العدو الإسرائيلي، في عدوانه الغاشم، والهمجي، والإجرامي، والوحشي على قطاع غزة، يواصل الإبادة بشكلٍ أكبر مما في بقية القطاع في شمال قطاع غزة، ويسعى لتفريغ شمال القطاع من كل السكان؛ ولـذلك فهو يزيد إمعاناً في إجرامه هناك، على مستوى القتل الجماعي، والاستهداف الشامل، ونسف المباني، وتدمير الأحياء، وتدمير كل مقومات الحياة في شمال قطاع غزة.
ومجازر العدو على مستوى القطاع بشكلٍ عام خلال هذا الأسبوع: أكثر من خمسٍ وعشرين مجزرة، أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من ألف من أبناء الشعب الفلسطيني، ومعظمهم من الأطفال والنساء، وهكذا هي الأرقام في كل أسبوع، في معظم الأسابيع هي ترقو على الألف في عدد الشهداء وفي عدد الجرحى؛ مما يوضح بشكلٍ جلي أن ما يفعله العدو الإسرائيلي هناك هو- بالفعل- إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا التوصيف أصبح يصدر من كثير من المنظمات والمؤسسات الدولية، حتى التي لم نعتد منها أن تكون منصفة، ولا أن تكون واقعية، وبالذات تجاه ما يجري على أمتنا الإسلامية من المؤسسات الغربية، لكن حجم الإجرام وفظاعة الإجرام الصهيوني أجبرت البعض على أن يعترف بالحقائق والوقائع هناك، بالرغم من محاولات التقليل من الأرقام عادةً في كل المراحل الماضية.
معدل قتل الأطفال في غزة، الذي هو الأعلى في العالم، والعدو الإسرائيلي يشنُّ حربه ويستهدف بها كل أبناء الشعب الفلسطيني، وفي المقدمة الأطفال؛ ولــذلك في تقديرات بعض المؤسسات الأممية، أن معدل القتل للأطفال في جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، وصل إلى تقدير كل ساعة طفل فلسطيني يُقْتَل، وفي بعض الأيام العدد أكثر بكثيرٍ من ذلك، لكن هذا في الحالة الغالبة، إلى هذا المستوى من الإجرام، الطفل الذي تنادي مؤسسات في العالم كله، وفي العالم الغربي في المقدمة، بحمايته، بحقوقه، أين هي تلك العناوين تجاه الطفل الفلسطيني، وتجاه المرأة الفلسطينية، تجاه الإنسان في قطاع غزة، أبناء الشعب الفلسطيني؟
كذلك ما يقوم به العدو فيما يتعلق بالتجويع إلى درجة رهيبة جداً، ومستوى مُخزٍ للعرب، مخزٍ للمسلمين، مخزٍ لبقية المجتمعات البشرية، كيف يتفرجون على ما يحدث؟! التجويع الذي وصل الحال فيه، وبحسب ما قدمته بعض المنظمات الأممية من تفاصيل، فيما يتعلق بعدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة، وما يدخل إلى شمال القطاع، والعدو الإسرائيلي زاد من إجرامه في شمال القطاع، فما دخل إلى شمال قطاع غزة، خلال هذه الفترة التي كثف العدو فيها من عدوانه، وإجرامه، وإبادته في شمال القطاع؛ بهدف تهجير الأهالي بشكلٍ كامل، هو: اثنى عشر شاحنة، بمعدل شاحنة واحدة كل ستة أيام، يعني: هذا خلال سبعين يوماً، اثنى عشر شاحنة خلال سبعين يوماً، وعلى أساس شاحنة واحدة في كل ستة أيام، بمعنى: سياسة التجويع الشديد جداً، ماذا تفعل شاحنة واحدة في كل ستة أيام، في قرابة الأسبوع، لعشرات الآلاف من الأهالي الجائعين جداً والمعانين؟ ومع ذلك ما يدخل من هذا العدد الضئيل، المحدود جداً، هو أيضاً مُعَرَّضٌ للاستهداف من خلال القصف، ومن خلال قصف الأهالي عندما يستمعون للحصول على الغذاء.
وكذلك الحرب على المستشفيات في كل قطاع غزة، ومن ذلك في شمال القطاع، والاستهداف لأبرز المستشفيات، التي لا زالت تعمل في الحد الأدنى، بدون مقومات، بدون إمكانات، مثل ما هو الاستهداف المستمر لـ: (مستشفى كمال عدوان، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى العودة)، استهداف مستمر بالقصف، بالقتل، بالمداهمة، بعمليات النسف والتفجير في محيط (كمال عدوان)، التي أدت إلى جرح عشرين من الكوادر الطبية والمرضى، هناك مشاهد تظهر هذه المآسي المؤلمة جداً.
وهكذا يستمر العدو الإسرائيلي في كل وسائل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بكل جرأة، بكل وحشية، وبكل إجرام، وباطمئنانٍ تام إلى الحماية الأمريكية؛ نظراً للشراكة الأمريكية، والدعم الأمريكي المفتوح للعدو الإسرائيلي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 25 جمادى الآخرة 1446هـ 26 ديسمبر 2024م