(وَعٍبَادَهُ خَوَلًا): حوَّلوا عباد الله إلى خَوَل، إلى خدم وعبيد مسخَّرين لخدمتهم ومستغلِّين، سيطروا على الناس، البعض منهم شكلوهم جيوشًا جرارة؛ لتكون ذراع بطش وجبروت يضربون بها من يريدون في أوساط الأمة، ويقمعون بها كل صوتٍ للحرية، وكل نشاط أو عمل يهدف لإعادة الناس إلى الاتجاه الصحيح، ويجعلون منهم: علماء سوء، أبواق باطل، المحدثين، الكاذبين والمفترين، القُصَّاص… إلخ. وكذلك منهم من يشتغل في الدعاية الاجتماعية، بكل الوسائل يجعلون الناس (خَوَلًا).
(وَمَالَهُ دُوَلًا): فاتجهوا إلى السيطرة على الأمة في مواردها البشرية والمالية، السيطرة على المال، استأثروا بالمال العام، وسيطروا عليه، الذي هو مالٌ للأمة، ثم جعلوا منه هو وسيلة لأن يكونوا مترفين، أن يحصلوا على ثروات هائلة يتمتعون بها وينعمون بها، ووسيلة لشراء الذمم؛ ليشتروا به وجيهًا هناك، وشخصية بارزة هناك، وعالم سوء هناك، وآخرين هناك؛ ليكونوا مقاتلين، وسيلة لشراء الذمم. وهكذا أسسوا لهذا المسلك في تحريف المفاهيم الدينية، والاستغلال لها؛ للسيطرة على الناس، والخداع للناس، والاستغلال للناس؛ لفعل ما يشاءون ويريدون، وباسم الدين أحيانًا، والاستغلال لعباد الله، والاستغلال للمال العام للتنعم به والترف به، وفي نفس الوقت لشراء الذمم والاستعباد للناس من خلاله، فكانت هذه جناية كبيرة جدًّا على الأمة، وانحرافًا كبيرًا بالأمة عمَّا كان عليه مسار الإسلام في عهد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفيما كان عليه رسول الله في حركته بالرسالة، وقيادته للأمة، وانحرافًا شمل كل واقع الأمة: الواقع السياسي، الواقع الاقتصادي، الواقع الأمني… امتد إلى كل شؤون الناس وحياتهم، وحَفَلت كتب التاريخ بالكثير من الحكايات والوقائع والأحداث التي عبَّرت عن هذا الانحراف.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
محاضرة السيد الرابعة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1440هـ-