مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أهم- أيضاً- ما برز في إطار هذا الجهد الذي يُبذل وقُدِّم، في إطار محور الجهاد والقدس والمقاومة، هو: صورة من صور التعاون، والتكاتف، والتناصر، بين البعض من أبناء الأمة الإسلامية، في قضيةٍ إسلاميةٍ جامعة ومُجمَعٍ عليها، ولمواجهة عدوٌ هو عدو للمسلمين جميعاً، لا يُمَيِّز بين مذهبٍ وآخر، ويستهدف الجميع (سُنةً وشيعة)، وكل الفرق والمذاهب التي تنتمي للإسلام، هذا الموقف الجامع من بعض أبناء الأمة، في إطار هذا التوجه الجاد، كان مزعجاً جداً لأعداء هذه الأمة؛ لأن الاستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية هي في تفكيك أبناء هذه الأمة، وفي إغراقهم بالنزاعات، والأزمات، والمشاكل الداخلية؛ مما يتيح للعدو الإسرائيلي التفرد بمن يريد الاستفراد به، والتفرد بالقضاء عليه؛ حتى يُنجز مهمته بشكلٍ مريح، ثم ينتقل لخطوة تالية، وهكذا.

وللمعلوم، من أثر وضرر الفرقة والتناحر والتمزق بين أبناء الأمة: في إلهائها عن قضاياها المهمة، وعن عدوها الحقيقي، وعن المخاطر الحقيقية الكبرى التي تهددها، وأيضاً استغراق جهدها وطاقتها في الاتِّجاهات الأخرى، فالأعداء يبذلون جهدهم لتأجيج الصراعات في البلدان الإسلامية، في العالم العربي وفي غيره؛ حتى يتمَّ شطب فلسطين من دائرة الاهتمام إطلاقاً، لا يبقى أي اهتمام بقضية فلسطين، ولإضعاف المسلمين، ولاستغلال من يستجيب منهم للأمريكي والإسرائيلي، في مواجهة من له موقف من أمريكا وإسرائيل، من له موقف لمناصرة الشعب الفلسطيني.

ومن المؤسف في ظل هذه المرحلة المهمة، وهي مرحلة معروفة، العدو الإسرائيلي في ذروة الإجرام والاستهداف للشعب الفلسطيني، ويعاني الشعب الفلسطيني- ولاسيَّما في قطاع غزة- من معاناة رهيبة جداً، ومأساته مأساة وصلت إلى الذروة، في ظل هذا التوقيت تتجه بعض الأنظمة، من كبريات الأنظمة في العالم الإسلامي، لتقديم عربون الطاعة لـ[ترامب]، ما قبل قدومه إلى البيت الأبيض، بإثارة الفتن بين أبناء الأمة، هذا شيءٌ محزن، وشيءٌ مؤسفٌ جداً! وتحت عناوين كان ينبغي أن توجَّه- حتى العناوين نفسها- لدعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في مظلوميته الرهيبة، ومعاناته الكبيرة.

يأتي عنوان [التحرير للشام]، [تحرير الشام]! أقدس بقعةٍ في الشام هي فلسطين، والمسجد الأقصى والقدس، لماذا لا يذهب من يتحرك تحت هذا العنوان، ومن حرَّكه، لتحرير فلسطين، التي لم تحظَ بالحُرِّيَّة والاستقلال منذ أكثر من مائة عام، تعاقب عليها الاحتلال البريطاني، ومن بعد الاحتلال البريطاني أتى الاحتلال الإسرائيلي، فأيُّ بقعةٍ في الشام بكله أولى بأن تحظى بالمناصرة والدعم، وهي محتاجةٌ- فعلاً- إلى التحرير، والتحرير ممن؟! من أعدى عدو لهذه الأمة، من أسوأ عدوٍ لهذه الأمة، من العدو الإسرائيلي المجرم، الكافر، الظالم، الذي هو في ممارساته الإجرامية، وفي كفره وشره بذلك المستوى:

  • يحرق المصاحف (كتاب الله) ويمزِّقه.
  • يدمِّر المساجد ويهدمها.
  • يقتل الأطفال والنساء.
  • يغتصب الرجال والنساء في السجون والمعتقلات.
  • يبيد شعباً إبادةً جماعية في كل يوم.
  • يجوِّع مليوني إنسان مسلم، أطفالاً ونساء، وكباراً وصغاراً.
  • يمنع عنهم الغذاء والدواء.
  • يستخدم أفتك الأسلحة لإبادتهم وقتلهم.

يمارس كل تلك الجرائم الفظيعة.

أوليس الشعب الفلسطيني الأولى في الشام، بإنقاذه من ذلك الظلم والإجرام والتعدي؟! أوليست البقعة الفلسطينية، وهي من أقدس ما في الشام، بما فيها من المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى، بأولى بالتحرير، لمن يطلق عنوان التحرير؟! لماذا تشطب كل هذه الاهتمامات، وتفتح صراعات هناك وهناك؟ لإلهاء الأمة من جهة، وإغراقها، وإشغالها حتى في المتابعة، في الاهتمام، وإثارة الانقسام الكبير بين أبنائها، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً!

من يرفع عنوان المواجهة للظلم: أيُّ ظلم أكبر من الظلم الذي يمارسه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؟! أبشع أنوع الظلم، أكبر الظلم، وأسوأ الظلم، والناس يشاهدون ويرون، هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً! أكبر مظلوم هو الشعب الفلسطيني.

لمن يرفع عنوان التحرير، لمن يرفع عنوان الموقف الديني: تلك الجرائم، وتلك المحاربة للإسلام، العداء الصريح للإسلام، بإحراق القرآن الكريم، بالسب والإساءة لنبي الإسلام، بالإساءة والانتهاك لحرمات بيوت الله، وتدميرها، ونسفها، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى.

الأمة الإسلامية في هذه المرحلة- يا أبناء أمتنا- أحوج ما تكون إلى الوعي والبصيرة، من خلال القرآن الكريم، ومن خلال الوقائع والأحداث الكبيرة جداً، من أقلِّ الأمور أن يستفاد من هذه الوقائع والأحداث وعي وبصيرة، لا تكن الأمة حتى بالرغم من هذه الأحداث لا تستفيد لا وعياً، ولا بصيرةً، ولا تمييزاً، ولا فرزاً، وتبقى تلتبس عليها الأمور، والأولويات، والاهتمامات.

هذه الأمة التي أراد الله لها أن تأخذ الدروس والعبر مما ذكره لها في القرآن الكريم، من أخبار الأمم الماضية، أحداث ووقائع ما قبل عشرات الآلاف من السنين، والقرآن يقدِّمها لكي تستفيد منها هذه الأمة دروساً وعِبراً، فإذا بها اليوم والأحداث في واقعها مباشرة وطازجة، أحداث يومية، وقائع كبرى فيها الكثير من الدروس والعبر، حقائق واضحة قريبة وبديهية، وفرقان، فرقان يساعدك على أن تَفْرُق، أن تُمَيِّز، أن تفرز؛ ليتجلى لك الاتِّجاه الصحيح، الموقف الصحيح، وهو- بلا شك- في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم الشعب الفلسطيني، ودعم القضية الجامعة، والتوجه نحو هذه الأولوية.

.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي

حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة

الخميس 4 جمادى الآخرة 1446هـ 5 ديسمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر