نصل إلى قوله -سبحانه وتعالى-: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}، {آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}، الحق عنوانٌ رئيسيٌ ومهمٌ في المسيرة الإيمانية، في طريق النجاة، وموقعه في تعليمات الله -سبحانه وتعالى- كعنوانٍ رئيسي بارزٌ جدًّا، ولذلك من لوازم النجاة، من لوازم الإيمان الصادق أن يكون الإنسان متَّبعاً للحق، مهتدياً يهتدي إلى الحق، فيعرف الحق، ويلتزم بهذا الحق، ويتمسك بهذا الحق من واقعه الفردي أولاً، ثم الأمة كأمة؛ لأن هناك مسؤوليات جماعية، هناك التزامات عليك كشخصٍ مؤمن، التزامات عليك في حياتك الشخصية، في واقعك العملي، في واقعك الأسري، في واقعك ومحيطك المجتمعي، ثم التزامات على مستوى أوسع، التزاماتٌ عليك ضمن أمة، فردية لكن ضمن أمة، تتعاون فيها مع إخوتك من المؤمنين والمؤمنات للنهوض بها، الحق كمسؤوليات جانبٌ مهم، هناك مسؤوليات مهمة علينا أن نلتزم بها، علينا أن نهتم بها، علينا أن ننهض بها، من بينها إقامة الحق في هذه الحياة؛ لكي يكون سائداً، لكي يكون متَّبعاً، لكي يكون قائماً بشكلٍ فعليٍ وعملي، وليس فقط موجوداً في بطون الكتب، موجوداً في داخل الآيات القرآنية، بل يتحول إلى الواقع العملي، إلى واقع الحياة، نلتزم به في شؤون حياتنا وفي مواقفنا، المواقف الحق التي تتعلق بالمسؤوليات الكبيرة للأمة: في الجهاد في سبيل الله، في العمل على إعلاء كلمة الله، في التصدي للأشرار والطغاة والمفسدين في الأرض، في دفع الشر عن الناس، ودفع البغي والعدوان، في العمل على دفع المظالم الكبيرة منها والصغيرة، مسؤوليات جماعية يتحرك فيها كل الذين يستجيبون لله -سبحانه وتعالى-، عباد الله من المؤمنين والمؤمنات يتحركون فيها بشكلٍ جماعي، ويتعاونون على القيام بها،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية الحادية عشر / 1441هـ 4-5-2020م
أضواء على سورة العصر (2)التواصي بالحق وبالصبر.