الإسرائيلي والأمريكي كلٌّ منهما مرتبطٌ بمشروع، هذا المشروع هو الصهيونية. الصهيونية: مشروعٌ عدوانيٌ تدميريٌ يستهدف أمتنا الإسلامية، وفي المقدِّمة: العرب، المشروع الصهيوني يهدف إلى تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على ما يسمونه بالشرق الأوسط، على البلاد العربية بالدرجة الأولى، ومن بعد البلاد العربية: المحيط المجاور لها، هم يختارون أن يعبِّروا عنه بالشرق الأوسط، وحتى حديث المجرم [نتنياهو]، تحدث عن الشرق الأوسط، وتغيير واقع الشرق الأوسط.
المشروع الصهيوني هو تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على البلاد العربية، رقعة جغرافية واسعة منها، ما يسمونه بإسرائيل الكبرى، والتي رسموا خريطتها من النيل إلى الفرات، وتشمل مجموعة بلدان عربية، منها لبنان، ومنها سوريا، ومنها الأردن، مع فلسطين، يعني: بلاد الشام بكلها، منها العراق ومصر، أو أجزاء- بالحد الأدنى- من العراق ومصر، وكما يقولون هم: وثلاثة أرباع المملكة العربية السعودية، ومنها مكة والمدينة.
المشروع الصهيوني هو يستهدف هذه الرقعة الجغرافية بالاحتلال المباشر، ويستهدف بقية البلاد العربية بالسيطرة، وإن لم يكن بالاحتلال المباشر؛ نتيجةً لما يعانيه اليهود من عجزٍ في العديد والزخم البشري، يعني: هم لا يمتلكون من الزخم البشري ما يتمكنون به من التغطية المباشرة، والاحتلال الكامل، والانتشار في بقية البلدان العربية، لكن قد يعالجون المسألة، ويوفدون من شعوب وأمم أخرى من يغطّون هذا الفراغ إلى حدٍ ما في ظل سيطرتهم المباشرة.
وكذلك يريدون أن يخضعوا البقيَّة إخضاعًا تامًا لهم، وأن يسوموهم سوء العذاب، وأن يكونوا مستغلين، مستعبدين، مقهورين، مستسلمين، في حالةٍ من الهوان، والاستسلام، والعذاب، والعبودية، والقهر، تحت سيطرتهم، ومن خلال تلك السيطرة التي يرومونها، ويسعون لها، في معتقدهم أنهم سيتمكنون من فرض نفوذٍ عالمي، بحيث يكون مركز الحكم للعالم بكله في يد الصهيونية اليهودية من فلسطين، وأكثر من فلسطين: من البلاد العربية بعد احتلالها، مما يسمونه هم بإسرائيل الكبرى، ليكون لهم من خلاله سيطرة عالمية.
الأمريكي مرتبط بهذا المشروع، والإسرائيلي مرتبط بهذا المشروع، هذا المشروع له صياغة عقائدية، يعني: هم حوَّلوه إلى معتقد ديني، باسم الدين، هو موجودٌ عندهم من خلال نصوص معيَّنة، وأدبيات معيَّنة، ومنهج معيَّن، ويحوِّلونه إلى معتقد ديني، وهو أيضاً يمثل بالنسبة لهم سياسة واستراتيجية ينطلقون من خلالها، استراتيجية ينطلقون من خلالها لرسم سياساتهم، لتحديد أولوياتهم، وبرامجهم، وأنشطتهم، ومواقفهم، هم مرتبطون بهذا المشروع بكل ما تعنيه الكلمة، وكل خطواتهم: في المجال السياسي، في المجال الاقتصادي، في المجال الرياضي... في أي مجال من المجالات، في المجال الفكري والتثقيفي، كل أنشطتهم التي يستهدفون أمتنا بها في كل المجالات، هي لخدمة ذلك المشروع، لخدمة ذلك المشروع، ولمصلحة ذلك المشروع.
ذلك المشروع هو عدواني، هو يستهدف أمتنا بشكلٍ أساسي، يستهدف شعوبنا بطمس هويتها، واحتلال الأوطان، ونهب الثروات، ومصادرة الحُرِّيَّة والاستقلال والكرامة، هو يستهدف أمتنا بالإذلال، والاستعباد، والقتل، والدم، وهتك الأعراض، وانتهاك الحرمات، والسيطرة على المقدَّسات، هو يستهدف أمتنا في دينها ودنياها.
والمسألة واقعية، واقعية، يعني: هناك منهج يدرِّسونه في المدارس الإسرائيلية، يحتوي كل هذا، من أهمِّ ما يسعى إليه هو ترسيخ هذا المشروع، وربط حتى أجيالهم، حتى أطفالهم بهذا المشروع؛ حتى ينشؤوا عليه.
وهو أيضاً على المستوى السياسي، يتحركون بناءً على ذلك، بناءً على ذلك؛ لأنَّه اجتمع مع ذلك المشروع أطماع، وأحقاد، ونزعة سلطوية، استئثارية، استعمارية، عدوانية، إجرامية، نزعة الطغيان، هم طغاة، ولديهم طموح أن يسيطروا، ويرون العائق الأكبر أمامهم بالنسبة في هذه الشعوب، هو: الإسلام، الإسلام بنقائه، الإسلام بحقيقته، الإسلام بمبادئه الحقيقية الصحيحة، ويحاولون أن يبعدوا الأمة عنه؛ لكي يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.
مشروعهم- في نهاية المطاف- هو مشروع فاشل؛ لأنَّه عدواني، إجرامي، يُشكِّل خطراً على البشرية، ولكن
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 21 ربيع الثاني 1446هـ 24 أكتوبر 2024م