فهذا أولاً: من أهم إنجازات الشهيد القائد أنه تحرك وثبّت في الواقع مشروعاً عظيماً وهو فعلاً عظيم بكل ما تعني الكلمة هو المشروع القرآني.
ثانياً: من أهم إنجازاته تأصيل الهوية الجامعة وهي الهوية الاسلامية ، هويتنا كأمة مسلمة في مواجهة مساعي طمسها وإبراز الهويات الجزئية الطائفية منها والسياسية والجغرافية ، من أخطر ما يجري في واقعنا كأمة مسلمة أنه يُعزَز ويُرسَّخ في الذهنية العامة الإنفصال عن الهوية الجامعة يعني ننسى أننا أمة واحدة أننا كمسلمين أمة واحدة نحن معنيون بقضايانا جميعاً وسعى الأعداء في تاريخ الأمة وفي حاضرها وسيسعون إلى الاستمرار في ذلك في مستقبلها إلى ترسيخ حالة العزل والفصل بين أبناء الأمة وهم اشتغلوا في ذلك على كل المستويات وبكل الوسائل والأساليب ، هم يريدون أن نعيش مجزئين مفرقين أن ننسى بعضنا البعض أن تغلب علينا الهوية الطائفية أو الجغرافية حتى ننسى هويتنا الجامعة فلا تستذكر أنه يجمع بأخيك المسلم في فلسطين أو في العراق أو في إيران أوفي افغانستان أو في الجزيرة العربية في السعودية أو غيرها في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي في أي قطرٍ من أقطار الدنيا أن ذلك الإنسان المسلم تجمعك به هوية واحدة ومصير واحد وهم واحد وقضية واحدة وأنك معنيٌ بشأنه ومسؤولٌ عن القضية التي تطالكم جميعاً والخطر الذي يتهددكم جميعاً ، سعى الأعداء إلى تعزيز حالة الفرقة وإلى أن ننشغل عن هذه الهوية الجامعة ولا نلتفت إليها ، فهو سعى بكل جهد في إطار النشاط التثقيفي القرآني وفي إطار المشروع العملي وفيما يتناوله من القضايا العامة إلى أن يؤصِّل الهوية الجامعة ، لنستذكر دائما أننا كأمةٍ مسلمة معنيين كما يقول الرسول صلوات الله عليه وعلى آله " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين ، ومن سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس منهم " وللأسف الشديد غاب لدى الكثير من القوى الكثير من الجهات التثقيفية والدينية والسياسية والاجتماعية غاب عنها التركيز على هذا الأمر ، ورضخت وسلّمت بالأمر الواقع وساعدت على أن ينجح الأعداء إلى حدٍ كبير في ترسيخ التفرقة ، التفرقة على كل المستويات على المستوى المذهبي السياسي الجغرافي ، وترسيخ مشاعر الإنعزال ، الإنعزال ، فيبقى الإنسان لا يحسب حساب هويته إلا الهوية الطائفية مثلاً أو الهوية السياسية من تجمعه بهم طائفته أو يجمعه بهم مذهبه أو يجمعه بهم وطنه وبلده الذي أصبح في إطار محدود ، وهكذا ،
فمن أهم معالم وسمات المشروع القرآني والتحرك الجاد الذي قام به الشهيد القائد رضوان الله عليه تأصيل الهوية الجامعة، ولذلك دائماً ما يتناول الحديث عن القضايا الرئيسية للأمة ويتحدث عن أي حدث في أي قطرً من أقطار العالم الإسلامي يطال أي مسلمين باعتباره حدثاً يعنينا نحن ونتحمل مسئولية تجاهه نحن.
من أهم ما سعى وحقق نجاحاً فيه هو أحياء الشعور بالمسئولية الدينية طبعاً في مرحلة تسعى قوى الطغيان إلى إماتتها وإخماد جذوتها ، الشعور بالمسئولية الدينية غائب لدى الكثير من المسلمين لم يعد للأسف الشديد الكثير من المسلمين لم يعد يعرف أو يشعر أنه يتحمل مسئوليةً دينية تجاه بقية أمته الإسلامية .تجاه الأحداث والمآسي والمظالم التي تلحق بأبناء أمته الإسلامية هنا أو هناك ، تجاه نفسه تجاه دينه تجاه واقعه تجاه مستقبله ، لم يعد يستشعر أنه يتحمل مسؤوليةً دينية حتى الطابع السياسي أو الطابع الإعلامي إنفصل إلى حدٍ كبير عن هذا الشعور وعن هذا الإدراك بينما نحن ننتمي إلى دين له مبادئ وله قيم وله أخلاق وله تعاليم ، هذه المنظومة المتكاملة من المبادئ والتعاليم والقيم والأخلاق تفرض علينا أن يكون لنا موقفاً ضد الظلم وضد الطغيان ، أن لا نقبل بهيمنة الطغاة والمستكبرين ، أن لا نقبل أن يستعبدونا أن يهينونا أن يستذلونا أن يهيمنوا علينا وعلى مقدراتنا أن يتحكموا في واقعنا أن يرسموا هم معالم المستقبل لنا بما يخدمهم ويفيدهم ويتناقض ويتنافى مع مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا ، فهو عمل إلى إحياء الشعور بالمسمؤولية الدينية أننا نتحمّل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى في أن يكون لنا موقف ديناً بإعتبار المبادئ باعتبار القيم باعتبار الأخلاق باعتبار التعاليم التي قدمها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وللأسف الأعداء يشتغلون بأساليب كثيرة لحرف الناس وإماتة الشعور بالمسؤولية الدينية ، التظليل واحدة من الأساليب ، الإحباط ، السخرية ، الإلهاء بالمشاكل الأخرى ، حرف المسار وتوظيف الشعور بالمسؤولية أحياناً في الإتجاه الخطأ ،
من أهم إنجازات الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أنه حطم جدار الصمت ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة في مرحلةٍ عصيّة ، ما قبل عشر سنوات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعد التحرك الأمريكي والغربي غير المسبوق في ظل هجمةٍ عسكريةٍ وإعلاميةٍ وسياسية غير مسبوقةٍ على أمتنا الإسلامية ، الكثير صمتوا والكثير استسلموا والكثير رهبوا والكثير احتاروا غلبت عليهم حالة الحيرة ، وانسد الأفق أمامهم ولم يعرفوا ماذا يفعلوا ، فهو حطّم جدار الصمت في تلك المرحلة ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى ، وحاول أن يذكّر الأمة بكل المقومات التي هي مقومات تجعل منها أمةً فعلاً تستطيع أن تتحرك لتنهض بمسؤوليتها ، والآن فإن الصوت الذي أرادوا إسكاته قد تعالى وارتفع ليصل بصداه إلى كل أرجاء الدنيا .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى استشهاد الشهيد القائد -1435هـ