لكن بالرغم من كل هذا الإجرام، والتدمير، والعدوان، وبالرغم من تفاقم المأساة، وبالرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني ومجاهدين من الخذلان العربي، إلَّا أن العدو يفشل ويخفق بشكلٍ واضح في تحقيق أهدافه المشؤومة والسيئة:
- أولها: الفشل في تهجير الأهالي من قطاع غزة، بالرغم من كل هذه المأساة، كل ما عمله بهم من القتل، والتدمير، والتجويع، لكنه فشل في تهجيرهم من القطاع، وهو سعى كما صرَّح قادته إلى أن يجعل قطاع غزة غير صالح للسكن، ولا للتواجد فيه، ولا للعيش فيه، ومع ذلك يتشبث أهالي قطاع غزة ويثبتون، ويتمسكون ببقائهم في القطاع.
- فشل أيضاً في القضاء على المجاهدين في قطاع غزة.
- وفشل في استعادة أسراه فشلاً ذريعاً.
يقاس فشله هذا وإخفاقه بحجم إجرامه، وتدميره، وإمكاناته، وبحجم ما يتلقاه من دعم وإسهام من الجانب الأمريكي والبريطاني والغربي، مع كل ذلك فشل فشلاً ذريعاً، صمود وصبر وثبات المجاهدين بشكلٍ غير مسبوق، منذ بداية المأساة للشعب الفلسطيني، ومظلومية الشعب الفلسطيني، والاستهداف للشعب الفلسطيني، من أيام الاحتلال البريطاني وإلى اليوم، هناك صمود وصبر وثبات للمجاهدين بشكلٍ غير مسبوق، والمجاهدون في قطاع غزة يواصلون القتال ببسالة، ويتصدون للعدو في كل محاور القتال، في شمال القطاع، وفي مدينة غزة، في وسط القطاع، وفي جنوب القطاع، في كل محاور القتال، لا يزالون يواصلون القتال ببسالة، وفاعلية، وتأثير، من حيث: التنكيل بالعدو، يشتبكون مع جنوده من مسافة صفر، يُكَبِّدونه الخسائر البشرية قتلى وجرحى في صفوف قواته، وأيضاً بتدمير الآليات، وهذا شيء مستمر، بعد كل هذا الوقت الطويل ونحن على أعتاب الشهر السادس، في ظل تلك الوضعية الصعبة، وضعية حصار شديد جدّاً، لا يدخل الطعام، فما بالك بالسلاح، لا يصل الغذاء، لا يصل الدواء، فما بالك بالسلاح، ومع ذلك يواصلون التصدي ببسالة وفاعلية وتأثير، يدمرون ويعطبون آليات العدو، منها دبابات، ومنها ناقلات جند، وغير ذلك، يقتلون في الجنود ويجرحون أيضاً، يمنعون العدو من اقتحام أماكن وأحياء ومناطق متعددة، ويجبرونه على التراجع من أحياء معينة، فاعلية واضحة، وبسالة عظيمة، وصبر كبير، وتأييد إلهي ملموس.
يواصلون الاستهداف للعدو بكل وسائل القتال التي يمتلكونها منذ البداية، يعني: لا يزالون يواصلون الاستهداف بالصواريخ للعدو، لا يزالون يستخدمون الـ(آر بي جي)، وقذائف الياسين، وقذائف الهاون التي يستهدفون بها تجمعات العدو، ولا يزالون أيضاً يستهدفون العدو بالقناصة، وبالعبوات الناسفة، وكذلك مختلف الوسائل التي واجهوا العدو بها في بداية عدوانه على غزة، إلى اليوم يستهدفون العدو بكل تلك الوسائل، بكل تلك الأنواع من الأسلحة: قذائف الهاون بشكل مستمر، في هذه الأيام يستهدفون بها تجمعات العدو، وهكذا أنواع أخرى من أنواع السلاح، هذا بالرغم من الحصار الشديد، والخذلان العربي، الأمريكي يتجه لتقديم كل أشكال السلاح والدعم للعدو الإسرائيلي.
وإلحاق الخسائر المباشرة في قوات العدو، بقتل وجرح الآلاف من جنوده منذ بداية عدوانه هذا على غزة، وبتدمير وإعطاب دباباته وآلياته، وقصف تجمعاته، ووصلت هذه الخسارة، وهذه الحالة التي يتكبد العدو فيها خسائر فادحة، إلى درجة أن يعترف من يسمى بـ(وزير الدفاع الإسرائيلي) بقوله عن تلك الخسائر: [الأثمان التي نتكبدها في أعداد القتلى والجرحى باهظة]، هذا اعتراف ممن يسمونه بـ(وزير الدفاع)، [الأثمان التي نتكبدها في أعداد القتلى والجرحى باهظة، وعندنا حاجة حقيقية لتمديد خدمة العسكريين، وتمديد خدمة جنود الاحتياط، لم نشهد مثل هذه الحرب منذ خمسة وسبعين عاماً]، لاحظوا هذا المستوى العظيم من صمود المجاهدين في قطاع غزة، من استبسالهم، من فاعلية وتأثير قتالهم، في إلحاق الخسائر المؤثرة على العدو، والتي يعترف بها العدو، يعترف على المستوى الإجمالي بهذا التأثير وهذه الفاعلية.
هذا الصمود والصبر للمجاهدين وللشعب الفلسطيني بشكلٍ عام في غزة، وهذا التماسك، وهذه الفاعلية في مواجهة العدو، من بشائر النصر المحتوم والموعود، الذي وعد الله به.
هذا أيضاً في مقابل الحالة المعنوية المتدهورة للعدو الإسرائيلي، على مستوى جنوده، الذين يصاب عشرات الآلاف منهم بالأمراض النفسية، والبعض منهم بالاختلال العقلي، لمجرد أن يدخل في مواجهة معينة، أو يسمع شيئاً من الضربات، وأيضاً الهجرة المعاكسة التي بمئات الآلاف، التي يخرج أولئك منها (من فلسطين)، وكذلك النزوح الكبير، والأزمة النفسية، التي صرَّح من يسمى بوزير الصحة عند العدو الإسرائيلي، بأنها غير مسبوقة (الأزمة النفسية)، هذا أيضاً من بشائر النصر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 19 شعبان 1445هـ 29فبراير 2024م