطان) لمصلحة بني إسرائيل لخدمة الكيان الصهيوني وقد حرص قادة النظام السعودي الوهابي النجدي على تصفية حزب الله في حرب تموز 2006م بالإصرار على استمرار إسرائيل في الحرب التي استمرت 33 يوما ظهر فيها تفوق حزب الله وانتصاره الكبير الذي أقر به الكيان الصهيوني وكان للهزيمة المدوية التي تداعى لها الكيان داخليا وسقط ( أولمرت ، ودان حالوتس ...إلخ ) وعلى طول خط الصراع يمارس النظام السعودي أقذر الأدوار داخل لبنان ضد حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله حفظه الله وأيده الله بنصره وتدخلات هذا النظام وأشباهه في الشام ضارة ومدمرة وإفسادية وإجرامية وخبيثه وعلى طول خط الصراع يمارس النظام السعودي أقذر الأدوار داخل لبنان ضد حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله حفظه الله وأيده الله بنصره وتدخلات هذا النظام وأشباهه في الشام ضارة ومدمرة وإفسادية وإجرامية وخبيثه ولايوجد صراع ولاحرب ولاجماعات وأعمال إرهابية لعناصر الوهابية إلا وهو يقف خلفها .. وهكذا دوره في اليمن فمنذ طلع قرن الشيطان في نجد عانى اليمن وأهله أشد المعاناة من هذا النظام الشيطاني وكل الفساد وسفك الدماء والحروب والصرعات والفتن هو يقف خلفها كانت الحروب الست على صعدة ثم تصدره للعدوان وقيادته الظاهرية لما يُسمى بالتحالف العربي زورًا وبهتانا لأن حقيقة ومضمون التحالف هو أنه عبري بامتياز فالهدف والمصلحة لما يحدث في اليمن لاتختلف عما هي عليه في لبنان ومناطق الصراع مع الكيان العبري في بلاد الشام بل وفي كل المنطقة العربية ، لكن نجد أن مناطق الاشتعال إلى جانب العراق نجدها متركزة على الشام واليمن في الوقت الراهن وقد حاول النظام السعودي وأد المشروع القرآني في اليمن والذي انطلق به الشهيد القائد السيدحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه من مران شمال اليمن حيث أطلق صرخته بالهتاف ب( الله أكبر الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام) كثورة على طاغوت هذا العصر وهو ما أزعج أمريكا راعية المصالح الإسرائيلية وحامية أمنها ومدير مشاريعها ومخططاتها الخبيثة التي نراها عبر التحالفات في أقبح وأبشع ماتكون عليه استشهد قائد المسيرة القرآنية الحسين رضوان الله عليه في الحرب الأولى وتولى دفة القيادة بعده أخوه السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله وأيده بنصره وقد جهد قادة التحالف نفسهم مع أدواتهم في القضاء على المشروع القرآني الذي أرعب المشروع الشيطاني وعبر كل الحروب الست التي أضطر فيها النظام السعودي إلى المشاركة العسكرية بشكل علني وقد فشلوا أمام هذا العلم والقائد والذي يمثل القيادة المحمدية الأبرز في اليمن ..اليوم وبعد فترة طويلة من التآمر على الشام واليمن من قبل نجد قرن الشيطان يظهر علم اليمن في كلمة بمناسبة ذكرى الشهيد السنوية ويلقي فيها خطاب الواثق المطمئن والمحذر لتحالف العدوان بقيادة قرن الشيطان من الاستمرار في عدوانه وأن العدوان يعيش حالة الوهن والضعف وأنه استنزف طاقاته وإمكاناته وخسر خسارة كبيرة وهو في اللحظات الأخيرة له داعيا إلى مزيد من الصبر والوعي واليقظة والاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال مشيرًا إلى حالة النمو في الجانب العسكري وتطور قدراته وأن تنامي القدرات العسكرية في تصاعد مستمر وهكذا كان ظهور السيد نصر الله في لقاء العام على قناة الميادين متمحورا حول الصراع مع العدو الإسرائيلي وأحداث المنطقة وقد تحدث عن تنامي قدرات حزب الله الصاروخية محذرًا الكيان العبري من ارتكاب أي حماقة ويكاد يكون في الخطابين أوجه تشابه وتلاقي كبيرة عدا ما يتعلق بما تفرضه جغرافية الصراع والأطراف الداخلة فيه إلى جانب الكيان الوهابي السعودي والكيان اليهودي الإسرائيلي وما يتعلق بسوريا وما فرضته الأسئلة الموجهة للسيد حسن نصر الله حماه الله وكلا السيدين الجليلين أشار إلى حالة العجز والتخبط والاحباط والإرباك والهزيمة التي يعيشها كلا الكيانين البغيضين المجرمَين .. وبالربط بالدعاء النبوي المبارك للشام واليمن بأن يبارك في شامنا ويمننا وكأن (نا) ضمير المتكلم بأسلوب التعظيم للمتكلم وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشبه الضمير في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : سلمان (منا) أهل البيت) وهو سلمان الفارسي وليس سلمان قرن الشيطان والضمير في (منا) يشبه الضمير في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : من غشنا ليس منا ) وهو النظام السعودي الشيطاني الذي زرعه المستعمر لغش وخداع المسلمين وكأن الضمير النبوي يقول : اليمن منا أهل البيت ( يمننا ) وكذلك الشام منا أهل البيت ( شامنا ) أما الضمير في ( نجدنا ) فهو خاص بناس نجديين كانوا موجودين في تلك اللحظة أرادوا أن يدعو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما دعا للشام واليمن وبأسلوب نسبة الضمير إلى النبي أرادوا أن يقول : ونجدنا ؛ لكنه قال : منه يطلع قرن الشيطان . أي هو يمثل معسكر النفاق الشيطاني ولا يمثل معسكر الإيمان وهو يمتلك الإمكانات ويعيش حالة الطغيان المفرط والفساد الباغي في الأرض أي أنه يمثل الحالة الفرعونية القارونية وكلاهما للشيطان ومن الشيطان وقد جمع بينهما وأكثر بالإضافة إلى وقوف التحالف الطاغي والتكالب الكبير للمترفين والمسرفين في الأرض - والذي هو تعبير صريح لجنود معسكر الشيطان - إلى جانب النظام السعودي وهو بحالته ووضعه وواقعه ومعسكره يشكل قرن الشيطان فكيف يدعو له بالبركة وقد سفك من دماء المسلمين بأزيد وأكثر مما سفك فرعون وكل فراعنة قريش ونجد وأفسد في الأرض أشد من فساد كل المفسدين الذين أهلكهم رب العالمين .. فإذن هو لايمثل إلا فرعون وهامان والنمرود وقارون وكل الطواغيت والمجرمين والمفسدين عبر العصور .. فقط الشام واليمن الذي تآمر عليهما هذا المعسكر الشيطاني ومن خلفه بنو إسرائيل الملعونين على لسان الأنبياء ، اليهود المفسدون الذين يقودون حزب الشيطان ، وفي مواجهة هذا المعسكر يقف الشام واليمن ولايزالا يواجهان النفاق العربي وقطعان مسوخ التكفير ومن منافقي الداخل والخارج وهما بقياديتهما المحمدية وبما يمتلكانه وبحجمهما يجسدان الإيمان الخالص والمصداق لتحقق دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما على الواقع وأنها فعلا فيهما وتنطبق عليهما ولولا أن بركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحوطهما وترعاهما لارتباطهما بالله واعتمادهما عليه وثقتهما فيه ونصرتهما لدينه وإعلائهما لكلمته لولا ذلك لما أمكنهما قهر ذلك المعسكر الشيطاني بكل ما يمتلكه ويموج به من أهوال وبكل مالديه من عدة وعتاد وجيوش وأجناد لكنه كما قال الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦)' [سورة النساء]
ـــــــــــــــــــــ
بقلم/ محمد القعمي