لا نسمع أحداً يفكر في الحل، أو يهدي إلى حل، أو يرشد إلى المخرج من هذه المشكلة التي تعاني منها الأمة، وفي مقدمتها الفلسطينيون.
لماذا؟ هل لأن هذه الدول ليست جادة في مواجهة إسرائيل؟ وليست مكترثة مما تعاني منه هذه الأمة بسبب وجود إسرائيل في داخل كيانها؟ أم أنهم لا يفهمون ما هو الحل؟ أم أنهم لا يعرفون ما العمل الذي يعتبر مُجدياً للمخرج من هذه المشكلة الكبيرة؟.
سواء كانوا غير جادين, أو كانوا غير فاهمين هذا لا يعد مبرراً إطلاقاً, لا يعد مبرراً، ولا أعتقد أنهم يجهلون كيف يمكن أن يكون الحل العملي لإنقاذ الأمة من هذا الكيان الغاصب [إسرائيل], وإنما ليسوا جادين كما قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه): أن مشكلة الشعوب في حكوماتهم، حكوماتهم لم تقف بجدية ضد إسرائيل.
ثم ما هو الحل بالنسبة للشعوب؟ إن ظلت الشعوب تنتظر من دولها أن تقوم بشيء ما في مواجهة إسرائيل فإن هذا لن يتحقق، لن يحصل إطلاقاً؛ لهذا أتجه هو إلى اقتراح [يوم القدس العالمي]، وأن يحيه المسلمون جميعاً في مختلف أقطار الدنيا، وخاصة البلاد العربية.
لاحظوا بعد أن دعا الإمام الخميني إلى إحياء هذا اليوم هل اهتمت الدول العربية أن تستجيب لرجل عظيم مخلص، رجل هَزّ الغرب فعلاً، رجل أرعب أمريكا، وأرعب دول الاستكبار كلها، وأرعب إسرائيل بحكمته, بشجاعته, برؤيته الصحيحة, في جعل الأمة بمستوى المواجهة الحضارية لأعدائها، في جعل الأمة قادرة على أن تقف على أقدامها مستقلة لا يهيمن عليها أحد من أعدائها، لا أمريكا, ولا بريطانيا, ولا إسرائيل, ولا غيرها.
هم رأوا بأم أعينهم ما عمله الإمام الخميني من إرباك, وما خلقه من رعب في صدور الأمريكيين والإسرائيليين، وعرفوا هم ورأوا بأم أعينهم مدى اكتراث أمريكا ومختلف دول الغرب من الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ومن الثورة الإسلامية.. فلماذا لم يستلهموا من هذا الرجل رؤيته العملية الصحيحة في إنقاذهم هم من إسرائيل؟.
لم يستجيبوا إطلاقاً، لم يستجب العرب للإمام الخميني! حتى هذا اليوم لم يستجيبوا له أن يحيوه وأن يجعلوه يوماً يُحيى كما دعا إليه الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وهم في نفس الوقت يحيون أياماً اقترحها اليهود والنصارى [عيد الأم] [عيد العمال] مناسبات كثيرة [عيد رأس السنة الميلادية] اقترحها اليهود والنصارى يحيونها ويعتبرونها عطلاً رسمية في مختلف البلاد العربية! لكن اليوم الذي هو يوم من أجل أن تبقى قضية فلسطين حيّة في نفوس المسلمين، من أجل أن تبقى مشاعر الجهاد، مشاعر الرفض لإسرائيل حية في نفوس المسلمين، هذا اليوم لم يلتفتوا إليه ولم يكترثوا ولم يهتموا، ولم يستجيبوا للإمام الخميني (رحمة الله عليه) في إحياء هذا اليوم. لماذا؟ لأنهم خذلوا فعلاً، لأنهم قد خذلوا.
وعندما نعود - أيها الإخوة - هذه فقط مقدمة لنعرف ما يتعلق بيوم القدس العالمي، والسبب الذي دعا الإمام الخميني (رحمة الله عليه)إلى أن يعتبر يوماً عالمياً في مختلف المناطق الإسلامية؛ ولذلك فنحن نعتبر أن إحياء هذا اليوم استجابة للإمام الخميني (رحمة الله عليه)؛ ولما نعرفه من أثر مهم في خلق وعي في أوساط المسلمين، ورؤية صحيحة للمخرج مما تعانيه الأمة، أن إحياء هذا اليوم يعتبر فعلاً عبادة، وأن إحياءه يعتبر أيضاً ممارسة جهادية في سبيل الله، إن شاء الله تعالى.
نسأل الله أن ينور بصائرنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذا الشهر الكريم، وأن يجعلنا ممن يهتدي بكتابه، وأن يجعلنا من المتبرئين ممن يوالى اليهود والنصارى، نحن برءاء من اليهود والنصارى, وممن يتولى اليهود والنصارى. اللهم إنا نبرأ إليك من اليهود والنصارى وممن يتولى اليهود والنصارى، ونقطع ونجزم بأن ولاءهم هو من أسباب الذلة التي هذه الأمة فيها، ونقطع ونجزم ونعتقد بأن الولاء لك ولرسولك ولأوليائك ولأهل بيت نبيك ولكتابك الكريم هو المخرج لهذه الأمة، أسألك اللهم أن تهدينا وأن تعيننا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة من ملزمة يوم القدس العالمي
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 28/9/1422هـ
اليمن- صعدة