مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمام الحسين -عليه السلام- بكل ما يمثِّله، فيما هو عليه من امتداد لمنهج رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو الوريث لرسول الله في مقام الهداية للأمة، الهادي للأمة، أهدى أمَّة محمد، أصلحها، أطهرها، أزكاها، أتقاها، وهو في مقام القدوة والقيادة لها في دينها، وبالتالي في موقعه العظيم، وفيما عبَّر عنه رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو تحدَّث بلحاظ هذا المستقبل القادم والآتي والمهم جدًّا؛ ليقيم الحجة على أمته، وليوضِّح لها المعالم التي بتمسكها بها تنجو، وتفلح، وتفوز، وتتغلب على تلك الأخطار الفظيعة والسيئة جدًّا.

 

هناك نصوص كثيرة روتها الأمة، وعلمت بها الأمة، وانتشرت في أوساط الأمة، ولا تخص- مثلًا- الشيعة لوحدهم. |لا|، هي موجودة في مصادر الأمة الإسلامية، بحسب أهمية المصادر بالنسبة لتلك الفرقة، أو تلك الفرقة، أو ذلك المذهب، أو ذلك المذهب، من هذه النصوص: نصوص تحدَّثت عن الحسن والحسين -عليهما السلام- مثل نص رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (الحَسَنُ وَالحُسَين سَيِّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنَّة)، ونصوص- أيضًا– فيما يتعلق بالحسن، ونصوص فيما يتعلق بالحسين -عليه السلام- ونصوص تتعلق بالخمسة أهل الكساء، ونصوص عامة فيما يتعلق بآل رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كل هذه النصوص موجودة في مصادر الأمة المعتبرة لديها بحسب كل فرقة ومذهب، من هذه النصوص المهمة بشأن الحسين -عليه السلام- نصٌ في غاية الأهمية، هو قول رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (حُسَينٌ مِنِّي وَأَنَا مِن حُسِين، أَحَبَّ اللهُ مَن أَحَبَّ حُسَينًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِن الأَسبَاطِ)، هذا النص يبين موقع الإمام الحسين -عليه السلام- وهذا الموقع هو موقع ديني، موقع في الدين؛ لأن هذا الدين يتكون من: منهج يقدَّم إلينا، ورموز وهداة لهذا المنهج قائمون على تطبيقه، وهم القدوة في التمسك به، والالتزام به، وهم الهداة به، ومقدسات، هناك معالم مقدَّسة، مثلما هو بيت الله الحرام، مثل مقدساتنا للحج، المقدسات في المدينة المنوَّرة، المسجد الأقصى… إلخ. فالإمام الحسين -عليه السلام- له هذا الموقع في قول رسول الله: (حُسَينٌ مِنِّي وَأَنَا مِن حُسِين)، وهذا تعبير كبير وعظيم في غاية الأهمية، ولا يعني فقط ارتباط الحسين -عليه السلام- بجده رسول الله، من حيث ارتباط النسب باعتباره حفيد رسول الله، وأمُّه فاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ولكنَّه وريث رسول الله- أيضًا– في موقع الهداية للأمة، والقدوة للأمة، والقيادة للأمة، إنَّه يمثِّل امتدادًا أصيلًا لمنهج الإسلام، إذا أردت أن تعرف الإسلام كما هو، الإسلام في أخلاقه، في مبادئه، في قيمه، في منهجه، في شرعه؛ فهناك رمز يقدِّم لك كل ذلك، هو الإمام الحسين -عليه السلام- الذي تتجسد في مواقفه مواقف الإسلام، في أخلاقه أخلاق الإسلام، في مسيرة حياته منهج الإسلام، في روحيته روحية الإسلام، فهو تجسيد لمبادئ هذا الدين، لقيم هذا الدين، نسخة مصغَّرة عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما يخص هذا الدين، فيما هو عليه من منهج وخُلُق، فيما هو عليه من مواقف، فيما هو عليه من منهج ومسيرة حياة، وليس بنبي، النبوة ختمت برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- لكن إذا أنت ترى أنَّه يقال في واقع هذه الأمة عن العلماء: (العلماء ورثة الأنبياء)، ورثة في ماذا؟ ورثة في علمهم، في نهجهم، في أخلاقهم، في موقع القدوة، في موقع الهداية، فالأجدر بالأولى، بالأكثر مصداقيةً وانطباقاً أعلام الهداية من آل رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفي رأسهم ومقدمتهم أصحاب الكساء.

 

فالإمام الحسين -عليه السلام- له هذ الموقع العظيم جدًّا في مرتبة عالية، مرتبة مهمة، ومرتبة عظيمة، ومنزلة عظيمة، يفترض بالأمة أن تلتف حوله؛ باعتباره الامتداد الأصيل لرسول الله في: القدوة، والقيادة، والهداية للأمة، والاتجاه بالأمة في الاتجاه الصحيح، وهذا ما ظهر جليًّا في واقع الإمام الحسين نفسه، يعني: فيما قاله رسول الله عنه، وفيما كان عليه في واقع الحال، وهذا شيء طبيعي أن يكون هناك تطابق، رسول الله لا ينطق عن الهوى، هو ينطق عن الله الذي يعلم بمستقبل عباده، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}[طه: من الآية110]، فرسول الله فيما قاله عن الإمام الحسين -عليه السلام- هو قال ذلك عن الله، بعلمٍ من الله، وبأمرٍ من الله، وبدلالةٍ من الله -سبحانه وتعالى- وحجة على الأمة؛ لأنها مرحلة تمثِّل خطورة كبيرة على هذه الأمة، فالإمام الحسين -عليه السلام- المعروف في هذه الساحة- كان هو من تبنَّى الموقف الذي ينطلق أساسًا من مبادئ هذا الإسلام، وقيم هذا الإسلام، وأخلاق هذا الإسلام، ومنهج هذا الإسلام، وتشريعات هذا الإسلام، في موقفه الرافض تمامًا للبيعة ليزيد، والمتخذ لموقفٍ حاسم من تسلُّطه على الأمة، اتخذ الموقف الصحيح والقرآني، موقفه في ذلك يعبِّر عن هذا الإسلام في كل ما ذكرناه من: مبادئ، وأخلاق، وتشريعات، ومنهج، ويتطابق بما الإمام الحسين -عليه السلام- عليه، وما هو فيه من تجسيد لهذه المبادئ والأخلاق والقيم، وما هو مؤتمنٌ عليه في طبيعة دوره ومسؤوليته المناطة به، والتي يعلَّق عليها الأمل في أن تكون مصدر إلهام وهداية للأمة، ومصدر خير وصلاح للأمة، فكان الإمام الحسين -عليه السلام- في موقفه، وفي فعله، وفي تضحيته، كما كان يؤمَّل فيه وبأرقى مستوى، وبأعظم ما يمكن أن نقول عنه أو نعبِّر عنه من أداءٍ دقيقٍ وتام وكامل، غير منقوص أبدًا، قام بواجبه، بدوره، بمسؤوليته على أرقى مستوى.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1440هـ- الخامسة

 

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر