وكل الأنبياء الذين أرسلهم كان من مهامهم الرئيسية تحرير الناس من العبودية للطواغيت، الإنسان هو بين حالة من حالتين: إما أن يكون عبدا لله أو عبداً للطواغيت. ثم ولاية الله سبحانه وتعالى التي فيها كل هذا الارتباط الشامل، ترتبط بربك الله من كل واقع حياتك، في كل شأنك، في كل أمرك، في كل واقعك، في كل ظروفك، في مسير حياتك بكلها.
ولاية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)
تأتي ولاية الرسول امتداداً لولاية الله؛ ولهذا لم يقل: إنما وليكم الله ووليكم رسوله ووليكم الذين آمنوا، لا، عبارة واحدة}وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا{ والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ولايته من موقعه في الرسالة كرسول، ولي في رسالته: يبلغ رسالة الله، يربينا، يعلمنا، يهذبنا، ويزكينا، يقيم علينا حجة الله سبحانه وتعالى، له علينا حق الأمر والنهي؛ لأنه لا يأمر إلا بأمر الله، ولا ينهى إلا بنهي الله وله علينا أن نعظمه أن ندرك فيه، عظمة الرسالة، عظمة قيم الرسالة، عظمة مبدأ الرسالة التي جسدها في واقعه، وفي حياته، وكان عظيماً بها وعظيماً بمكانته عند الله سبحانه، نجله نحبه شيء طبيعي أن تحب رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن تحب كل تلك القيم التي كانت متجسدة فيه، ومتمثلة به، وفيه وفي حياته على أسمى ما يكون في واقع البشر.
الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ولي، طاعته من طاعة الله }مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ{(النساء: 80) لنا هذا الارتباط به معلماً قائداً هادياً آمراً موجهاً مربياً مزكياً، أسوةً قدوة وأن يتحقق هذا الارتباط حقيقة.
ولاية الذين آمنوا
ثم يأتي امتداداً لولاية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لأن منهج الله ممتد لا ينقطع فقط عند الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وانتهت مهمة الرسالة، مهمة الدين مهمة التعليمات الإلهية، وأعلنت نهايتها، ليست من المنتجات التي لها تاريخ انتهاء فول أو بزاليا أو ما شاكل، لا، هذه رسالة ممتدة إلى قيام الساعة، }وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ{ واتفق المفكرون أن المقصود بهذه الأوصاف والمقدم بهذه المؤهلات الأمامية هو الإمام علي (عليه السلام) في حادثة إعطائه وتصدقه بالخاتم في ركوعه التي كان له دلالة مهمة ومعبرة جدًّا على كل الخطاب للمؤمنين، وأكيد أن هناك طرفاً آخر المؤمنون مخاطبون بأن يتولوه بأن يدركوا ولايته، إنها امتداد لولاية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإلا لو افترضنا أن المعني هؤلاء المؤمنين فمن المخاطب بتولي هؤلاء المؤمنين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.