إن من فوائد هذه المناسبة في مواجهة ذلك كله، إحياء القضية في وجدان الأمة، لمواجهة كل المساعي لإنساء الناس هذه القضية الرئيسية والمهمة، إن من فوائد هذه المناسبة الخروج الكبير الذي يعبر عن ارتباط الأمة المستمر واستعدادها للتحرك، في هذا اليوم يخرج الملايين من أفواج شعوبنا المسلمة، وأمتنا العزيزة، يخرجون بصوتٍ واحد، في موقفٍ واحد، هو الموقف الذي يمثل التوجُّه الصحيح لأبناء الأمة، هو الموقف الذي يعبر عن هموم هذه الأمة، عن وحدة هذه الأمة، عن القضية الأساسية لهذه الأمة، هذا الخروج المليوني في عدد كبير من شعوب أمتنا الإسلامية له أهميته، له دوره الكبير في تغيير الواقع وفي الحفاظ على هذه القضية المهمة، كذلك يحسب له الأعداء ألف حساب، وبالتأكيد لا يرتاحون له أبداً.
إنَّ ممّا يجب أن نرسخه في أنفسنا جميعاً في هذا اليوم أنَّ هذه القضية الكبيرة، وهذا الصراع الرئيسي والمهم والكبير مع قوى الاستكبار، وفي طليعتها إسرائيل وأمريكا، أنه يجب أن ترتبط هذه القضية بمسارٍ عمليٍ شامل، هذا الخروج مهم، لكن لا تنتهي المسألة بانتهاء هذا اليوم، ولا بالانتهاء من هذه المظاهرات، وهذا التحرك الشعبي الكبير.. |لا| يجب أن ترتبط المسألة بمسارٍ عمليٍ شامل، حتى تصبح توجهاً يتجه إليه الجميع، وأساساً تبنى عليه السياسات، وتبنى عليه المواقف، ويبنى عليه وعلى أساسه واقع الأمة بكلها، حتى على المستوى الاقتصادي، وحتى على المستوى العلمي وفي كل شؤون الأمة، وهذا هو لمصلحة الأمة، إنّ وجود تحدٍ كبير بهذا المستوى يمكن أن يمثل حافزاً مهماً في بناء الأمة لكي تكون بمستوى المسئولية، وبمستوى مواجهة هذه التحديات، هذا الخطر الذي يتجاوز بقعة فلسطين التي هي عزيزة وغالية ومقدسة، وبارك الله فيها وفيما حولها، يتجاوزها إلى كل العالم الإسلامي، وإلى كل المنطقة العربية، ونحن كلنا نعلم ما تعمله إسرائيل على مستوى المنطقة بكلها، بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر، بشكلٍ جليٍ وبشكل خفي، وما عملته في السودان، وما عملته في سوريا، وهكذا تحاول أن تجعل المنطقة بكلها تحت رحمتها وتحت هيمنتها، بل تحاول أن تجعل الشعوب العربية والإسلامية كلها تحت أقدامها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم القدس العالمي: 1434هـ.