لم تأت الصلاة على محمد وآل محمد بلفظ خبر، إخبار هكذا، أن نقول: وصلاتنا وسلامنا على محمد وعلى آل محمد، هل جاء بهذا الشكل؟ بل نحن ندعو الله لهم، أن أدعو الله لك، أليس ذلك يعني: أنني مهتم بقضيتك؟ فمعنى ذلك أننا في واقعنا لا نشك في ضرورة ارتباطنا بمحمد وآل محمد، وأننا في واقعنا يا الله نعرف أهمية هذه القضية، فنحن لشدة حرصنا على أن يقوم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وآله بالمهمة
التي أنيطت بهم، ونحن في ولائنا الشديد لهم نريد منك يا الله أن تمنحهم كذا، وكذا.. ما منحته إبراهيم وآل إبراهيم. أليس هذا هو تعبير عن الولاء؟ ففي لفظ الصلاة كتعبير عن ولائنا، تعبير عن ارتباطنا، ذلك الولاء القوي الذي يجعلني أندفع نحو أن أسأل الله أن يمنحهم ما منح آل إبراهيم.
ووجدنا في [سورة البقرة] وبقية سور القرآن كلام كثير عن آل إبراهيم {يَـا بَنِى إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَـالَمِينَ}(البقرة:47) يا بني إسرائيل.. يا بني إسرائيل.. يا بني إسرائيل.. كم ورد في القرآن، كثير من أخبارهم.
هي في نفس الوقت شهادة تدل على أن هداية الأمة، وقيادة الأمة، والقيام بأمر الأمة والدين هو منوط بمحمد وآل محمد، منوط بهم، وإلا فلماذا نصلي عليهم وحدهم؟ على محمد وآل محمد، على هذا النحو؟
وأن تكون الصلاة عليهم كالصلاة على إبراهيم وعلى آل إبراهيم لها دلالتها. من الممكن أن أصلي عليك، ممكن أن يصلي الله علينا، بل قال: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} (الأحزاب: من الآية43) أليس كذلك؟ بمعنى: أن يحوطكم بعناية ورعاية منه، ولهذا قال: {هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ليخرجكم من الظلمات إلى النور}(الأحزاب: من الآية43) أليست هذه عناية ورعاية؟ لكننا نريد نحن منك يا الله أن تصلي على محمد وآل محمد مثل الصلاة التي صليتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. أليس كذلك؟
وهو دعاء متكرر في كل صلاة.. معنى ذلك أننا نريد منك أن تعطيهم - لأننا يهمنا أمرهم، ونحن نحبهم ونحن نرتبط بهم، ونحن على يقين بأن مسئوليتنا وأن أمر ديننا وأمرنا مرتبط بهم - نريد منك أن تمنحهم أحسن ما يمكن أن تمنح أحدًا من عبادك الصالحين فيما له علاقة بأداء مهمتهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
معنى الصلاة على محمد وآله
ألقاها السيد/ #حسين_بدرالدين_الحوثي
بتاريخ: 08-02-2002
اليمن - صعدة