الشيء المهم اليوم في هذه الذِّكْـرَى أن ندرك أننا في أمس الحاجة إِلَـى العودة إِلَـى عَـلِـيّ - عَلَـيْـهِ السَّـلَامُ - من مقامه العظيم في الإسْـلَام هادياً ومعلماً وقائداً عظيماً في الإسْـلَام من موقعه كنموذج تطبيقٍ راقٍ للإسْـلَام وفي مواجهة التَّحَـدِّيات والأخطار، اليوم المستضعفون فيما يواجهونهم من أخطار وتَحَـدِّيات من مؤامرة الظالمين والطغاة من بطش المتجبرين والمستكبرين هم في أمسّ الحاجة، جميعاً نحن في أمس الحاجة إِلَـى الاستفادة من عَـلِـيّ - عَلَـيْـهِ السَّـلَامُ -، إن نفحة من إيمان عَـلِـيّ وعزم عَـلِـيّ وقوة إرادة عَـلِـيّ وبصيرة عَـلِـيّ ويقين عَـلِـيّ ووعي عَـلِـيّ هي كفيلة بأن تجعل من هذه الأُمَّـة أمة تقف الموقف العظيم الموقف اللائق الموقف الذي يرضي ربها ويرضي نبيها صَلَـوَاتُ اللهِ عَلَيْـهِ وَعَلَى آلِه وينسجم كُلّ الانسجام مع كتابها مع القُـرْآن الكريم الإِمَـام عَـلِـيّ - عَلَـيْـهِ السَّـلَامُ - وهو العلامة الفارقة قال - عَلَـيْـهِ السَّـلَامُ - فيما عبّر به من كتاب إِلَـى أهل مصر فيما عبر به عن ثباته وعن عزمه وعن قوة إرادته وعن شجاعته فيما تحتاج إليه الأُمَّـة والشيء الذي نستفيده من عَـلِـيّ هو الشيء الكثير جداً جداً، عَـلِـيّ مدرسة بكاملها وليس مقاماً فقط لمحاضرة أَوْ كلمة في مناسبة قال - عَلَـيْـهِ السَّـلَامُ - (إني والله لو لقيتهم) وهو يتحدث عن الأعداء واحداً يعني بمفردي (وهم قلاعُ الأرض كلها ملء الأرض أتون من كُلّ سهل وجبل من كُلّ موطن ما باليت ولا استوحشت)، هذا هو الإيمان، هذه هي الروحية الإيمانية التي تجعل الإنسان ثابتاً مطمئناً مهما كان حجم التَّحَـدِّيات والأخطار، وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لَعلى بصيرة من نفسي ويقينٍ من ربي، هذا من أهم ما نستفيده من عَـلِـيّ أن نسعى لأن نكون دَائماً على بصيرة ووعي وَأن نكونَ على يقين فيما نحن عليه من الحق، وإني إِلَـى لقاء الله لمشتاق، يعني ليس عندي طمعٌ في الحياة ولا طمع في موقع الحكم لأغراض نفسية أَوْ شخصية، ولكنني آسى على هذه الأُمَّـة ولكنني آسى أن يلي هذه الأُمَّـة سفهاؤها وفجّارها، هذا ما كان يخشى منه عَـلِـيّ عليه السلام على الأُمَّـة ويحزن ويأسف من أن يحل هذا بالأُمَّـة أن يلي هذه الأُمَّـة سفهاؤها وفجارها، فيتخذ مال الله دولاً، يستأثر بالخيرات والمال العام فيصبح أغلب الأُمَّـة من الفقراء ومن أشد الحالات المؤثرة في واقع الأُمَّـة، الفقر يصبح وسيلة هو في حد ذاته لإفساد الأُمَّـة لاستغلال الناس لظلمهم وهو من أكثر مظاهر الظلم وهو من أكثر عوامل الفساد، ونتيجته هي هذه أَوْ سببه الرئيسي هو هذا، حينما يستأسر الطغاة والظالمون بالمال العام بالحق العام بثروات الأُمَّـة ثم يترك الأُمَّـة تعاني بفقرها وبؤسها وعباده خولٌ والصالحين حربٌ، مَن وجدوه صالحاً حاربوه استهدفوه بكل الوسائل والفاسقين، حزباً يجعلون من الفاسقين حزباً يتكتل لضرب الأُمَّـة لظلم الأُمَّـة لاستهداف الأُمَّـة في كُلّ شيء فَإن منهم الذي شرب فيكم الحرام وجلد حداً في الإسْـلَام وَأن منهم مَن لم يسلم حتى رضخت له على الإسْـلَام الرضائخ، فلولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وتأنيبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم، ألا ترون إِلَـى أطرافكم قد انتقصت وَإِلَـى أمصاركم قد افتتحت وَإِلَـى ممالككم تزوى وَإِلَـى بلادكم تغزى انفروا رحمكم الله إِلَـى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إِلَـى الأرض فتقروا بالخسف.. فتخاذل الأُمَّـة هو سببٌ لهوانها لذلها لسيطرة الأشرار والسفهاء والفجار والظالمين والمستكبرين والمنافقين عليها فتقروا بالخسف وتبوئوا بالذل ويكون نصيبكم الأخس وَأنا أخو الحرب الأرق المستيقظ المنتبه ومن نام لم ينم عنه والسلام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود /النصر للإسلام]
من خطاب السيد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام:1437هـ